تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


صبـــاح الخــــير يا ســــيادة الرئيـــــس

منوعات
الجمعة 17-4-2009م
سيادة الرئيس:

يشرفنا, ويسعدنا, هذه الصبيحة, أن نلتقي سيادتكم, ونقول لكم: صباح الخير, وغداً, عيد الجلاء, فصباح رايتنا معاً, ودمنا معاً, وترابنا معاً, وكل جلاء وسورية ولبنان بخير.‏

نحن. هذه الأيام, في رحاب دمشق, لنعلن كما نعلن في بيروت, أن لبنان في غياب سورية, بلد ناقص, وأن سورية في غياب لبنان, بلد ناقص, وليس مؤتمر العلاقات السورية اللبنانية, الذي نعقده مثقفين سوريين ولبنانيين, إلا ورقة ثقافية, معرفية, علمية, فكرية, أكاديمية, تقدم إلى السياسة الحكيمة, في سبيل إزالة هذا النقص.‏

وإننا, إذ نقدم عقلنا في هذه الورقة, فإننا نقدم لسورية ولبنان, هوانا, فبين الحبيبين ما قلبي بمنقسم, على صوت فيروز, ونشرناها على الدنيا جناحا وجناحا, في رائعة الأخطل الصغير, وهما أول الطريق إلى الوحدة العربية, عند أمين الريحاني, ونقطة الدائرة في بلاد الشام, لدى التاريخ, والجغرافيا, والجذور, والقربى, وراية الدم والحرية, عند الشعب, وهما الاتحاد في المعطى القومي, على كلام رئيف خوري وصولاً على عبارة سعيد تقي الدين: سورية ولبنان, هذه الواو الكافرة.‏

الخروج عن الوطن عقوبة, كما يقول الحديث الشريف, وهو المرارة إلا أنه وطن, كما أنشد في القديم الشاعر الجاهلي, وإن المثقف في قضيته الوطنية القومية, يجب ألا يقل إبداعه في الموقف, عن إبداعه في النص, من هنا, كان الصدق, وبياض الروح, والتعفف, والنبل, صفات, يجب أن يتخلق المثقف بها, خوفاً من عقوبة الوطن، الوطن الذي قد لا يقدم إلينا إلا المرارات, ورغم ذلك نحبه, وإننا هنا, هذه الأيام, في رحاب دمشق, مثقفون سوريون ولبنانيون, نكابر على الشكوى من المرارات, لأننا نحب سورية, ونحب لبنان, وبدلاً من أن نخرج عن الوطن, ندخل فيه, مغلقين خلفنا باب الغياب.‏

نحن وسيادتكم, نعرف أن دور الثقافة, في أن تقاوم, وتقود, وتفتح الآفاق, وتنور, وتغير, وتجد آخر لتحاور, ومختلفاً لتتنوع, ومغايراً لتغنى, وأن عمق النعم في المثقف, هو الذي ينبت اللا, وأبعاد اللا هي التي تفتح آفاق النعم, إنها جدلية وقوع العقل على العقل, في حكم الإمام علي, وإنها في داخل كل منا آخر هو أنا الأعمى, عند عقيدة بوذا, ولهذا, نحن هنا, في رحاب دمشق, نستحق بعمق, ونتصارح, ونتناقش, في سبيل أن نكون مثقفين سوريين ولبنانيين, نستحق بعمق, سورية, ولبنان, فهما عندنا مبتدأ هذا المجيء إلى الأرض وخبره.‏

إننا نكبر فيكم, قامتكم العالية, ونقدّر قدر ثباتكم الراسخ, ونحيي حكمتكم العميقة, ونرى رأيكم في موت المبادرة, ونستقل معكم جانب المقاومة, ونفتح أرواحنا, ونرفع قبضاتنا, كروحكم وقبضتكم, من أجل غزة.‏

فصباح الخير يا سيادة الرئيس.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية