تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الضحك والمشاركة الوجدانية...

( رحلة مع الظرفاء)
صفحة ساخرة
الخميس 21/6/2007
أحمد عبد الحميد

يذهب بعض الفلاسفة إلى أن هناك علاقة وثيقة بين الضحك والتعاطف والمشاركة الوجدانية.

ذلك أن بعض طبائعنا الرقيقة تتأذى إذا فاض بها الانفعال من جراء منظر تتأثر له هذه الطبيعة النفسية الحساسة.‏

من أجل ذلك اخترعت لنا القدرة الإلهية حيلة ومخرجا بيولوجيين في صورة الضحك ليقيانا آثار الانفعال المباغت والشفقة المستجيبة لنوازع النفس والتعاطف البالغ عندما نحس بآلام الآخرين إذا وقعوا في مأزق أو نكبة أو ورطة.‏

ومحتوى هذه الحيلة وهذا المخرج يتمثل في أن الضحك في مثل ما ذكرنا من حالات التعاطف إنما هو استجابة للألم لا للسرور بحيث إننا إذا لم نضحك استرسلنا في حالة من الضيق والكرب هي نتائج زيادة التعاطف والمشاركة الوجدانية لدى النفوس الرقيقة التي ينالها من الكرب بعضاً مما شاهدت.‏

وتأييدا لهذا الفريق من الفلاسفة يقول ماك دوغال في كتابه amoutline of psycholohy إن النظرية الحقيقية في تفسير بواعث الضحك يمكن أن تتلخص في عبارة واحدة مضمونها أن الضحك ترياق سريع المفعول يمنع من التعاطف والمشاركة الوجدانية. ودفعها للانفعالات التي تصيبنا فلا نجد لها مخرجا إلا بالضحك.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية