تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لجنة حقوق الإنسان تسرد بعض جرائم الإرهابيين وتتجاهلها في خلاصاتها.. سورية : اللجنة تعتمد على شهادات غير موثقة.. وتواصل تخبطها في متاهات المبالغة والتضليل

جنيف
سانا - الثورة
الصفحة الاولى
الثلاثاء 17-9-2013
اكدت سورية ان لجنة التحقيق الدولية حول سورية تواصل تخبطها في متاهات المبالغة والتضليل والاعتماد في عملها على شهادات غير موثقة لهاربين مطلوبين في قضايا جنائية يعيشون في دول مجاورة لسورية او على معلومات اعلامية تبثها مصادر معادية لسورية الامر الذي جعل تقارير اللجنة رسائل دعم للمتطرفين التكفيريين.

وقال الدكتور فيصل الحموي مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة في جنيف في بيان القاه باسم سورية امام مجلس حقوق الانسان ردا على تقرير لجنة التحقيق الدولية وتقرير المقرر الخاص المعني بالنزوح الداخلي أمس: لقد نصحنا اللجنة ومنذ بداية عملها بعدم الوقوع في هذه المطبات بل اعتماد الحقيقة والموضوعية وقدمنا لها ولمكتب المفوضة السامية اكثر من 250 مراسلة ووثيقة تدحض مزاعم الاطراف المشاركة في سفك الدم السوري غير ان اللجنة تابعت تجاهلها لكل ذلك وآثرت مواصلة التسييس والمبالغة.‏

واضاف الحموي: لقد اعترفت اللجنة في الفقرة 14 من تقريرها واقتبس.. بوجود مؤيدين خارجيين للمجموعات المسلحة يوفرون لها غطاء سياسيا ومساعدات مالية ومعدات عسكرية الامر الذي حول النزاع في سورية إلى حرب بالوكالة عن مصالح اقليمية ودولية، كما اعترفت في الفقرة 33 بأن هؤلاء الداعمين يدفعون المقاتلين إلى التطرف، وهنا نتساءل لماذا لم تتحل اللجنة بالشجاعة الكافية والامانة لتشير صراحة إلى هؤلاء الداعمين وعلى رأسهم الولايات المتحدة وادواتها في المنطقة قطر وتركيا والسعودية.‏

واوضح ان اللجنة عادت لتتجاهل التأثير السلبي للعقوبات الاقتصادية الجائرة المفروضة على الشعب السوري والتي تسببت في العديد من الازمات الاقتصادية والاجتماعية وهجرة المواطنين إلى الدول المجاورة او النزوح داخليا.‏

واعرب الحموي عن استهجانه ادعاء اللجنة في استنتاجاتها مسؤولية الحكومة السورية عما سمته عددا من المجازر ثم قولها بأن الادلة والظروف المحيطة بالمجازر لم تكن كافية لتحديد مسؤولية مرتكبيها وهذا امر معيب وبعيد عن المهنية لم تألفه ادبيات المنظمات الدولية او الحقوقية.‏

وفند الحموي ما ورد في تقرير اللجنة من مزاعم حول قيام سورية بتدمير منشآتها الصحية مؤكدا ان ذلك محض تضليل رخيص لانه لا يوجد في العالم دولة تدمر بناها التحتية كما ان سورية تحترم اكثر من غيرها التزاماتها تجاه القانون الدولي الانساني واتفاقيات جنيف ذات الصلة وهي ليست بحاجة إلى شهادة حسن سلوك من اللجنة.‏

وقال الحموي ان اللجنة تجاهلت في توصياتها والتي يعتبر معظمها خارجا عن نطاق ولايتها مبدأ حق الدول في حماية شعوبها وهو مبدا اساسي في القانون الدولي ويبدو ان اللجنة لم تسمع ولم تشاهد فظائع ومجازر عناصر القاعدة والتكفيريين الآخرين في المناطق التي يهاجمونها وعمليات الذبح والاعدامات العلنية امام الاطفال والنساء واهالي الضحايا أحياناً، كما تجاهلت الاشارة إلى التحركات الهيستيرية التي تقوم بها الدول المحرضة على القتل في بلدي كلما لاحت في الافق بوادر تحرك دولي نحو حل سياسي قائم على الحوار الوطني بين السوريين وهذا الدور غير الاخلاقي لهذه الدول سيؤدي إلى انتكاسة خطيرة لمبدأ الاحتكام إلى القانون الدولي واحترام ميثاق الامم المتحدة.‏

واشار الحموي إلى ان الخطوة الايجابية الصغيرة التي بدرت عن اللجنة والتي جاءت متاخرة جدا هي تأكيدها في الفقرة 20 على تطابق موقف السعودية مع موقف تنظيم القاعدة حين اشارت اللجنة إلى الدعوات التي صدرت متزامنة في السعودية وعن ايمن الظواهري زعيم القاعدة والتي تحث المسلمين على الجهاد في سورية وعلى تقديم المال والسلاح للمجموعات المسلحة معربا عن امله بان تتحلى اللجنة مستقبلا بالشجاعة والمهنية وان تشير إلى تورط تركيا وقطر في سفك دماء الشعب السوري وتدمير بلده.‏

اما بالنسبة إلى تقرير المقرر الخاص حول النازحين داخليا فأكد الحموي ان سورية تعاونت معه بشكل تام ووجهت اليه منذ اكثر من عام دعوة لزيارة سورية غير انه لم يقم بها حتى الآن لاسباب نجهلها وبالتالي فهو لم يطلع بشكل مباشر على حقيقة الواقع ولم يحصل على معلومات موثقة وذات مصداقية مطالبا المقرر بأن يعلن صراحة امام المجلس عن اسباب عدم قيامه بزيارة سورية معربا عن الاسف لاعتماد المقرر على معلومات استمدها من تقارير لجنة التحقيق وهي للأسف انتقائية ومسيسة وتفتقر إلى المصداقية كما نأسف لتجاهل المقرر حقيقة ان السببين الرئيسيين لحركة النزوح الداخلي في سورية هما العمليات الارهابية التي ترتكبها المجموعات التكفيرية وتهجيرها قسرا وعلى أسس مذهبية وطائفية بغيضة للسكان الآمنين والعقوبات غير القانونية التي استهدفت الشعب السوري في لقمة عيشه ووضعه الصحي والتعليمي وحقوقه الاساسية الأخرى.‏

تشوركين : يجب عدم القفز إلى النتائج والخلاصات الفورية ويجب التحلي بالموضوعية‏

بدوره أكد مندوب روسيا الدائم لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين ضرورة عدم القفز إلى النتائج والخلاصات الفورية عند دراسة تقرير بعثة المحققين الدوليين بادعاءات استخدام السلاح الكيميائي في سورية بل يجب التحلي بالموضوعية والدقة.‏

وقال تشوركين في مؤتمر صحفي له أمس بعد اجتماع مغلق لمجلس الامن الدولي استمع خلاله إلى تقرير بعثة المحققين: انه لا بد من دراسة التقرير من قبل خبراء متخصصين وعسكريين والاستعانة بخبرات فنية من أجل تحليله لاننا نتحدث عن تقرير يقع في مئة صفحة ويحمل في طياته بحوثا علمية معقدة.‏

ودعا تشوركين إلى دراسة كافة الادعاءات حول ما حصل بشكل احترافي وجاد ودراسة الاتهامات الموجهة إلى المعارضة باستخدام الاسلحة الكيميائية وأخذها على محمل الجد.‏

واستغرب تشوركين مسارعة بعض مندوبي الدول إلى اتهام الحكومة السورية بالمسؤولية عما حدث في ريف دمشق رغم أنه لم يتسن لهم فرصة التحقق من التقرير بشكل معمق بسبب المشاورات التي كانت تجري والاستماع لكلمة الامين العام للامم المتحدة.‏

وأشار تشوركين إلى أن بعثة المحققين ستعود إلى سورية لاتمام المهام المناطة بها والتحقيق في أماكن محددة من بينها خان العسل بالتعاون مع الحكومة السورية وذلك من أجل تقديم التقرير النهائي لها.‏

وأكد تشوركين أن الاسلحة ما زالت تتدفق إلى المجموعات المسلحة في سورية وقد يكون هناك حوادث جديدة حيث تم اعتقال شخص يحمل أسلحة كيميائية وهو مرتبط بتنظيم القاعدة داعيا إلى وضع أنظمة صارمة لمراقبة الحدود ومنع تلك المجموعات من امتلاك الاسلحة الكيميائية.‏

وقال تشوركين: ان الامر الضروري هو الاستمرار بالاتفاق الروسي - الأميركي حول الاسلحة الكيميائية في سورية وأن تتبنى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الاتفاق من أجل اجراء المناقشات الضرورية والحصول على البيانات المطلوبة.‏

وقال تشوركين: ان موسكو تأمل بأن يكون مشروع قرار مجلس الامن الدولي حول وضع الاسلحة الكيميائية في سورية تحت الرقابة الدولية الذي تعده الدول الغربية يستند إلى ما توصل اليه وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والامريكي جون كيري.‏

واكد تشوركين للصحفيين أمس كما نقل الموقع الالكتروني لقناة روسيا اليوم ضرورة قيام مجلس الامن بالعمل على ايجاد صيغة لدعم القرار الذي يجب أن يتخذه المديرون التنفيذيون لمنظمة حظر السلاح الكيميائي.‏

اللجنة : المسلحون صعدوا‏

من جرائمهم بحق السوريين‏

وفي هذا الإطار أكدت لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أمس أن المجموعات المسلحة المتطرفة في سورية التي تضم الكثير من الأجانب صعدت من جرائم القتل والجرائم الأخرى التي ترتكبها في شمال سورية.‏

ونقلت رويترز عن باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق قوله إن هناك تصاعدا في الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها المجموعات المسلحة المتطرفة مع التدفق الكبير للمسلحين الأجانب في شمال سورية لافتا إلى تسلل عدد كبير من هذه المجموعات عبر الحدود إلى سورية من بينها مجموعة تطلق على نفسها مسمى لواء المهاجرين.‏

بدوره قال فيتيت مونتاربورن عضو لجنة التحقيق ربما هناك المزيد الآن والمشكلة هنا هي أن هؤلاء العناصر المتطرفين لديهم أجندتهم الخاصة وبالتأكيد ليست أجندة ديمقراطية تلك التي يسعون لفرضها.‏

واستطرد مونتاربورن قائلا ومن ناحيتنا هذا ما يشكل مبعث قلق كبير لنا.‏

وكانت صحف ومواقع بريطانية كشفت أمس ما قبل الأول في تقارير لها عن مشاهد مروعة فضحتها أشرطة فيديو صورت في العديد من المناطق الخاضعة لسيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة تبين وحشية وهمجية غير مسبوقة في الجرائم التي ارتكبتها هذه المجموعات في سورية وما تقوم به من إعدامات ميدانية وذبح وتعذيب وقطع رؤوس بحق مدنيين وعسكريين تم تنفيذ بعضها أمام أطفال مدارس في حلب.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية