|
حدث وتعليق ولم يعد هناك خيار أمام الغرب والأميركي إلا التفاوض للتوصل والتوقيع على اتفاق نهائي، فلا المراوغة ولا التأجيل أو المماطلة ودفع المفاوضات إلى الأمام يفيد بشيء. أوباما اليوم في وضع لا يحسد عليه، إما أن يرفض رفع العقوبات و»يفركش» المفاوضات ويترك الطاولة، فتنفجر المنطقة بوجهه، أو يستمر في المفاوضات ويذهب إلى مجلس الأمن الدولي مكرهاً، ما يعني التدحرج بحسب موجبات التفاوض إلى ما يساوي «كش ملك» بلعبة الشطرنج، ما يعني تفجير المعركة الداخلية مع الجمهوريين. لكن الأميركي المراوغ والمحتال، الطاعن بخنجره المسموم يقف اليوم حائراً ، فهو لم يعد قادراً على ترك طاولة التفاوض، وهو المعتاد على نقض العهود والوعود، ولا هو بقادر على المضي قدماً، لأن عليه أن يرفع العقوبات الأميركية والأوروبية وإخراج ملف إيران النووي من جدول أعمال مجلس الأمن الدولي. بالمقابل فإن الإيراني القابض على كل فنون اللعبة النووية والمتوسع، فإنه سيحصد نتائج صبره، وفي كلا الحالتين، فإن ألزم الأميركي نفسه بنتائج المفاوضات، فهي أفضل استراحة محارب عند المقاومين، وإن أنكر ونقض تلك العهود وخرج عن طوره، فهي المعارك التي يشتهيها المقاومون وينتظرونها ولاسيما المنازلة الكبرى المؤجلة مع العدو الصهيوني. هي لعبة الشطرنج إذن التي يتقنها الإيراني جيداً وها هو قد نفذ حركاتها بلباقة وخفة حركة عالية مع أعتى إمبراطورية، وهي تكاد تصل إلى خواتيمها الإيرانية المرسومة بعد مضي ما يزيد على أحد عشر عاماً وهو يتحكم بأعصابه وأعصاب الخصم ببرودة قاتلة. |
|