|
أروقة محلية بما ينشر وفي كل مجتمع هناك مؤسسات تقوم بتنشئة الأفراد وتثقيفهم وتعليمهم السلوك المقبول اجتماعيا وتزويدهم بالمعارف والعقائد والقيم التي تشكل هويتهم الثقافية والحضارية وفي هذا السياق جاء الملتقى الثقافي الوطني لمنظمة طلائع البعث بالحسكة حول الشائعات وخطرها على الفرد والمجتمع الذي يأتي ضمن سياق بناء وتربية وحماية وتحصين الجيل المتوازن نفسياً واجتماعيا ، جيل يؤمن بقيم الوطن ، والملتقى خطوة متقدمة وقيمة مضافة على طريق تعميق حب الوطن والروح الوطنية لدى أجيالنا وتوعيتهم وتعزيز ارتباط الطفل بأرضه ولغته والتزامه بقضايا مجتمعه . ولا شك نحن في مرحلة نحتاج فيها لإيقاظ بعض الجهات والمؤسسات النائمة المعنية ببناء الوعي فإذا كانت الأزمة خلال هذه الفترة الطويلة جعلت المعظم يعمل في إدارة الأزمة وثمة جهود كثيرة بذلت في هذا الإطار إلا أنه أصبح بالإمكان رؤية الجهات التي عملت وفي الوقت ذاته نرى بحكم ملامسة الواقع جهات أخرى نائمة أو خارج التغطية . كما أن الشائعات مرض خطير يهدد كيان أي أمة ولها أثرها السيء على الفرد والمجتمع يؤدي إلى هلاك الفرد وضياع المجتمع ولعل انتشارها في المجتمعات غير المتعلمة أو الواعية يكون أكبر وذلك لسهولة إنطلاء الأكاذيب عليهم فالمجتمع الجاهل يكون بيئة خصبة ومناسبة للشائعات التي تترك آثاراً نفسية بالغة حيث بمقدورها القضاء على مجتمعات كاملة. لكن مع ذلك يمكن مواجهة خطر الشائعات من خلال التأكد من المصدر خصوصاً في الأخبار الحساسة والمهمة في ظروف الحرب والأزمات كما إن للأسرة والمدرسة والمجتمع دور مهم في بناء الوعي لدى أفراد المجتمع وبخاصة الأطفال والشباب وتكوين رؤية تربوية ومعرفية للتمييز بين المفيد والضار وتعزيز الثقة بالذات لاسيما أن ضرر الشائعة كبير جداً على الأفراد والمجتمعات حيث تنتشر بين الأفراد في ساعات قليلة خاصة وكم من أُناس ذهبوا ضحية هذه الشائعات المغرضة ولذلك سمى الله صاحب الشائعة بالفاسق لأنه يخرج عن منهج الله ويؤدي بعمله الخبيث إلى الإيقاع بالفتنة ونشر البلبلة بين الناس. |
|