|
نافذة على حدث ليستعيد العالم مجدداً مناخات اعتداءات بروكسل وباريس الأخيرة. في كل مرة كان الخلاف يتسع بين نظام أردوغان والأوروبيين كان يحضر داعش بقوة كساعي بريد، واليوم مع ما تشهده العلاقات التركية الأميركية من تأزم وتراشق في التصريحات على خلفية الحضور الأميركي إلى جانب الأكراد في مواجهة داعش، تبدو الساحة الأميركية أكثر استعدادا لتلقي الرسائل الأردوغانية من عيار ما جرى في فلوريدا، وقد لا يطول الوقت حتى يكتشف الأميركيون حليفاً تركياً أكثر انحطاطاً من النموذج السعودي الذي فاجأ العالم في 11 أيلول عام 2001. في اعتداءات باريس وبروكسل كان المنفذون الداعشيون يعبرون ذهابا وإيابا من تركيا على مرأى ومسمع من استخبارات أردوغان، وفي كل مرة كان الملف يطوى ويكافأ أردوغان لكيلا يضطر إلى تحويل جزء من رصيده الداعشي إلى أوروبا على قوارب اللاجئين وهجرتهم غير المرغوبة هناك، وعلى أنجيلا ميركل وديفيد كاميرون والحال كذلك أن يتهيأا لساعة حساب داعشية بعد اعتراف ألمانيا بالإبادة التركية للأرمن وتأكيد كاميرون استحالة انضمام أنقرة إلى عضوية الاتحاد الأوروبي قبل العام 3000 ميلادي..؟! الدواعش يسرحون ويمرحون بأوامر من عرابهم أردوغان، وكلما ضاق الخناق حولهم في منطقة من المناطق جنّ جنونه وبدأ بالهلوسة والتخريف، إذ لا أحد يستطيع أن يفسّر تصريحه الأخير حول وجود مخطط خطير على حدود تركيا الجنوبية، ما لم يأخذ في الحسبان الهزائم التي تلحق بداعش على جبهات الرقة وحلب والفلوجة..؟! الأمور أكثر من جلية وواضحة، وإذا استمرت واشنطن في التعمية والتجاهل والعناد فعليها أن تتقبل المزيد من هدايا أردوغان الداعشية..!! |
|