|
استراحة في ثورة اشتد أوارها لتشمل المنطقة الساحلية كلها وليقف الفرنسيون عاجزين عن فعل شيء إلا ممارسة الدمار والقتل والتنكيل بالذين يمدون يد العون للثورة سواء من الجبال أم من مدن الساحل كاللاذقية وطرطوس أم مدن الداخل. فما من قرية من قرى الساحل إلا وذاقت مرارة النهب والتدمير وتروي حكايا الأهل كيف كان الجنود الفرنسيون يأتون إلى القرى في موسم الحصاد وبعد أن يتم جمع المحصول يأخذون حصصهم ويحرقون الباقي، ممارسات كثيرة صارت ذكريات حين جلاء المستعمر وبدأت الاحتفالات بهذا العيد الوطني الذي توافق مع عيد شعبي ذي طقوس قديمة فكان ما يسمى « عيد الرابع». وعيد الرابع كان يمثل حراكاً اجتماعياً واقتصادياً ومالياً وتواصلاً جماهيرياً وفرحة للأطفال الذين كانوا يستيقظون وإلى جانبهم الملابس الجديدة والبيض المسلوق وبضع ليرات تسمى خرجية تكون الحصة الكبرى فيها للأكبر وعلى التوالي تتوزع وبعد ذلك تتجه جماهير القرى إلى منطقة وسطى حيث يتم اللقاء وتستمر الاحتفالات ثلاثة أيام ومن ثم تنتقل إلى قرى أخرى. هذا الحراك كان يمثل لقاء اجتماعيا بين أحبة لم يروا بعضهم منذ سنوات وفرصة للباعة الجوالين وللصبايا الحسان فكم من زواج تم بعد ذلك. وتعقد حلقات الدبكة على الأول وكان الدبيكة يأتون من القرى المجاورة وغياب أحدهم يفقد الاحتفالات بهجتها. ولا ننسى الطبل الذي يستقدم وهو الأساس. هذه الطقوس الجميلة ظلت حتى الثمانينات من القرن الماضي ثم توقفت لبضع سنوات لتعود من جديد، وهنا نود أن نقول إنها كانت فرصة لاكتشاف المواهب في الرقص والدبكة والغناء ودق الطبل وحتى الوقوع في حب الحسناوات. |
|