|
مجتمع والذي نال المرتبة الثالثة لجائزة الشيخ خليفة بن سلمان بن حمد آل خليفة العلمية السادسة في البحرين، وقد عرفت الباحثة وهي مدرسة في كلية التربية -جامعة دمشق، مفهوم الهوية بقولها: هو جزء من مفهوم الذات يشتق من معرفة الفرد بعفويته في الجماعة مع اكتساب للمعاني القيمية والوجدانية، فتتمثل على المستوى الايديولوجي بمنظومة الافكار المرتبطة بتعاليم واتجاهات واعتقادات تشكل خيارات الفرد في المجالات الحيوية المرتبطة بحياته، وعلى المستوى النفسي الاجتماعي هي مجموعة أحاسيس من الشعور الذاتي بوحدة الشخصية والاستمرارية الزمنية والمشاركة العاطفية والشعور بالاختلاف والاستقلال والتقدير. تتطور بالتنشئة الاجتماعية .و أشارت الباحثة في دراستها أن الهوية تنمو وتتطور ضمن تاريخ الفرد وخبراته الشخصية مع الآخرين والمعلومات التي يتعرض لها أثناء عملية التنشئة الاجتماعية التي تقوم بها الوسائط الاجتماعية والتربوية، والتي تتضمن أهدافها تكوين الهوية وتعزيزها لدى الفرد في إطار المنظومة الثقافية للمجتمع بما توفره من تدريبات أساسية لضبط السلوك وتعديل الأفكار والاتجاهات وملاءمتها للمعايير الناظمة لحياة الجماعة وأساليب اشباع الحاجات وفق التحديدات المتعلقة باللغة والتراث والعادات والمعاني الاجتماعية للسلوك المرتبط بتلك المعايير وبالأدوار التي يشغلها الفرد في التنظيم الثقافي. وفي هذه المرحلة تلعب الأسرة الدور الأكبر في النمو السوي، إلى جانب المدرسة ووسائل الاعلام والمنظمات الشعبية والمجتمع المحلي، فتتبادل التأثير مع بعضها وتؤثر في شخصية الناشىء،وهذا يستلزم استيعابها لمتطلبات النمو وفق مراحله والتغيرات التي تحدث من حولها في المجتمع، والتركيز على تنشئة الطفل على أساس تنمية معارفه ومداركه وتوفير مستلزماته الصحية والنفسية والجسدية والتعليمية وتعزيز القيم والمثل المجتمعية . المراهقة وأزمة الهوية وترى الباحثة أنه في مسيرة النضج تشكل الالتزامات التي تفرضها المؤسسات الاجتماعية على الفرد ضغوطا، وعليه أن يعمل على إيجاد حلول ايجابية لها ويتجلى ذلك في مرحلة المراهقة والتي تعتبر مرحلة « أزمة هوية» ليكون المراهق فيها مكافحا في السعي لايجاد مكانة له في مجتمعه، ويبحث عن إجابة لسؤاله : من أنا ؟ ومن أكون؟. ويتشعب سعي المراهق باتجاه ادراك معتقداته واتجاهاته، والقيم التي يؤمن بها وأسلوبه في الحياة وعلاقاته مع الآخرين وأدواره الاجتماعية التي تعد من مطالب الدخول إلى عالم الراشدين وأهم ما يميز مرحلة المراهقة أنها إعادة لعمليات تنظيم الخبرات السابقة مع الخبرات الجديدة من خلال عمليات التمثل والملاءمة والموازنة، وتترافق مع سعي الناشىء لاستكشاف الأدوار والبدائل المتاحة وفق الميول والقدرات لاتخاذ القرارات بشأنها وهي مرحلة هامة وضرورية لتشكيل الهوية . دمج الخبرات وتنوه الباحثة أنه من الأهمية بمكان أن يبقى الفرد قادرا على تطوير نفسه مدى الحياة وفق نسبية الثبات والاستقرار فهناك متغيرات تتطلب المرونة والتعديل من خلال مراجعة مستمرة للاختيارات والالتزامات، فالهوية وظيفة مدى الحياة ، والتماثل والاستقرار المؤكدان للهوية هما نتاج دمج الخبرات السابقة والخبرات الحاضرة في كل جديد يمهد للخبرات المستقبلية ومهما كانت الاهتمامات النهائية فالإنسان سيواجه وحتى نهاية حياته صورة جديدة لأزمة الهوية التي يمكن تحديدها بعبارة «أنا أكون مادمت حيا». كما أن الهوية من حيث محتواها ومعاييرها تختلف من مجتمع لآخر وتتبع الجذور الثقافية للمجتمع وأهدافه. وتخلص الباحثة بالقول.. لابد للمجتمع أن يقدم من خلال مؤسساته كل الامكانيات التي تؤدي إلى تمكين الأفراد من تطوير ذواتهم وهويتهم بما يحقق التنمية المجتمعية وخاصة لأجيال المراهقين والشباب الذين يعتبرون القدرات الكامنة والآتية لتجديد الحياة في مجتمعاتهم . |
|