|
البقعة الساخنة سؤال بدأ المتابعون والمحللون الاستراتيجيون بطرحه بقوة في أعقاب تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالمؤتمر الصحفي الذي تلا الاتفاق المذكور والذي قال فيه إن حل قضية الأسلحة الكيميائية في سورية خطوة لتحويل الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. هذه الرؤية التي طالما سعت سورية لتطبيقها وجعلها واقعاً وليس حلماً عبر تقديم مشاريع القرارات إلى مجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية ذات الاختصاص ( ومنذ عدة عقود) تصطدم دائماً بالجدار الأميركي الذي كان يقف بالمرصاد لكل قرار أو مطالبة أو تلميح يدعو الكيان الإسرائيلي إلى الامتثال للإرادة الدولية وكشف ترسانته النووية والكيميائية أمام وكالات التفتيش الدولية . وإذا كان هذا الجدار المدعوم دائماً بالفيتو هو الذي سيطر على المشهد الدولي في السابق فإن المستجدات اليوم التي رافقت الاتفاق الأميركي الروسي الأخير قد تقلب المعادلة التي كانت قائمة. وفوق هذا وذاك فإن ارتفاع الأصوات الأميركية في الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي المطالبة بكشف تراسانة إسرائيل ومراقبتها يشكل عاملاً اضافياً يدفع بهذا الاتجاه ، وماقاله موقع«سوشاليست» من أن سياسة أميركا اتجاه ملف الكيميائي السوري يشكل أنموذجاً لازدواجية المعايير يؤكد ذلك بقوة ، ولاسيما أن تلك الأصوات بدأت تعلو وهي تطالب واشنطن بالتزام اخلاقي حيال أسلحة إسرائيل للتدمير الشامل والتوقف عن دعم هذه الأخيرة ليصبح مخزونها من الأسلحة المحرمة دولياً المخزون الأكبر في الشرق الأوسط ، فهل نستطيع القول بأن العجلة بدأت بالدوران؟! |
|