تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أي تعاون في محاربة الإرهاب تدعيه أميركا؟!

متابعات سياسية
الأربعاء15-6-2016
دينا الحمد

تكذب أميركا حتى في أنفاسها تدعي مرة أنها تحارب الإرهاب وهي تدعمه وتزعم أخرى أنها تنسق مع روسيا في مكافحته وهي تفعل العكس من وراء ظهر موسكو والعالم كله لا بل أمام عينيه وعلى عينك يا تاجر،

ورغم نفي المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف وجود أي اتفاق سري بين روسيا والولايات المتحدة حول سورية وإعرابه عن أسفه لعدم وجود مثل هذا التعاون بين الجانبين حول محاربة تنظيم داعش الإرهابي إلا أن واشنطن تستمر في الخداع وتسريب الأكاذيب إياها عن التعاون في حرب الإرهاب‏

ففيما تؤكد موسكو أنها فقط تواصل تبادل المعلومات مع واشنطن حول الوضع في سورية عبر القنوات الموجودة ولكنهما لا تنسقان أعمالهما في مجال مكافحة الإرهابيين وأن روسيا تشارك في عملية مكافحة الإرهاب في سورية بموجب طلب من حكومتها الشرعية، نجد الإدارة الأميركية تسوق الدجل وتدعي أن البلدين ينسقان في محاربة الإرهاب ربما للتغطية على جرائمها في دعم التنظيمات الإرهابية ورعايتها.‏

وفي الوقت الذي تعلن فيه روسيا أن المهلة الممنوحة للمجموعات المسلحة في سورية كي تنفصل عن جبهة النصرة الإرهابي تنتهي في وقت محدد وتشير خارجيتها إلى أن القوات الجوية الروسية ستضرب أي مجموعة لن تنفصل عن إرهابيي التنظيم المذكور قبل نهاية الموعد المحدد، نرى جهابذة البيت الأبيض وهم يحاولون التستر على الإرهابيين في مجلس الأمن الدولي والطلب من معتدليهم المزعومين عدم الانصياع لتلك الإرادة الدولية.‏

ولا شك أن مطالبة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واشنطن تنفيذ وعودها بالفصل بين تنظيم جبهة النصرة الإرهابي والجماعات المسلحة الأخرى التي تدعمها الولايات المتحدة وتصفها بالمعتدلة تأتي في محلها لكن لافروف يدرك قبل غيره أن أميركا لم تفصل بينهما في الماضي ولن تفصل الآن ولن تفصل في المستقبل.‏

ولا نقول مثل هذا الأمر من باب التكهنات بل لأن الولايات المتحدة الأميركية إن فعلت هذا فسوف تتبخر جماعاتها المسلحة ولن تجد من ينفذ لها مشاريع فوضاها الهدامة التي افتتحتها في العراق وأفغانستان وتستكمل فصولها في سورية اليوم.‏

وآخر دليل على مثل هذا الأمر أن روسيا وأميركا بحثا غير مرة وبأكثر من لقاء الوضع في سورية بما في ذلك الاقتراحات الروسية بشأن تنفيذ عمليات مشتركة ضد المجموعات الإرهابية والفصائل المسلحة الأخرى الناشطة في هذه البلاد والتي لم تنضم إلى نظام وقف الأعمال القتالية لكن أميركا رفضت لاحقاً المقترحات الروسية وأعلنت ذلك رسمياً..‏‏

ورغم أن الجانبين بحثا الاقتراحات الخاصة بمنع تنقل المسلحين والأسلحة عبر الحدود التركية إلى سورية إلا أن الولايات المتحدة نقضت ذلك في نفس اليوم وأعلنت تزويد ما يسمى معتدليها بأسلحة نوعية كما أعلنت أنها ستشرف على ما يسمى تحرير الرقة المزعوم مع أدواتها الإرهابية على الأرض.‏‏

والأهم من هذا وذاك هو لماذا لم توافق أميركا حتى اليوم على التنسيق مع حكومات المنطقة والقوى العظمى التي تطالبها بذلك لمحاربة الإرهاب ؟ ولماذا اقتصرت حربها المزعومة على الاستعانة بالأدوات والحلفاء خارج نطاق مجلس الأمن الدولي ؟ ولماذا رفضت غير مرة إدراج موضوع محاربة الإرهاب تحت قرارات الشرعية الدولية وبإشراف المنظمة الدولية وذهبت بمفردها مع تحالفها المزعوم لتنفيذ المهمة؟.‏

إنه باختصار دعم الإرهاب بسبب الافلاس الأميركي الذي يستدعي التضليل في كل عناوين السياسات الأميركية تجاه المنطقة عموماً وسورية على وجه التحديد، وآخر حلقات التضليل القادمة من تجارب الإفلاس والعجز إياه تلك التسريبات التي تتحدث حيناً عن اتفاق روسي أميركي حول دساتير لسورية يتم إعدادها ثم التسريبات التي تقول إن ثمة اتفاقاً آخر حول الوضع الميداني في سورية، فرغم نفي المتحدث باسم الرئاسة الروسية وجود أي اتفاق سرّي بين موسكو وواشنطن حول سورية وخصوصاً ما يجري في إطار محاربة الإرهاب إلا أن الإدارة الأميركية تستمر في إطلاق التسريبات والتصريحات التي تتحدث عكس ذلك.‏‏

إن الحقائق على الأرض تؤكد أنه لا يوجد تعاون بين الجانبين وكل ما هنالك تبادل للمعلومات حول محاربة داعش ومع ذلك تُصدِّر أميركا آلاف التسريبات التي تتحدث عن بطولات وانتصارات وسحق للإرهاب مع أن تحالفها الدولي وطائراتها ومستشاريها لا همَّ لهم إلا مساعدة الإرهابيين والتستر على جرائمهم ومدّهم بكل أسباب الدعم الذي يجعلهم يتمددون في أكثر من منطقة والرقة والشواهد لا تعد ولاتحصى.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية