تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هكذا تحرض الإيباك الكونغرس لإقرار العدوان على سورية !!

شؤون سياسية
الثلاثاء 17-9-2013
دينا الحمد

يوماً بعد يوم تتوضح صورة انخراط اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأميركية بالأزمة في سورية وتبدو خفايا ذراعها الرئيسية « الإيباك» في تحريض الإدارة الأميركية على ضرب سورية

والرغبة في تدميرها وتدمير جيشها واقتصادها خدمة للكيان الإسرائيلي ولأمنه المزعوم وآخر خفايا التآمر الذي تقوده منظمة الإيباك داخل أميركا أنها قامت بحملة نحو الكونغرس لحثه على التصويت لخيار العدوان على سورية حيث قال مصدر في لجنة إيباك: إن اللجنة ستوفد مئات النشطاء لكسب تأييد الكونغرس بشأن تحرك عسكري ضد سورية وذلك توازياً مع غمرة الجهود المكثفة التي يبذلها البيت الأبيض لإقناع المشرعين الأميركيين المترددين بالموافقة على شن هذا العدوان.‏

ونقل عن اللجنة المذكورة أنها تعتزم القيام بجهد كبير يشارك فيه نحو 250 ناشطاً في واشنطن للاجتماع مع الأعضاء المكلفين التواصل معهم في مجلسي الشيوخ والنواب.‏

وكانت مصادر حكومية أميركية كشفت مؤخراً أن ثلاث جماعات نافذة موالية لإسرائيل حثت المشرعين الأميركيين على تفويض إدارة أوباما بشن عمل عسكري ضد سورية.‏

وتقول يومية «بوسطن غلوب» إن بعض مسؤولي الإدارة الأميركية أفادوا أن مجموعة اللوبي المؤيد لإسرائيل إيباك باشرت العمل على الفور لحث المعنيين في الكونغرس على دعم عملية عسكرية ضد سورية لخشيتها «إمكانية إفلات سورية من عقاب أميركي».‏

وأعرب المعلق في «نيويورك تايمز»، ام جي روزنبرغ، عن اعتقاده أن البيت الأبيض وإيباك « لم يرغبا في الظهور بموقف يوحي بأن السبب وراء الهجوم على سورية تقديم البرهان لإيباك « بانا جادون في شن حرب « يتحرق لرؤيتها اللوبي.‏

أما الكاتب في النسخة الإلكترونية لمجلة (نيوز ويك) برينت ساسلي فأوضح أن مسؤولي البيت الأبيض أعربوا عن خشيتهم لما قد تقدم عليه إيباك عند توصلها لقناعة تفيد بعجز الرئيس أوباما تطبيق خطه الأحمر الذي تحدث عنه في الآونة الأخيرة وهو ما يعيد للذهن غضب الإيباك على عدد من الرؤساء والوزراء السابقين ممن لم ينفذ خططها ومطالبها، ورضاها عن كل من يحاول كسب ودها ونيل رضاها وإعلان ولائهم للكيان الإسرائيلي ودعمهم المطلق لأمنه المزعوم وحشد الأصوات المؤيدة لخططه الاستيطانية والتوسعية والإرهابية.‏

وتؤكد التقارير الاستخباراتية أن منظمة « الإيباك « تدفع وبكل قوة إدارة أوباما لاتخاذ سياسات معادية لسورية لأنها ترى في سياساتها المقاومة خطراً على الكيان الصهيوني وذلك عبر مواقف سورية في دعم المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق ورفضها تمرير مشروع الشرق الأوسط الذي يخدم مصالح الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية التي تهدف إلى إنزال المزيد من التجزئة في أقطار الوطن العربي بل تفتيتها لإضعافها ما يسهل تنفيذ الأطماع الصهيونية في الثروات العربية وانتشارها في المنطقة.‏

وتأتي حملة الإيباك نحو الكونغرس في وقت تتصاعد فيه دعوات رفض العدوان في أوساط الرأي العام الأميركي وفي هذا الإطار يقول ميديا بنجامين وهو سياسي وناشط أميركي إن أوباما وكيري يسوقان للحرب ضد سورية بشكل محموم غير أن الشعب الأميركي لا يريد تلك الحرب ونقل موقع (أنتي وور الأميركي) عن بنجامين مؤلف كتاب الحرب بطائرة دون طيار أنه في حال وافق الكونغرس الأميركي على المضي قدماً بالعمل العسكري فإن أعضاءه سيفشلون بتمثيل الناس الذين انتخبوهم، لأن 60 بالمئة من الأميركيين لم يقتنعوا بالضجة الإعلامية والحكومية الأميركية الداعية إلى شن هجوم ضد سورية بل إنهم يعارضون هذا الأمر.‏

ويتابع بنجامين قائلاً إنه لا يوجد سوى وقت قليل من أجل إيقاف هذا الاندفاع الأميركي المجنون نحو الحرب فكما ضغط الشعب البريطاني على أعضاء البرلمان وأصروا على الابتعاد عن هذه الحماقة الأميركية فإن الشعب الأميركي يقوم بالتعبئة نحو نفس الاتجاه داعياً الإدارة الأميركية إلى استثمار نفوذها الكبير للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية مشيراً إلى أن هذه الأزمة ستنتهي إلى تسوية سياسية وهو الأمر الذي كلما كان حدوثه أسرع أدى إلى إنقاذ المزيد من الأرواح.‏

والصحافة الأميركية تغص بمثل هذه المواقف وعلى سبيل المثال أكد الكاتب والمحلل السياسي الأميركي جون نيكول أن هناك انزعاجاً كبيراً لدى الأغلبية العظمى من الأميركيين فيما يتعلق باحتمال شن حرب ضد سورية موضحاً أن هناك أدلة كثيرة تؤكد أن الشعب الأميركي لا يزال متشككاً للغاية من فكرة القيام بتدخل عسكري وأن هذه الشكوك تنبع من اتجاهات كثيرة مختلفة ولذلك فإن اللوبي الصهيوني يزج بكل طاقاته من أجل قلب الصورة ودفع الكونغرس لتبني خيارات أوباما العدوانية.‏

ومن المعروف أن لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك) هي إحدى مجموعات الضغط (اللوبيات) الصهيونية بالولايات المتحدة الأميركية وأنشئت لدعم إسرائيل في صراعها مع الدول العربية عام 1951 تحت اسم اللجنة الصهيونية الأميركية للشؤون العامة في وقت كانت العلاقة متوترة بين إدارة الرئيس دوايت ايزنهاور ومؤيدي إسرائيل.‏

ثم غيرت المجموعة اسمها إلى لجنة الشؤون العامة الاميركية الإسرائيلية بهدف توسيع قاعدتها. وهي معروفة بمساندتها المطلقة لليمين الإسرائيلي وخاصة حزب الليكود، وتأييد الاستيطان الصهيوني في الأراضي العربية المحتلة ومقرها الرئيسي يوجد في العاصمة واشنطن قرب الكونغرس الأميركي إضافة إلى مكاتب بمختلف الولايات الأميركية.‏

ويعد هذا اللوبي اليهودي نحو مئة ألف منتسب وأكثر من سبعين منظمة تابعة وتقدر ميزانيته السنوية بنحو 45 مليون دولار.‏

ومنذ نشأتها وضعت اللجنة جملة من الأهداف التي تلتقي عند مساندة إسرائيل أبرزها:‏

ضمان استعمال الفيتو الأميركي ضد أي قرار في الأمم المتحدة يدين إسرائيل.‏

مراقبة عمليات التصويت التي تجري داخل الكونغرس والمتعلقة بمسائل تهم إسرائيل.‏

الإشراف على إعداد قادة محتملين للولايات المتحدة موالين لإسرائيل من الأجيال الناشئة.‏

الإشراف على توجيه الهبات التي يمنحها الممولون اليهود الأميركيون لمرشحي الانتخابات في الولايات المتحدة والتركيز على ضرب المقاومة العربية لإسرائيل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية