|
مجتمع إضافة الى تسخير الاقتصاد السوري لخدمة الاقتصاد الفرنسي وسائل القمع والإرهاب ضد الشعب السوري وتركيز السلطة في أيدي الفرنسيين لكن الشعب السوري رفض هذه السياسة واستخدم في مقاومتها أساليب متنوعة، كانت سورية على موعد مع النصر حينما تحركت الثورة في مدن سورية بقيادة عدد كبير من الأبطال والمجاهدين السوريين في كل منطقة من مناطق سورية واشترك فيها كافة فصائل الشعب السوري وكان المجاهد سلطان باشا الأطرش القائد العام للثورة السورية الكبرى أما الشيخ صالح العلي أحد الثوار السوريين ضد الاستعمار الفرنسي تركزت عملياته في منطقة جبال الساحل. وللتضييق على نشاطه استخدمت فرنسا سياسة الحرق للعديد من القرى منها: الشيخ بدر، برمانة المشايخ، وادي العيون، بحنين، وقرية العنازة، كاف الجاع وبلدة قدموس، وقرية المقرمدة والمرقب، قرية قلعة الخوابي وزمرين، وقرية بشراغي وقرية البودي وبيت ياشوط وقرية عين الشرقية وقرية البرجان وقرية تل صارم وقرية قرفيص وقرية زاما وقرية الدالية وقرية رأس العين وقرية متور وقرية بعبدا وقرية دوير بعبدا وقرية بزاق (الروضة) وقرية عنازة بانياس وكثير من القرى والتي بعضها حرق عدة مرات. تمويل الثورة ولعل الثورة التي قام بها الشيخ صالح العلي في الساحل السوري بالتنسيق مع إخوانه المجاهدين في المناطق الأخرى كان لها دور بارز في توثيق صفحات من العزة والكرامة في سجل الذاكرة السورية. فقد عمد هذا المجاهد الى دعم الثورة وتمويلها من ثروته الشخصية كما هو معروف عنه أنه كان يربي دودة القز وينتج الحرير ويقوم بتربية الماعز والماشية ويقوم بزراعة الدخان وله إلمام بطب الأعشاب وهو من الأوائل الذين زرعوا شجرة التفاح في الجبل وكان يقوم بفلاحة أرضه بنفسه -وكذلك تلقى الدعم من المغتربين السوريين والعائلات المتوزعة بين نواحي صافيتا ومصياف- التي دعمته كثيراً بثورته ومن كل النواحي. دور المرأة في الثورة ومما تميزت به الثورة السورية الأولى بقيادة الشيخ صالح العلي ضد الانتداب الفرنسي مشاركة النساء بشكل كبير بتقديم المؤن للمجاهدين والقيام بالأمور الطبية والاسعافية والقيام بالعمليات العسكرية وقد سقط منهن شهيدات ومن أبرز من شاركن الشيخ صالح العلي بالجهاد زوجته «فضة أحمد حسين» والدتها زينة تولد الأندروسة في مدينة الشيخ بدر 1895 التي شاركت بكثير من المعارك في جنوب الجبل وشماله وما هو معروف رفقتها للشيخ في المعارك وطيلة فترة التخفي الممتدة لحوالي السنة في الجبل في قرية مصيت والدالية وقرية بطموش ودار الجرد وبيت جاش وقرية بلوسين وما زال في قرية مصيت آثار بيت أسس بالتعاون بين أهالي القرية والشيخ لإقامة الشيخ صالح العلي مع زوجته فضة أحمد حسين في القرية حيث كان أثناء هذه الفترة يعيش من تربية الماعز في الجبال المحيطة ومما يذكر عن زوجته السيدة فضة أنها أثناء احتلال الشيخ بدر وحرقها من قبل القوات الفرنسية التي ضمت المجندين من المستعمرات ومن السوريين بما فيهم بعض أبناء الجبل في سنة 1920 عمدت الى اللحاق بالشيخ صالح فلاحقتها طائرات فرنسية وبدأت تطلق قذائفها عليها وهي في الأحراش والغابات المحيطة بالشيخ بدر باتجاه قرية السعنونة حيث الشيخ صالح الى أن تمكنت من تضليل الطائرات ووصلت الى مكمن الشيخ حيث تابعا المسير معاً برفقة المجاهد سليم زينة وبعض المجاهدين الآخرين عبر الغابات باتجاه قرية بشراغي وهي حادثة من حوادث ومعارك أدت الى شيب مبكر لكامل شعر رأسها وهي شابة لم تكمل من العمر خمسة وعشرين عاماً حينها. ومما يذكر قيام النساء بمهام حمل البريد بين قيادات قطاعات الثورة. ومن الحوادث التي يذكرها أهالي قرية الدالية أن الشيخ صالح أثناء فترة التخفي حضر صلاة الجمعة في القرية فسمع أمام المسجد يدعو للشيخ صالح العلي بالنصر على أعدائه وبالتوفيق له أينما ذهب وأينما حل فتأثر الشيخ المجاهد تأثراً بالغاً وهو ما رواه أحد المصلين مع الشيخ في المسجد بعد انتهاء الثورة. |
|