|
عواصم فمن جهة إن الاتفاق وجه ضربة قاصمة لإسرائيل لكونها المستفيد الوحيد فقط من استمرار الأزمة في سورية وإمكانية التدخل العسكري الأميركي المحتمل فيها، كما ألحقت بأميركا أكبر هزيمة استراتيجية، لذلك سيسجل التاريخ الانتصار السوري الروسي، ومن جهة أخرى فإن المواقف التي اتخذتها الجامعة منذ بداية الأزمة تؤكد بالدليل القاطع ان كل ما فعلته أيضاً لا يخدم إلا إسرائيل والدول الامبريالية والاستعمارية وتحقيق أطماعها في المنطقة. لكن ورغم ذلك فقد شكلت المبادرة الروسية وفق العديد من المحللين والخبراء السياسيين طوق نجاة للرئيس الأميركي حيث جنبته تصويت الكونغرس الأميركي لطلب تفويضه بالعدوان على سورية والذي كان يخشى أن يقابل بالرفض مع تصاعد موجة الانتقادات الشعبية لتهديداته ورفض الشعب الأميركي توريطه بحرب عبثية جديدة. رئيس مجلس النواب الأميركي السابق: سياسة أوباما بشأن الأسلحة الكيميائية ألحقت بواشنطن الهزيمة رئيس مجلس النواب الأميركي السابق نوت غينغريتش انتقد السياسة الخارجية لرئيس بلاده باراك أوباما ولاسيما في تعامله بشأن نزع الأسلحة الكيميائية في سورية ووصفه بـ «الرئيس الذي يقود من الخلف» أثناء المفاوضات الأميركية الروسية بشأن حل هذه المسألة، ورأى في حديث مع شبكة «سي إن إن» أن ما حصل يعد «أكبر هزيمة استراتيجية للولايات المتحدة منذ سبعينيات القرن الماضي» وأعاد روسيا إلى الواجهة وأظهرها كدولة عظمى قادرة على إيجاد الحلول لأزمات العالم. محلل أميركي: الاتفاق الأميركي الروسي وجه ضربة قاصمة لإسرائيل بدوره أكد راي ماكغفرن المحلل الأميركي الذي عمل ضابطاً للمخابرات في الجيش الأميركي لمدة 27 عاماً قبل انضمامه إلى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي ايه أن الاتفاق وجه ضربة قاصمة لإسرائيل المستفيد الوحيد فقط من استمرار الأزمة في سورية وإمكانية التدخل العسكري الأميركي المحتمل فيها، وقال في مقابلة أجراها مع موقع برس تي في الإيراني «إن أحد أهداف اسرائيل هو فصل سورية عن حليفتها طهران واستكمال خططها المعادية لإيران فيما بعد لكن ذلك فشل بعد الاتفاق الأخير». ماكغفرن انتقد الولايات المتحدة لاطلاقها مزاعم وبثقة عالية بأن الحكومة السورية استخدمت الأسلحة الكيماوية الشهر الماضي دون أن تقدم دليلاً أو اثباتاً على صحة هذه المزاعم مؤكداً أنه ليس بالإمكان التحدث وبثقة عالية دون وجود تأكيدات. هذا وكشفت وثيقة سرية مسربة للاستخبارات الأميركية نشرها موقع دبليو ان دي الأميركي مؤخرا أن المسلحين التابعين ل «تنظيم القاعدة» في سورية امتلكوا وصنعوا غاز السارين السام بهدف تنفيذ هجمات كيماوية ضد المدنيين في سورية لتضيف بذلك المزيد من الادلة على تورط هذه المجموعات في الهجوم الكيماوي الذي نفذ في 21 آب الماضي على منطقة الغوطة بريف دمشق من أجل القاء المسؤولية على الحكومة السورية أمام المجتمع الدولي. الصحافة الروسية ترحب بانتصار دبلوماسية موسكو في السياق ذاته رحبت الصحافة الروسية أمس بانتصار روسيا الدبلوماسي بعد التوصل في جنيف الى اتفاق مع الولايات المتحدة حول الأسلحة الكيميائية في سورية، وقالت صحيفة فيدوموستي إن موسكو حققت انتصاراً دبلوماسياً عبر الاتفاق مع واشنطن ودمشق على تفكيك الاسلحة الكيميائية. وذكر المحلل الروسي نيكولاي زلوبين في حديث مع الصحيفة أن «هامش شعبية روسيا ارتفع والرئيس بوتين في موقع قوة» معتبراً أن المبادرة الروسية كانت المخرج من وضع صعب وأن روسيا «تحملت للمرة الأولى منذ سنوات مسؤولية تسوية أزمة دولية خطيرة». أما صحيفة كومرسانت فقالت إن المفاوضات التي استمرت ثلاثة أيام في جنيف ستدرج في كتب تاريخ الدبلوماسية مشيرة إلى أن الوفد الروسي تمكن في نهاية الأمر من فرض قبول موقفه، على حين قالت صحيفة ازفستيا إن المبادرة الروسية تقدم فرصة فريدة لتجنب تدخل عسكري في سورية لكنها شككت في الوقت نفسه بنتيجة هذه العملية. تشيكيان: دعم أميركا للمتطرفين يتعارض مع مصالحها الحيوية من ناحيته أكد الدبلوماسي التشيكي السابق ميروسلاف بولريخ أن تقديم الإدارة الأميركية برئاسة أوباما الدعم للمتطرفين في سورية ومنها المرتبطة مباشرة بتنظيم القاعدة لا يتعارض فقط مع مسؤولياتها العالمية وإنما أيضا مع مصالحها الحيوية، وقال بولريخ في حديث لموقع قضيتكم تسي زد الإلكتروني التشيكي إن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3314 الصادر عام 1974 حدد بشكل دقيق معنى العدوان مشيرا إلى أنه يعتبر في إحدى فقراته أن تقديم دولة ما أراضيها لشن اعتداء على دولة أخرى تصرفا عدوانيا، وأضاف إن الحرب تبقى عملا فاقدا للشرعية باستثناء البدء بها استنادا إلى حق الدفاع عن النفس أو بناء على تفويض من مجلس الأمن الدولي، كماانتقد بشدة السياسة الخارجية الأميركية معتبراً أنه في كثير من الأحيان «لا يمكن التنبؤ بها». كذلك أكد يان فينغيرلاند المعلق السياسي في إذاعة جورنال التشيكية أن عناصر جبهة النصرة الإرهابية يساهمون بشكل كبير بالأعمال التي تنفذها المعارضة المسلحة السورية مشيراً إلى أن استهداف الحكومة في سورية سيعني حدوث الفوضى في البلاد وانتشار التطرف الديني. وأضاف أن جبهة النصرة الإرهابية لم تكتف بما قامت به في بلدة معلولا وإنما أيضا هاجمت منطقة مكسر الحصان في حمص وقتلت مدنيين هناك لافتا إلى أن عدة قيادات مسيحية في سورية ولبنان تشير إلى أن الغرب يشكل جزءاً من المؤامرة الأصولية المتطرفة لإنهاء الوجود المسيحي في الشرق . إعلامية مصرية: المبادرة سحبت البساط من تحت أميركا من جهة أخرى استنكرت الكاتبة والإعلامية المصرية سناء السعيد مواقف الجامعة العربية المشبوهة تجاه سورية ومواقف أمينها العام نبيل العربي الذي طوعته قطر ليصبح تابعا لها متبنيا مواقفها التي تعطي الغطاء لأمريكا لتمرير مخططاتها الدنيئة تجاه سورية والدول العربية. ونوهت السعيد في مقال نشرته أمس صحيفة الأسبوع المصرية بأن المبادرة الروسية بوضع السلاح الكيماوي في سورية تحت الرقابة الدولية «سحبت البساط من تحت رغبة أميركا العارمة في توجيه ضربة عسكرية اليها ولكن في المقابل بدا وكأن نبيل العربي قد جرى حقنه بمادة مخدرة جعلته غائبا عن الوعي منساقا لرغبة قطر العارمة ايضا في ضرب سورية وهو ما ظهر عليه في تعقيبه على هذه المبادرة». وأكدت السعيد أن جامعة قطر الأميركية أثبتت أنه ليس هناك فرق بين قراراتها ورغبات إسرائيل العدوانية تجاه سورية وانه في خضم هذا الشحن والتحريض ضدها ينسى الجميع اسرائيل وامتلاكها لترسانة هائلة من أسلحة الدمار الشامل. |
|