|
على الملأ ويقال إن الأذرع الحكومية تتدخل لكسر حدة الأسعار وتوفير بعض المواد الأساسية بأسعار مقبولة ، غير أن الملموس على الواقع يكاد يقارب الصفر ، ذلك أن النقطة في البحر لن تترك -بالتأكيد- أي أثر ولن يشعر بها أحد !!. ما نريد قوله : ما هكذا يا وزارة الاقتصاد تتم مقاربة قصة الوفرة والأسعار.. فالجميع يدرك حقيقة الوفرة ، لكن أحدا لم يفهم حقيقة ارتفاع الأسعار الى حدود غير مسبوقة سوى أن الجميع يحمل قصة الأسعار على الدولار وسعر الصرف ، فهل تكمن الحقيقة كل الحقيقة في ذلك ، أم أن الحقيقة الكاملة تقتضي الافصاح عن أمور أخرى تبدو وزارة الاقتصاد الطرف الأول المطالب بالكشف عنها ؟. واذا كانت الوزارة تفاخر بقصة الوفرة فهناك من لديه الرغبة بالدخول معها في سجال يقوم على انكار حقها بالمفاخرة ، بل وأكثر من ذلك بأن يقول لها : ان الوفرة عليكم وليست لكم ، وما من انجاز يسجل لكم في هذا الاتجاه سوى أنكم تمارسون دور المتفرج السلبي لجهة تسويق وتسعير المواد ومراقبة السوق وضبطه . صحيح أن هذا النوع من الحديث فيه الكثير من القسوة على وزارة الاقتصاد التي تمتلك دفاعا يراه البعض مقبولا ويعتبره البعض الآخر ضعيفا ، الا أن الصحيح أيضا أن الوزارة قصرت ان لم تكن غابت في وقت يشعر الناس فيه أنهم أحوج ما يكونون لها ولمؤسساتها وأدواتها في التدخل والمعالجة وايجاد الحلول . وصحيح أيضا أن حجم الأزمة كبير وكبير جدا والوزارة محكومة بمحدودية الامكانات والكوادر ومقيدة بالأنظمة والقوانين وهو ما قد يحد من الحركة المطلوبة منها ، غير أن الصحيح أيضا أن الوزارة - وتبعا أو بسبب كبر حجم الأزمة - كان ينبغي أن تبادر الى التصرف المباشر لتخفيف حدة الأزمة ومحاولة تطويقها والتقليل من آثارها ما أمكن . الوزارة كانت تمتلك الوقت لتتصرف ، وربما كان وما زال هناك من يمتلك قدرة الاستجابة لكل ما تطلبه لجهة توفير المرونة القانونية والتشريعية التي تخدم خطواتها في هذا الاتجاه ، لكنها لم تفعل .. لم تطلب استثناءها .. لم تطلب تعديل أو اصدار ما يحقق مبادراتها التي لم يسمع بها أحد !!. كل المؤشرات كانت واضحة .. العقوبات الأمريكية – الأوروبية – العربية .. والحصار الظالم على كل المستويات كان ينبىء بالأزمة .. فما مبرر غياب المبادرات ؟ وما مبرر السلبية والتسليم أو الاستسلام للواقع على مبدأ : معالجة المشكلة عندما تبرز ؟!. رغم كل ذلك يمكن القول : إنه ما زال بالامكان تسجيل الكثير من الأفعال المؤثرة ويجب ألا نتخلف عن القيام بها ، وقد يكون أولها تشكيل القناعة بالاتجاه شرقا- وهو توجه رسمي جرى الاعلان عنه - فما الذي قمنا به في هذا الاتجاه ؟؟!!. |
|