|
حديـــث الناس الذي جعلنا نتحدث في هذا الاطار هو ان اكثر الورقيات والركض من جهة الى اخرى للحصول على التوقيع المراد اضحى امرا غير مقبول في ظل التطور الاقتصادي والاجتماعي واصبح عامل الوقت مهما للجميع ولا بد من اعطاء مسألة اختزال الامكنة في مكان واحد تنتهي من خلاله المعاملة المرادة مهما كان شكلها وهذا ما قصدناه في بداية حديثنا وهذا الامر ليس كلمة نطلقها بل علينا ايجاد الآلية المناسبة لذلك وتوفير المستلزمات اللازمة. توجد جهات عديدة بدأت العمل منذ مدة بهذا الاتجاه وتحاول جاهدة ان تختزل مراحل واماكن متعددة بجهة واحدة، ولكن بالمقابل توجد مجالات كثيرة مازلنا نفكر بالتطبيق فيها وكأن الامر صعب ومعقد، وببساطة الامور بحاجة الى تعاون الجهات مع بعضها للوصول الى اشكال تنهي حالة الروتين من جهة وتسرع بانجاز المعاملة لاهمية عامل الوقت. من جهة اخرى مسلسل التواقيع والورقيات للبدء بانجاز أي معاملة يجعل الكثير في دوامة لا يحسدون عليها ، ولا شك ان هذه الحالة لها اسبابها وهي التأكيد والتأكد من صحة البيانات، ولكن لا بد من تجاوز هذا الواقع بايجاد انماط جديدة تتناسب وحجم التطور الحاصل في العمل الاداري وطرق الارشفة، والتطور الهائل في التقنيات لتخزين المعلومات عن طريق الحواسب التي بمقدورها ان تفي بالغرض وتريح المواطن من المصنفات الضخمة والتجوال بها بين الجهات التي يجب ان توقع وتختم وتدقق على وثيقته او بياناته، وهاجس الخوف الدائم من ضياع هذه الاوراق اثناء تنقلها، واضحى منظر الدفاتر القديمة والضخمة للتأكد من المعلومات غير مقبول وكذلك الانتظار امام الموظف وهو يقلب الصفحات للوصول الى مبتغاه. عامل الوقت اصبح مهما للجميع، فحتى تحصل على أي وثيقة عليك ان تستعد لهذا الموضوع نفسيا واخذ اجازة من عملك لتبدأ الهرولة من جهة الى اخرى، والشيء اللافت للنظر انك ترى معقبي المعاملات اينما ذهبت يتعاملون بطريقة وكأنهم يعرفون كل شيء، وما عليك اذا اردت انجاز المعاملة بسرعة الا ان تكلفهم بها والا عليك ان تنتظر اياما والجميع يتعرض لمثل هذه الحالات عندما يريد انجاز معاملة له، وتزداد الامور صعوبة في تباعد المسافات بين البلدات والمناطق ومراكز المدن للوصول الى مبتغاك. |
|