|
معاً على الطريق في محاربة تنظيم القاعدة وجهادييه التكفيريين القتلة في سورية , والذين اعترف طعمة , سهواً وعبر زلات لسان متتالية شكلت تصريحاً كاملاً لوكالة رويترز , أنهم الشريحة الأوسع والأكثر سطوة وحضوراً بين كتائب الإرهابيين العاملين في سورية اليوم.. فهل سينجح اختراع طعمة في مقاومة ما اخترعه الأميركيون من المادة الخام الوهابية السعودية والفعالة , الداخلة في تركيب القاعدة ومشتقاتها من جبهة النصرة وغيرها , وقد جربوا اختراعهم طوال عقود وبنجاح كبير في تخريب غير مكان من العالم ؟ أجل , يعد طعمة بأنه سيمتشق سيف « الفكر « في مواجهة هذه الجماعات المتغلغلة في سورية عبر السعي إلى نشر « ثقافة الديمقراطية «.. وهذا اختراع آخر جديد أيضاً , لإقناع الكثيرين بالارتداد عن فكر القاعدة.. إذا أردنا , كما يقول , أن نقيم دولة تعددية ديمقراطية مستوعبة لجميع أبنائها ! و» إذا « هنا أداة شرط فحسب.. أي ربما , وفي وقت آخر , لا يعود طعمة وائتلافه يريدان ذلك فيعدل عن رأيه على الأقل , اللهم , إن لم ينتسب علانية إلى هذه الجماعات لاحقاً ! هذه عينة أظهرتها الأحداث الجارية اليوم للبعض ممن يدعون انتسابهم إلى الثقافة وطلائعها في سورية , ولما يذهبون إليه في أفكارهم ومشاريعهم وطموحاتهم وحتى اعترافاتهم.. تماماً كالذاهبين إلى الحج عند عودة الحجيج من مناسكه , إذ صحوا فجأة على ما لم يبصره قصر نظرهم وما لم يتعرفوه بعمى قلوبهم طوال ثلاث سنوات من ظلمة الثقافة السياسية وأوجارها المعوجة المتعرجة , صحوا فجأة على ما انساقوا إليه طوعاً وسيقوا إليه جشعاً وما استجلبوه إلى سورية جهلاً وغباء وحقداً.. ثم جاؤوا اليوم ليمثلوا دور الأساتذة والقادة في مواجهته وليدعوا تخليصنا مما صار اليوم مقيماً بين ظهرانينا كالوجع في الظهر , بل صار شريكاً لنا في تفاصيل حياتنا اليومية.. وحتى في غرف نومنا ! هل نسي هؤلاء أو أنهم يتناسون اليوم أن القاعدة ومشتقاتها واستطالاتها واجتهاداتها وتأويلاتها وحتى خناجرها وسكاكينها هي طريقة تفكير أيضاً.. أي إنها فكر وثقافة من نوع خاص , هدام ومدمر؟ وما أكثر مثل هذه الأفكار والثقافات في التاريخ , وهل نسي هؤلاء أو تناسوا أن هدم معبد وإقامة آخر مكانه أهون ألف مرة من إزالة فكرة مظلمة وإحلال أخرى مضيئة مكانها في عقل جاهل متخلف ؟ هل أفلس هؤلاء في استدراج سلاح الناتو وأساطيله , وفي إقناع أساطينه وعتاته.. وقد أمضوا كل الوقت مطبلين مزمرين له ولهم , فاستبدلوه بسلاح « الفكر « وهو أصعب استعمالاً عليهم وأقل منالاً لهم.. أم إن حمل المعزاة الثانية على ظهورهم سيسهل عليهم عجزهم عن حمل الأولى ؟ إن كنتم حقاً تستخدمون العقل وتفكرون فلماذا تذهبون إلى السلاح كعميان البصر والبصيرة.. وإن كنتم مدججين بالسلاح فما حاجتكم إلى الفكر والتفكير.. وأنتم الفقراء المدقعين فيه ؟؟ |
|