تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عيد الرابع

استراحة
الجمعة 17-4-2009م
يمن سليمان عباس

من المعروف أن ثورة الشيخ صالح العلي كانت أول انطلاقة ضد الفرنسيين الذين نزلوا إلى الساحل السوري قبيل عام 1920م فكانت المقاومة الشعبية التي نظمها الشيخ العلي

في ثورة اشتد أوارها لتشمل المنطقة الساحلية كلها وليقف الفرنسيون عاجزين عن فعل شيء إلا ممارسة الدمار والقتل والتنكيل بالذين يمدون يد العون للثورة سواء من الجبال أم من مدن الساحل كاللاذقية وطرطوس أم مدن الداخل.‏

فما من قرية من قرى الساحل إلا وذاقت مرارة النهب والتدمير وتروي حكايا الأهل كيف كان الجنود الفرنسيون يأتون إلى القرى في موسم الحصاد وبعد أن يتم جمع المحصول يأخذون حصصهم ويحرقون الباقي، ممارسات كثيرة صارت ذكريات حين جلاء المستعمر وبدأت الاحتفالات بهذا العيد الوطني الذي توافق مع عيد شعبي ذي طقوس قديمة فكان ما يسمى « عيد الرابع».‏

وعيد الرابع كان يمثل حراكاً اجتماعياً واقتصادياً ومالياً وتواصلاً جماهيرياً وفرحة للأطفال الذين كانوا يستيقظون وإلى جانبهم الملابس الجديدة والبيض المسلوق وبضع ليرات تسمى خرجية تكون الحصة الكبرى فيها للأكبر وعلى التوالي تتوزع وبعد ذلك تتجه جماهير القرى إلى منطقة وسطى حيث يتم اللقاء وتستمر الاحتفالات ثلاثة أيام ومن ثم تنتقل إلى قرى أخرى.‏

هذا الحراك كان يمثل لقاء اجتماعيا بين أحبة لم يروا بعضهم منذ سنوات وفرصة للباعة الجوالين وللصبايا الحسان فكم من زواج تم بعد ذلك.‏

وتعقد حلقات الدبكة على الأول وكان الدبيكة يأتون من القرى المجاورة وغياب أحدهم يفقد الاحتفالات بهجتها. ولا ننسى الطبل الذي يستقدم وهو الأساس.‏

هذه الطقوس الجميلة ظلت حتى الثمانينات من القرن الماضي ثم توقفت لبضع سنوات لتعود من جديد، وهنا نود أن نقول إنها كانت فرصة لاكتشاف المواهب في الرقص والدبكة والغناء ودق الطبل وحتى الوقوع في حب الحسناوات.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية