تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رسالة أم كلمة سر ؟!

البقعة الساخنة
الثلاثاء 17-3-2015
منذر عيد

أثار تصريح كيري بضرورة أن تتفاوض واشنطن مع السيد الرئيس بشار الأسد لإنهاء الحرب ما أثار.. وأدخل الحليف في حالة من البله والعته السياسي حداً ابتلع الكثير منهم ألسنة سابقة لهم.. حين استرشدوا بالموقف الاميركي لتحديد علاقتهم مع دمشق.

دمى الولايات المتحدة سارعت الى اجترار ما أعلنه سيدهم الاميركي.. وبات مصطلح «التنحي» جريمة يعاقب صاحبها بالجلد.. ويتهم قائلها بالزندقة.. سقطت كلمات وجمل من مفردات «المعارضات» .. وبات حال أفضلهم « كأنك يا أبو زيد ما غزيت».‏

يبقى الكلام كلاماً.. وتبقى تفسيراته أكثر من معناه.. وحدها الأفعال تكشف النيات.. وتجلي الضباب عما قيل ويقال.. الحوار بحاجة إلى أرضية ومقومات.. أول تلك المقومات وقف الدعم السياسي للإرهاب.. ورفع جميع الأغطية التي قامت أميركا بإلباسها الى هذه المجموعة أو تلك.. فالواقع يؤكد أنهم جميعهم من رحم «القاعدة» ولدوا.. وتعليم الفيل الطيران ضرب من الجنون ، حاله حال جعل الإرهابي من « داعش» و»النصرة» «معتدل في فكره.. إلا إذا كان الاعتدال لدى إدارة باراك أوباما يعني تغير أسلوب الإجرام.‏

ساعات على كلام كيري كانت ثقيلة على حلفاء أميركا.. وكأن الجميع كان بانتظار كلمة السر لإعلان حالة الدوران.. حتى ظن البعض أن كلمة كيري كانت «البحصة» التي كانت تسند جدار المواقف للجميع إزاء سورية.‏

قالها كيري..متعمداً ومدفوعاً الى ذلك أم سقط في زلة لسان.. ربما.. ندم..ولم يستطع نوم ليل ذاك النهار.. أم صُفق له.. ربما.. في جميع الأحوال خرجت من فمه وتلقفها تابعه وحليفه.. قبل أن يفرح خصمه بما فعل.‏

ليست ورقة «طابو» ولا صك اعتراف بجريمة ، فالسياسة فن المراوغة.. والساسة دهاة عصرهم.. والدبلوماسية الاميركية أسهل ما يكون بالنسبة لها أن تنفي وتنكر.. وكبش الفدا إذا ما أرادوا جاهز .. مترجم خانته لغته في نقل حرفية ما قاله سيد « الفصاحة الدبلوماسية» في أميركا.. نقطة من البداية.‏

moon.eid70@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية