|
حدث وتعليق بعد صراع حامي الوطيس بين الحكومة التركية برئاسة «الأفندي» أردوغان والمعارضة الشعبية، أفرزت اضطرابات أمنية وسياسية كبرى هزّت تركيا داخلياً وخارجياً، يعود الحراك الشعبي اليوم مجدداً إلى الواجهة ويبدو أن المتظاهرين مصممون على مواصلة تحركهم ضد الحكومة ورئيس وزرائها، فقد ترجمت التظاهرات الأخيرة عن غضب شعبي عارم على انحراف استبدادي لأردوغان، والسعي لقمع حقوق وحرية الشعب التركي. ولا يخلو المشهد الذي عمّ جميع محافظات تركيا.. وعلى رأسها إسطنبول وأنقرة من وقوع إصابات وسقوط ضحايا.. فتحاول حكومة أردوغان التقليل من عددهم وقيمتهم في آن واحد. وفي كل الأحوال، فقد انتهى أردوغان سياسياً، ولن تلعب تركيا دوراً إقليمياً خلال المنظور القريب، بصرف النظر عن فوز أو خسارة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات العام القادم أو حتى في أي انتخابات مبكرة. أردوغان لم يتوقف عند هذا الحد بل ذهب إلى أبعد من ذلك في منحى تحريضي فتنوي خطير عندما اتهم المعارضة بأنها تشوّه خطط الحكومة وتنقل معلومات خاطئة إلى الشعب ما يسهل عليه إطالة عمر عثمانيته في البلاد عبر التفرقة بين صفوف الشعب. ومن الصعب تجاهل التعتيم الإعلامي غير العادي على ما يجرى في تركيا.. هناك دول ووسائل إعلام فعلت ذلك من تلقاء نفسها.. وهناك دول ضغطت على وسائل إعلامها بطلب مباشر وعلني من أردوغان.. إضافة إلى أن وزارة الخارجية التركية، وفي ضوء المصالح المشتركة مع دول كثيرة، بدأت ترسل برسائل إلى وزارات خارجية دول بعينها تطلب منها لفت نظر وسائل إعلامها إلى توخي الحيطة والحذر وعدم تضخيم أعداد المتظاهرين أو المبالغة في وصف الاشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين وأعداد الضحايا والمصابين. فإلى أي حدّ سارت خطة إزاحة أردوغان؟ وهل الجيش التركي قادر على تغيير المعادلة في البلاد كما حدث في مصر ليريح البلاد والعباد من نهج عثمانية أردوغان التي أوقعت تركيا في الوهن والضعف، أم إن الرجل الذي خدع الشعب ومن حوله ليصل إلى سدّة الزعامة لديه من الحيلة والدهاء ما سيمكنه من البقاء في المشهد التركي الرافض لسياساته ويبقى يضرب محاولات إزالته ليظل حلم العثمانيين الجدد قائما؟ |
|