|
عن International Herald tribune فجأة خسف الرئيس بوتين نجم الرئيس أوباما كزعيم للعالم ممسكا بقيادة جدول أعمال الأزمة في سورية. وقد قدم إمكانات للحل ، وان كانت لا تزال غير مؤكدة للغاية، ولكنه بديل إلى ما انتقده جهارا وهي النزعة العسكرية الأمريكية ونرى إعادة إحياء المصالح الروسية في المنطقة، حيث تم تهميشها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. وعلى الرغم من أن الظروف قد تتغير مرة أخرى، إلا أن السيد بوتين يظهر وقد حقق العديد من الأهداف، إلى حد كبير على حساب واشنطن. وقد سلم شريان الحياة الدبلوماسية لحليفته منذ فترة طويلة سورية ، وعمد إلى ايقاف السيد أوباما من محاولة الالتفاف على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث تولت روسيا حق النقض، للتأكيد أن أولويات الإدارة الأمريكية أحادية الجانب . وبصورة أعم، فإن روسيا على الأقل جعلت نفسها الآن الطرف الذي لا غنى عنه في احتواء الصراع في سورية، وقد أكد الرئيس بوتين أن هذا الصراع قد يشعل الاضطرابات الإسلامية في جميع أنحاء المنطقة، وصولا إلى المناطق المسلمة المضطربة الروسية، إذا تمت إدارتها بشكل سيء . وعمد إلى محاصرة أوباما باعتبار موسكو شريك أساسي لوقت كثير من السنة القادمة ، إذا كانت تقديرات البنتاغون في حساب الوقت الذي سيستغرق لتأمين مخزون الأسلحة الكيميائية في سورية دقيقا. “ ربما كان هذا أفضل يوم لبوتين كرئيس على مدى سنوات حكمه “ هذا ما صرح به ايان بريمر، رئيس مجموعة أوراسيا، وهي شركة استشارات المخاطر السياسية، في اتصال عبر الهاتف يوم الأربعاء الماضي وأضاف “وأظن انه يتمتع بذلك في الوقت الحالي.” وفي مقالة افتتاحية في “نيويورك تايمز” نشرت يوم الأربعاء الماضي، أرسى السيد بوتين تحديا قويا لرؤية السيد أوباما لكيفية التصدي للاضطراب، قائلا بأن توجيه ضربة عسكرية إلى سورية يشكل خطر “انتشار الصراع إلى ما هو أبعد من الحدود السورية”، ويعد انتهاكا للقانون الدولي، وتقويض استقرار ما بعد الحرب. و كتب السيد بوتين “ومما يثير القلق أن التدخل العسكري في النزاعات الداخلية في الدول الأجنبية قد يصبح أمرا مألوفا بالنسبة للولايات المتحدة” وأضاف “هل هو في مصلحة أمريكا على المدى الطويل؟ أنا أشك في ذلك. “ عندما عاد السيد بوتين إلى الرئاسة قبل عام، ومع استمراره بتوفير الأسلحة إلى الحكومة السورية بموجب الاتفاقيات بين البلدين، وتقديمه اللجوء السياسي إلى المسرب السيد سنودن في نهاية المطاف ، فقد بات ينظر له بشكل متزايد في الغرب على انه الشخصية الصلبة وقيصر العصر الحديث . والآن على ما يبدو أنه يتطلع للعب دور رجل الدولة حيث قال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف .، في مقابلة له ان الرئيس الروسي لا يسعى “لتولي زمام المبادرة،”، لكنه أراد فقط تشجيع التوصل إلى حل سياسي لتفادي صراع عسكري واسع النطاق في الشرق الأوسط. “انها فقط بداية الطريق”، قال السيد بيسكوف، “لكنه بداية مهمة جدا.” وقد تم البدء بالعمل ، حيث بعث السيد بوتين وزير خارجيته سيرغي لافروف، إلى جنيف يوم الخميس الماضي للاجتماع مع وزير الخارجية جون كيري، على أمل الاتفاق على التفاصيل اللوجستية التي لا تحصى من وضع شبكة مترامية الأطراف من المواقع الكيميائية تحت المراقبة الدولية في وسط الصراع القائم في سورية. و حتى هذه الخطوة تعد مؤشرا آخر على مدى تغير الظروف في مثل هذا الوقت القصير. حيث منذ أسبوع واحد فقط، كان السيد بوتين يتهم السيد كيري بالكذب على الكونغرس حول وجود متشددين متحالفين مع تنظيم القاعدة في سورية. واضاف “انه يكذب” وقال في تصريحات بثها التلفزيون. “ انه يعرف انه يكذب. إنه لأمر محزن “. ويوم الأربعاء الماضي، عندما قدمت روسيا مجموعة من المقترحات للأمريكيين وغيرهم قبل ذلك الاجتماع في جنيف، استخدم السيد بيسكوف مرة أخرى الفرصة لمحاولة رسم روسيا كصانع السلام مقابل الولايات المتحدة كصانع للحرب ‘.وقد رفض السيد بيسكوف الادلاء بتفاصيل الخطة، ولكنه عبر عن أهم شرط لروسيا وهو أن استعداد سورية للتخلي عن أسلحتها يمكن اختباره فقط إذا امتنعت الولايات المتحدة عن الانتقام الذي هدد به الرئيس أوباما. وقد قال السيد بيسكوف “ إن أي ضربة عسكرية تجعل هذا الأمر مستحيلا”. |
|