|
متابعات سياسية ومارسوا فيها أبشع أشكال اختراق النظام الدولي، والقانون الدولي، ومواثيق الأمم المتحدة؛ كما مارسوا فيها أحطَّ الأخلاق السياسية، والإعلامية، والثقافية حتى تتم إزاحة عقل المواطن السوري عبر هذه الكثافة الدعائية التضليلية، وعبر الحرب وتسويق كامل المدخلات العدوانية على شعب سورية الصامد لم يتمكنوا من أن يفرضوا استراتيجية ثابتة للميدان حيث بقيت قطعان الإرهاب بين الكرِّ والفرِّ كلما تقدم الجيش العربي السوري إلى مكان تمّ استهداف قطعان الإرهاب فيه. ومن المعروف في حوادث السنوات الأربع أن الذي يدير الحرب العدوانية على سورية قد استنفد كافة أضاليل العدوان دون أن يحصل على أيّ راجعٍ سياسي، أو ميداني، أو شعبي يعطيه أبسط عناصر الثقة بالوصول إلى هدفه القاضي بتدمير الدولة السورية، وتفجير مجتمعها المتعاقد تاريخياً حتى تكون نقطة الانطلاق لتفجير الدول الوطنية العربية ومجتمعاتها لكي يخرج العرب من التاريخ على غرار ما تمَّ إخراجهم في الزمن العثماني على مدى أربع مئة عام من تاريخ البشرية. نعم سقطت الرهانات، وانكشفت الأضاليل ذلك لأن السيكولوجيا السورية ما كان لدوائر صنع القرار العدواني في الصهيونية وأميركا وأوروبا، وأذنابهم من الأعراب والمتأسلمين أن تفهمها من حيث الجوهر. والتاريخ المعروف للحياة النفسية والاجتماعية في سورية ظل عبر كل الغزوات الاستعمارية الهمجية واضحَ القيم، مُحدّدَ المعالم، فالشعب السوري متجانس في عقد اجتماعي ثقافي عريق في الأصالة والتاريخ، وعليه فالسوريون لا يقتتلون طوائف، ولا مكونات اجتماعيةً، ولا فِرَقَاً سياسيةً، هذه الميزة هي التي جعلت من سورية بلد النموذج في النظام العربي الذي افترض معسكر العدوان على سورية بأنه قادر على السيطرة عليه إذا ما تأتّى لهم تدمير سورية. فالتدمير إذاً؛ ليس للدولة بوصفها كياناً سياسياً حقوقياً كغيرها من الدول العربية وحسب، بل تزيد حيثيات الاستهداف العدواني أن سورية النموذج العربي يجب أن يقتل، وسورية التنمية الاقتصادية, والاجتماعية، والثقافية, والسياسية، والأخلاقية لا يمكن أن تُقبل، أو يتمَّ الصبرُ عليها طالما أن نادي العدوان الدولي مرصودةٌ جهوده من أجل خدمة المشروع الصهيوني الذي يقتضي دوماً العدوان على العرب، ومنع تنامي القوة لديهم مهما كانت الظروف، وسورية لموقعها الجغرافي، والسياسي ولمشروعها القومي التحرري هي دوماً في محرق الاستهداف والعدوان. ولو حلّلنا ما آلت إليه مخرجات العدوان على سورية تحت زعم الربيع لوجدنا أن الأفكار، والفلسفات العقيمة التي طرحوها لم تجد طريقاً إلى العقل السوري حتى تتّسع الحواضن، وتوطّن قطعان الإرهاب على الأرض، وبين الناس فيتمُّ الانتقال المخطط له من مكان إلى آخر. ثم لوجدنا القدرة الواضحة في الدينامية الوطنية للسوريين فهم مهما كانوا يواجهون ظروفاً في الحياة السياسية السورية قد لا تفي بأحلامهم، وقضاياهم، لكنهم يعرفون جيداً بأن الحلَّ ليس من أميركا، وإسرائيل، والأعراب المتصهينين والذنب أردوغان، فالحل هو سوري من الذين لهم اعترافٌ وجلالة من الشعب الذي لم يُصَبْ بفقدان الذاكرة والذهول. ومن الواضح في تاريخ أربع سنوات مضت أن الوعود بالحرية تكون من لدن الأحرار فكيف سيقبل الشعب في سورية ما يدجّلون عليه باسم الحرية، وإسرائيل هي التي تدير دفة الادعاء بالحرية، والتابعين الأعراب والمتأسلمين. ثم كيف توظف أميركا جهود إثنين وستين دولة ضد إرهاب داعش في سورية والعراق، ولا تحقق فيها شيئاً على مدى ليس قليلاً من الزمان، ثم يأتي ( دمبسي ) ليقول بأن بالصبر الاستراتيجي بحجة الحرص الكاذب على المدنيين؟ فالحريص على هؤلاء لا يرمي الأسلحة من الطائرات لداعش. وما صار حقيقة عقلية عند السوريين، وكذلك عند الأخوة العراقيين أن أميركا، وخاصة بعد رسالة الجمهوريين الصهاينة في الكونغرس الأميركي للجمهورية الإسلامية الإيرانية أن اللعبة قد كُشفت أوراقها، وأن أميركا الدولة التي أصبحت مقتنعة بهزيمة مشاريعها - من خلال صمود سورية - لن تسمح لأحد بأن يتصرف من منظومة النظام الدولي العادل والمتعدد القطبية؛ ولو عادت إلى سياسة الحرب من أجل الحرب فالمهم أن تدمّر منجزات الإنسانية في كافة الدول حتى تبقى إسرائيل مضمونة على حساب مستقبل كافة الأمم. وهذا الحال الذي لن تقبله جماهير سورية، وستدخل جماهيرنا السنة الخامسة للعدوان عليها بالمزيد من التلاحم الوطني، والتماسك: دولة، وشعباً، وجيشاً وقد سقطت كافة الرهانات فالقادم هو نصر الشعب الصامد. |
|