|
مجتمع في توفير البنية والبيئة الحقيقية والمظلة النضالية لحركات المقاومة والثورة التي تطوع لأجلها آلاف الرجال والشباب والنساء، بأشكال شتى للذود عن حياض الوطن ودفاعا عن الكرامة .. ودور الأسرة في هذا النسيج متقدم على الدوام من ناحية الصبر والتحمل للأعباء والضغوطات ويمكن وصف الأسرة السورية بأنها الخلية الأولى لغرف العمليات من حيث التهيئة والتعبئة للوقوف في وجه الممارسات التعسفية والمضايقات المختلفة الأشكال والألوان التي كان يتلون بها فلول الاستعمار الذي كان يتناوب على احتلال شعبنا وأمتنا بعناوين ويافطات تخفي بجوهرها حقيقة عنصريته وأطماعه، إلا أن عزيمة وإرادة العقول والزنود المدافعة عن هذا الوطن كانت تستمد عنوانها وقوتها من شموخ جباه أولئك الرجال وإصرار الشباب وعناد تلك النسوة من أن الحق يحتاج إلى القوة والقوة زادها الإيمان بعدالة القضية، وهذا ما قهر جبروت السلاح الذي استخدمه العدو في كل الأماكن ولم يوفر حيا أو حقلا أو قرية ومدينة أو طفلا وشيخا . كلنا أبناء هذا الوطن يختزن في ذاكرته بعضا من إرث المستعمر الأجنبي البغيض ومحاولاته لإذلال الشعب وإهانته بالقتل والتجويع والحرق والتدمير ونهب الخيرات والثروات ونشر سياسة الجهل والتجهيل إلا أن أحدا في هذا الكون لايستطيع أن يقهر إرادة الشعوب الطامحة بعبق الحرية وعباءة الاستقلال.في هذا المقام يحضرني مشهد على سبيل المثال لا الحصر رواه لنا الآباء يوم كانوا منخرطين في صفوف المجاهدين كيف أن السيدة «زلفة» كانت تمارس واجبها الوطني في مساعدة الثوار والمجاهدين في محافظة ريف حماة منطقة وادي العيون حيث مهمتها تجلت بمراقبة تحركات جنود الاحتلال الفرنسي المنتشرة في تلك الأودية والهضاب فكانت تلجأ كلما اقتربت من مكان وجودهم إلى تحريك الصخور والحجارة الكبيرة في تلك الأودية لتضليل العدو والإيهام من أن رجال المقاومة مروا من هنا وهكذا كانو يسرعون وراء هذه الحركات للنيل من الثوار إلا أن المشهد الحقيقي أنهم أصبحوا في قبضة المجاهدين وفي مرمى هدف بندقياتهم المتواضعة «زلفة» هذه هي واحدة من آلاف النساء السوريات اللواتي عبأن الوقود والزاد والسلاح لأزواجهن وأبنائهن على امتداد الجغرافيا السورية مؤكدات بحرارة الإصرار والدعاء والإيمان بعشق الوطن من أن طريق الحرية والكرامة يعبده جميع أبناء الوطن فهن الوقود الحقيقي للتقدم والتطور والسير نحو العلا. وفي حضرة الاستقلال والجلاء تبرز أهمية ما قاله القائد الخالد حافظ الأسد في جانب من خطاباته وكلماته : «إن النساء قطاع كبير من شعبنا إنهن نصف شعبنا وقد وقفن باستمرار وفي كل العهود إلى جانب الرجل وتحملن معه ما تحمله هو في الظروف القاسية التي عاشتها المرأة في حقب معينة ويجب أن تأخذ دورها الكامل في الحياة ومكانها الطبيعي في المجتمع.. إن ممارسة المرأة دورها في حياة المجتمع ضرورة وطنية قومية إنسانية » ... |
|