تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الوفرة عليكم وليست لكم !!

على الملأ
الأحد 1-4-2012
علي نصر الله

تقول وزارة الاقتصاد : هناك وفرة بالمواد .. لا يوجد احتكار ، لكنها تعلن عجزها عن ضبط الأسعار في السوق وكذلك عن حماية المستهلك .. فماذا بعد ؟!.

ويقال إن الأذرع الحكومية‏

تتدخل لكسر حدة الأسعار وتوفير بعض المواد الأساسية بأسعار مقبولة ، غير أن الملموس على الواقع يكاد يقارب الصفر ، ذلك أن النقطة في البحر لن تترك -بالتأكيد- أي أثر ولن يشعر بها أحد !!.‏

ما نريد قوله : ما هكذا يا وزارة الاقتصاد تتم مقاربة قصة الوفرة والأسعار.. فالجميع يدرك حقيقة الوفرة ، لكن أحدا لم يفهم حقيقة ارتفاع الأسعار الى حدود غير مسبوقة سوى أن الجميع يحمل قصة الأسعار على الدولار وسعر الصرف ، فهل تكمن الحقيقة كل الحقيقة في ذلك ، أم أن الحقيقة الكاملة تقتضي الافصاح عن أمور أخرى تبدو وزارة الاقتصاد الطرف الأول المطالب بالكشف عنها ؟.‏

واذا كانت الوزارة تفاخر بقصة الوفرة فهناك من لديه الرغبة بالدخول معها في سجال يقوم على انكار حقها بالمفاخرة ، بل وأكثر من ذلك بأن يقول لها : ان الوفرة عليكم وليست لكم ، وما من انجاز يسجل لكم في هذا الاتجاه سوى أنكم تمارسون دور المتفرج السلبي لجهة تسويق وتسعير المواد ومراقبة السوق وضبطه .‏

صحيح أن هذا النوع من الحديث فيه الكثير من القسوة على وزارة الاقتصاد التي تمتلك دفاعا يراه البعض مقبولا ويعتبره البعض الآخر ضعيفا ، الا أن الصحيح أيضا أن الوزارة قصرت ان لم تكن غابت في وقت يشعر الناس فيه أنهم أحوج ما يكونون لها ولمؤسساتها وأدواتها في التدخل والمعالجة وايجاد الحلول .‏

وصحيح أيضا أن حجم الأزمة كبير وكبير جدا والوزارة محكومة بمحدودية الامكانات والكوادر ومقيدة بالأنظمة والقوانين وهو ما قد يحد من الحركة المطلوبة منها ، غير أن الصحيح أيضا أن الوزارة - وتبعا أو بسبب كبر حجم الأزمة - كان ينبغي أن تبادر الى التصرف المباشر لتخفيف حدة الأزمة ومحاولة تطويقها والتقليل من آثارها ما أمكن .‏

الوزارة كانت تمتلك الوقت لتتصرف ، وربما كان وما زال هناك من يمتلك قدرة الاستجابة لكل ما تطلبه لجهة توفير المرونة القانونية والتشريعية التي تخدم خطواتها في هذا الاتجاه ، لكنها لم تفعل .. لم تطلب استثناءها .. لم تطلب تعديل أو اصدار ما يحقق مبادراتها التي لم يسمع بها أحد !!.‏

كل المؤشرات كانت واضحة .. العقوبات الأمريكية – الأوروبية – العربية .. والحصار الظالم على كل المستويات كان ينبىء بالأزمة .. فما مبرر غياب المبادرات ؟ وما مبرر السلبية والتسليم أو الاستسلام للواقع على مبدأ : معالجة المشكلة عندما تبرز ؟!.‏

رغم كل ذلك يمكن القول : إنه ما زال بالامكان تسجيل الكثير من الأفعال المؤثرة ويجب ألا نتخلف عن القيام بها ، وقد يكون أولها تشكيل القناعة بالاتجاه شرقا- وهو توجه رسمي جرى الاعلان عنه - فما الذي قمنا به في هذا الاتجاه ؟؟!!.‏

ali.na_66@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية