|
عن موقع : THE BALTIMORE SUN كان المحافظون الجدد يبتسمون في بداية الحرب على العراق و يكررون: «يمكن لأي شخص أن يذهب إلى بغداد لكن الرجال الحقيقيين فقط من يتوجهون إلى طهران «. لكن الأمر لم يكن مضحكاً حينها ! ثم إنه ليس مضحكا الآن! لأن هؤلاء «الرجال الحقيقيين» الذين يريدون شن حرب على إيران ليس لديهم من حكمة الرجولة سوى الكثير من الضوضاء و الفوضى . لنأخذ مثلاً أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي في ماريلاند : بربارة ميكولسكي وكاردان بن المشهورين بإعلان ليبرمان غراهام. الذي ضيع غاية أهدافه عندما طالب إيران بنفي «القدرة النووية» ، جنباً إلى جنب نفيها لوجود الأسلحة ذاتها. «قدرات نووية» مصطلحٌ غامض للغاية، كان وسيلة لتبرير شن حرب وقائية في ظل غياب أي تهديد حقيقي لإيران على المنطقة . أما فيما يتعلق ب«التهديد» النووي الإيراني؟ نبرز فيما يلي ملخصاً موجزاً: لقد فتشت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) المنشآت النووية الإيرانية وفقاً لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NNPT)، الموقعة عليها إيران ، و لم يتم العثور على أي انتهاك إيراني للمعاهدة ، و أقرت الوكالة الدولية أن إيران لديها الحق بتطوير برنامجها النووي السلمي. و لم تر وكالة الاستخبارات الأميركية أن إيران تسعى لتطوير سلاح نووي، ولم تجد دليلا على أنها تدرس صنع أسلحة نووية. و كان آخر تقديرات الاستخبارات الوطنية الأميركية (NIE) عدم وجود أي برنامج إيراني نشط لتطوير أسلحة نووية . لقد حُرِّف تقرير الوكالة النووية في إيران، في تشرين الثاني، على نطاق واسع. و ما تزال الوكالة تواصل التحقق من عدم تغيير المواد النووية المعلنة، لكنها لم تحدد أي انتهاك لإيران للمعاهدة الدولية NNTP. لكنه رغم ذلك لم يُعلن عن أي من الحالات المؤدية للقلق فيما يتعلق بالأنشطة لتطوير أسلحة نووية. لكن الشكوك حول هذه المزاعم المتعلقة بالأسلحة تؤدي إلى التساؤل ، وقد كتب روبرت كيلي، وهو مهندس نووي ومدير سابق في وكالة الطاقة الذرية، بأنه يتكون لديه «شعور سقيم »، عندما يسترجع التزييف، و تضليل المعلومات و( التفسيرات المقصودة من قبل الاستخبارات الأمريكية ) التي استخدمت لتبرير التدخل العسكري في العراق . صحيح أن وكالة الطاقة الذرية كانت قد أعربت عن قلقها إزاء عدم اتباع إيران لبروتوكول طوعي بهدف تعزيز قدرة الوكالة على الكشف عن الأنشطة النووية غير المعلنة. و قد اختارت إيران غير الحائزة للأسلحة النووية عدم اتباع هذا البروتوكول الطوعي ، ورفضت مواجهة مراقبة مماثلة. إلا أن هناك مؤشرات واضحة بأن إيران سوف تعتمد رسميا على بروتوكول طوعي في ظل ظروف التفاوض، في واقع الأمر رغم أنها لم تفعل ذلك في الماضي فمن البديهي أنه يمكن معالجة المخاوف بشأن بروتوكول طوعي سلميا ، وعمليا من خلال التفاوض. لكن وسائل الإعلام الإخبارية تضلل استجابة إيران لمقترحات التفاوض. فعلى سبيل المثال، تفاوضت كل من البرازيل وتركيا، بدعم من الرئيس باراك أوباما و وقعت اتفاقا مع إيران تمكن من التوصل إلى حل معقول لتخزين الوقود النووي الإيراني. ثم تم رفض هذه الخطة فيما بعد من جانب الولايات المتحدة، بالرغم من أن الاتفاق استند بتصميم إطاره على إدارة أوباما نفسها. لا يوجد أي تهديد نووي حالي من قبل إيران ، والحرب مع إيران لن تحمي مصالح أمننا القومي. لكنها ستزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة شديدة التقلب، سيتم قتل عشرات الآلاف من الأبرياء في إيران، وتؤدي إلى المخاطرة بحياة جنودنا الشباب الخاصة، وإضعاف اقتصادنا. علاوة على ذلك، فإن أي هجوم على إيران (من قبل إسرائيل) غير المعتمد من قبل الأمم المتحدة ،ولا يمت بصلة لرد على تهديد وشيك ،هو هجوم غير شرعي بموجب القانون الدولي. و إن دعمت الولايات المتحدة مثل هذا العمل فهذا يقوض سيادة القانون، ويزيد من احتمال وجود عالم أكثر عنفا. ينادي العديد من الجماعات والأفراد برفض مثل هذه الحرب «الوقائية». فالضربات العسكرية قد تأتي بنتائج عكسية، لأنها سوف «تزيد من اقتناع القيادة الإيرانية في المضي قدما في تطويرالأسلحة النووية» و «من شأنه أن يؤدي إلى عواقب طويلة الأجل ، و باهظة التكاليف بالنسبة لأمن الولايات المتحدة والاقتصاد العالمي». إن شعب ولاية ماريلاند، بعد أن تعلم من كارثة العراق، يرفض و بشدة «حرب الاختيار»على بلد لا يهددنا . و إن كان مندوب ولاية ماريلاند في الكونجرس ، لايُعلم القيادة بما ننادي إليه برفض عمل عسكري من هذا القبيل . ينبغي لنا كمواطني ولاية ماريلاند مساءلة زعمائنا في الكونغرس واستبدالهم إن لم يظهروا كفاءة دبلوماسية، ولم يتجهوا نحو تحقيق السلام وسيادة القانون. جان آثي : الرئيس المشارك في مجلس العمل من أجل السلام ورئيس اللجنة التوجيهية للتحالف في ولاية ماريلاند، يعمل في اللجنة التوجيهية للسلام والعمل في لجنة التوجيه على مستوى الولاية لفريق العمل التقدمي. بقلم : جان آثي و ويلسش أليكس |
|