تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التقــى عـدداً من المفكريــن والباحثيــن السورييــن واللبنانييـن.. الرئيس الأسد: الربط بين الممارسة والفكر وضرورة التركيز على التاريخ

دمشق
سانا
صفحة أولى
الجمعة 17-4-2009م
اكد السيد الرئيس بشار الأسد الدور الريادي للمفكرين والباحثين في مواجهة التحديات الماثلة امام سورية ولبنان وفي تعزيز الروابط الاخوية والصلات التاريخية التي تجمع الشعبين الشقيقين.

واشار الرئيس الأسد خلال استقباله صباح أمس عددا من المفكرين والباحثين السوريين واللبنانيين المشاركين في مؤتمر العلاقات السورية اللبنانية الذي بدأ فعالياته في دمشق الثلاثاء الماضي إلى اهمية الربط بين الممارسة والفكر وضرورة التركيز على التاريخ والجوانب التربوية والفكرية والثقافية والاقتصادية للنهوض بعلاقات البلدين.‏

ودار الحديث خلال اللقاء حول المحاور الرئيسية المطروحة في المؤتمر حيث شدد الرئيس الأسد على اهمية مثل هذه المؤتمرات في وضع اسس لتقييم المشكلات والعقبات التي تعترض تعزيز العلاقات بين سورية ولبنان ووضع الحلول من اجل الغائها بشكل كامل.‏

مؤكداً سيادته ان سورية لم تدخر ولن تدخر اي جهد يسهم في توطيد العلاقات ويخدم مصالح الشعبين الشقيقين في جميع المجالات.‏

وقد اجاب السيد الرئيس عن اسئلة المفكرين والباحثين المتعلقة بتطوير العلاقات بين سورية ولبنان والمستجدات على الساحتين العربية والدولية حيث عبروا عن تقديرهم لمواقف سيادته تجاه القضايا العربية ولحرصه الشديد على افضل العلاقات مع لبنان.‏

حضر اللقاء الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية.‏

المفكرون والباحثون :‏

اللقاء مع الرئيس الأسد كان عميقاً وركز على تعميق العلاقات السورية - اللبنانية‏

هذا وقد أكد المفكرون والباحثون المشاركون في مؤتمر العلاقات السورية اللبنانية ان اللقاء مع السيد الرئيس بشار الأسد كان عميقا بدلالاته وأبعاده الاستراتيجية حيث ركز على ضرورة تعميق العلاقات السورية اللبنانية في اطارها العربي وتعزيز نهج وثقافة المقاومة.‏

وأوضح الباحث والخبير الاقتصادي اللبناني جورج قرم أن الرئيس الأسد تحدث بصراحته المعهودة ورؤيته الاستراتيجية وأفقه الواسع عن العلاقات السورية اللبنانية بمختلف جوانبها السياسية والاقتصادية والثقافية وآليات تطويرها وتعزيزها ووضعها في سياقها .‏

وقال قرم ان اللقاء ركز على ضرورة تعميق العلاقات السورية اللبنانية وتقويمها وتقويتها في المجالات كافة لافتا الى أن الرئيس الأسد أجاب عن كل الاسئلة التي طرحها الباحثون وحدد مسؤولية كل من سورية ولبنان في تطوير العلاقات بين البلدين .‏

وأكد قرم أن مؤتمر العلاقات السورية اللبنانية يعد الحجر الاساس لبناء علاقات متكاملة بين البلدين ولاسيما مع دخول المؤسسات الفكرية والاقتصادية في قضية تطوير العلاقات وتأكيدها ضرورة انفتاح المجتمعين على بعضهما بعضا لبناء علاقات تأخذ طابعا يخص فئات واسعة من اللبنانيين والسوريين.‏

بدوره قال الدكتور رغيد الصلح ان اللقاء تناول كافة الموضوعات المرتبطة بالعلاقات السورية اللبنانية و الاتفاقيات التي وقعت في الفترة السابقة وقضايا تتعلق بتطورات المنطقة وقد اجاب الرئيس الأسد بكل صراحة عن كل الاسئلة المتعلقة بهذه القضايا وكانت رؤية سيادته تتطابق الى حد بعيد مع رؤية أكثرية اللبنانيين الذين يأملون ويؤمنون بضرورة اقامة علاقات وثيقة وحميمة ومتطورة باستمرار قائمة على التفاهم بين البلدين.‏

وقال الصلح كان لدينا شعور قوي خلال اللقاء بأن العلاقات بين لبنان وسورية يمكن ان تتطور بما يحولها الى نموذج للعلاقات بين الدول العربية بشكل عام مبينا انه عندما تعاونت سورية ولبنان في الماضي على أسس من الصراحة والاخوة استطاعتا ان تؤثرا في المنطقة العربية ولاسيما الجانب المتعلق بدعم سورية للمقاومة اللبنانية الذي شكل نموذجا لمقاومة الاحتلال والتحدي الصهيوني.‏

بدوره اشار رشاد سلامة الى أن الرئيس الأسد تحدث خلال اللقاء بشفافية حول العلاقات السورية اللبنانية وأجاب عن كل الاسئلة المطروحة التي شملت مواضيع متنوعة مضيفا ان أهمية اللقاء كانت في التوافق المبدئي على متابعة أعمال هذا المؤتمر بلقاءات مماثلة تعقد في دمشق أو بيروت.‏

من جانبه قال الباحث اللبناني أنطوان سيف ان اللقاء والمداخلات التي قدمت خلاله وايضاحات الرئيس الأسد شكلت إثراء للافكار والمحاور التي يناقشها المؤتمر ولاسيما أنها تركزت على آفاق تقوية العلاقات السورية اللبنانية وتقويمها وتصحيحها ومعالجة ما فيها من عثرات مضيفا ان أجوبة الرئيس الأسد جاءت معمقة جدا وشاملة وغطت جميع الموضوعات التي تهم الباحثين من البلدين الشقيقين .‏

وقال سيف ان فكرة مؤتمر العلاقات السورية اللبنانية لاقت استحسانا لدى كثير من الحضور ولاسيما من الرئيس الأسد الذي أكد أن هذا النوع من المؤتمرات التي تخص العلاقات السورية اللبنانية يجب أن تكون دائمة وتنعقد في عدة أماكن وقد تكون في لبنان أيضا.‏

من ناحيته قال الاعلامي اللبناني سركيس ابو زيد ان جلسة الحوار اتسمت بالصراحة وكانت اجوبة الرئيس الأسد شاملة ولمسنا ما تميزت به من رؤية ثقافية فكرية للعلاقات اللبنانية السورية مشيرا الى تأكيد الرئيس الأسد اهمية اجراء مراجعة شاملة لهذه العلاقات من أجل رؤية مستقبلية وتطويرها نحو الافضل .‏

بدوره قال الاعلامي اللبناني نقولا ناصيف ان اللقاء مع الرئيس الأسد اتصف بالصراحة المتبادلة وكانت اجوبة سيادته جريئة وواضحة لمسائل دقيقة وملتبسة في العلاقات بين اللبنانيين وأكد تبني سيادته لمؤتمر العلاقات السورية اللبنانية بهدف معالجة هذا الموضوع وايجاد حلول حقيقية وفي اكثر من مكان من الحديث كان يصر على ضرورة عدم الاكتفاء بانعقاد المؤتمر بل استمرار التواصل وتوسيع نطاقه بحيث يكون نطاقا قطاعيا اي ان تكون هناك اجتماعات وحلقات حوار بكل القطاعات وليس الاقتصار على الاكاديميين.‏

واشار ناصيف الى ان الرئيس الأسد اجاب عن مواضيع تتعلق بموقف سورية من لبنان وقال ان سيادته قدم صورة شاملة للموقف السوري تجاه تعزيز الاستقرار في لبنان و الاستعداد لمساعدته على ان يقدم اللبنانيون المساعدة لانفسهم وبالتالي يكون لسورية دور ايجابي من خلال تعزيز هذا العمل .‏

من جهته قال الدكتور والباحث اللبناني وجيه فانوس ان اللقاء مع الرئيس الأسد كان مميزا وقد فتح سيادته المجال لكل انواع الاسئلة والتساؤلات والنقاشات واستمع من الباحثين والمفكرين اللبنانيين الى كل طروحاتهم وابدى استعداده المستمر للقاء ومتابعة الحوار. بدوره أكد الدكتور والباحث اللبناني يوسف شويري أن الرئيس الأسد أصر على اعطاء الاولوية في طرح الاسئلة للبنانيين الذين ركزوا على اهمية هذا المؤتمر والمطالبة باستمراره وعقده في لبنان العام المقبل لخلق نوع من المأسسة يمكّن البلدين من خلالها بحث العلاقات على كل المستويات وضرورة وضع الخطط والعمل الدائم لتطويرها وتوطيدها .‏

من جهته قال الشاعر اللبناني جوزف حرب تشرفنا بلقاء الرئيس الأسد الذي لم نفاجأ بعمقه الثقافي وحكمته السياسية مبينا ان جوا من المصارحة ساد اللقاء حيث تم طرح أشياء كثيرة تهم المثقفين اللبنانيين والسوريين في موضوع العلاقات السورية اللبنانية .‏

وقال الباحث اللبناني سليمان تقي الدين ان اللقاء مع الرئيس الأسد تناول موضوعات متشعبة شملت العلاقات السورية اللبنانية والعربية العربية والتطورات الدولية وموضوع اعادة بناء علاقات صحيحة بين لبنان وسورية.‏

ولفت تقي الدين الى تركيز الرئيس الأسد على المسألة التربوية والتعليمية والثقافية وأهميتها في اعادة بناء النهضة في سورية ولبنان واستعداد سورية لمناقشة أي موضوع خلافي مع لبنان في ظل وجود اجماع وطني وتصور لبناني للعلاقة مع سورية.‏

بدوره أكد الباحث اللبناني حسن جوني أن الرئيس الأسد قدم رؤية واضحة وشاملة للعلاقة بين سورية ولبنان بما يضمن مصالحهما المشتركة مشيرا الى ربطه بين حب الوطن والقومية وأن القومية لا تعني أبدا التخلي عن الوطنية.‏

ولفت جوني الى ما أكده الرئيس الأسد من ان دعم سورية للمقاومة هو نهج معلن والعلاقة مع المقاومة هي مبدأ بالنسبة لسورية .‏

من جانبه قال الباحث اللبناني الدكتور وليد عربيد ان الرئيس الأسد كان واضحا في اجوبته اذ تطرق الى متانة العلاقات اللبنانية السورية وسعي سورية الدائم للحفاظ على وحدة لبنان ليبقى البلد المقاوم من الناحية الثقافية والاقتصادية والسياسية في مواجهة المخططات التي تحاك ضده .‏

وقال ان هذا المؤتمر يؤسس لعلاقة جيدة قائمة على الثقافة والتربية والفكر بين البلدين .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية