|
من البعيد وإذا كان هناك من قرأ في كتب التاريخ شيئاً عن ثورات الغوطة وجبل العرب وجبل الزاوية وجبال اللاذقية إلا أن التوثيق لا يتيح معرفة الكثير عن ثورات الجزيرة السورية ضد الفرنسيين. في سياق عملي الصحفي بحثت في الذاكرة النضالية والبطولات التي مزقت ظلام الاحتلال وصنعت فجر الاستقلال فأتيح لي أن أحاور المجاهد زهدي حماد بك السلطان . وأذكر من أجواء الحوار أن المجاهد المرحوم قال: عن ذكريات الجلاء أنها ذكريات حلوة ومرة في نفس الوقت.. حلوة بنضال رجال وأبطال الجلاء ومرة بأساليب الاضطهاد التي كان يستعملها الاستعمار .لقد كانت بلادنا هدفاً للاستعمار ولكن بجهود رجالها الذين كافحوا وناضلوا وكانوا سبباً لتحرير البلاد من خلال الثورات التي عمت أرجاء سورية... ناضل الأبطال في تلك المرحلة حتى أوصلوا البلاد إلى شاطىء السلامة وحرروها من المستعمر الغاشم وظهرت الروح القومية والوطنية في الجزيرة والتي تجلت في مواقف عديدة ودافع رجال الجزيرة بكبرياء وشرف عن تراب بلادهم وكان الثمن قافلة من الشهداء الذين سقطوا في مواجهة الاحتلال الفرنسي.. واليوم ونحن في رحاب ذكرى الجلاء ثمة دعوة للمؤرخين والمعنيين لتوثيق البطولات والمواقف.. وما هو ممكن من وقائع المناضلين المجاهدين الذين ساهموا في صنع الجلاء.. ودعوة أيضاً لترسيخ وتعميق ثقافة الجلاء في نفوس وعقول الأجيال من خلال تقديس حب الوطن وتحصين الأجيال من الأخطار التي تهدد ثقافتهم وسلوكياتهم وخصوصية حياتهم الاجتماعية والثقافية كي تظل دروس ومعاني ودلالات الجلاء مستمرة في حياتنا. اليوم وبعد أكثر من ستين سنة مرت من عمر شجرة الحرية ننحني أمام المناضلين المجاهدين بفخر وإجلال فهم الذين زرعوها بالنضال والتضحيات ورووها بدمائهم الزكيةالعطرة... واليوم كما في كل يوم نستذكر ونفخر بما سجلته الذاكرة النضالية للمجاهدين في تلك الأيام... تحية الإجلال والإكبار إلى الذين حققوا للوطن حريته واستقلاله وسيادته وتحية للبطولات التي مزقت ظلام الاحتلال وصنعت فجر الاستقلال. younesgg@maktoob.com |
|