|
غلوبال ريسيرتش وقد تسبب التشابه في الأسماء ببعض الالتباس بين هاتين المنظمتين، لاسيما وأن «حركة التضامن السورية في المملكة المتحدة» قد انصرفت جهودها لدعم ما يسمى بـ «الثورة السورية». وفي واقع الأمر، فإن هذه الحركة قد تم تشكيلها من مجموعة من السوريين المنفيين منذ زمن بعيد ممن كانوا متأثرين على نحو كبير بفكر الإخوان المسلمين، وبعض التروتسكيين المستغرقين في أحلام اليقظة حيث يتلقون الدعم والمساندة من الغرب ودول الخليج وتركيا ومن العملاء السياسيين والألاف من الجهاديين والمرتزقة الذين يتم تزويدهم ومدهم بالدعم والمال والمساعدات من قبل كل من المملكة العربية السعودية وقطر وإسرائيل وتركيا والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة. يبدو أن القوى الإيجابية الحقيقية التي تسعى للتغيير في سورية قد أخذت بالتقلص والانحسار منذ زمن بعيد، وقد وثّق جيمس فولي الوقائع في سورية بعد أن وقف على حقائق الأمور في خريف عام 2012. وكذلك الأمر بالنسبة لإدوارد دارك ذو الجذور الحلبية حيث كان في بادئ الأمر مع أصدقائه يؤيدون الاحتجاجات القائمة لكنهم أدركوا ما تحمله من أفكار في مضمونها حيث إن فصائل الجهاديين قد أفصحت عن حقيقة الصراع القائم وبينت واقعه المتمثل في كونه عبارة عن حرب وحشية تُشن بالتضامن مع مرتزقة ممولين من الخارج وجهاديين دوليين ضد الجيش السوري وحلفائه. تمثل كل من «حركة التضامن السورية في المملكة المتحدة» ونظيرها «المجلس الأميركي السوري» فصيلا من الفصائل التي تناهض سورية ذلك لأن كل منهما يتلقى الدعم والتمويل المباشر وغير المباشر من الحكومات الحليفة، ويتم الترويج لهما في المؤسسة الصهيونية في الولايات المتحدة الأميركية. وإن صوتهم يتم تضخيمه في وسائل الإعلام. وفضلا عن ذلك فقد حاولوا بكل الوسائل الوحشية للمنع والحؤول دون وصول أصوات أخرى. ففي عام 2014 تم حجب صوت وآراء الأم أغينس مريم التي هوجمت في مواقع مختلفة من الولايات المتحدة ذلك نتيجة حديثها عن واقع الحال في سورية بشكل يخالف ما تروج له واشنطن والدوحة. وتم إسكات صوتها بشكل مخز في لندن. ويعود السبب في ذلك أنها عارضت سرد الدعاية الإعلامية حول الهجوم بالأسلحة الكيميائية في أب عام 2013. وفي الوقت الراهن، تعارض فئة من الدعائيين الطائفيين الدكتور تيم أندرسون وتحاول منعه من الحديث في مؤتمر عالمي سيقام في اليونان بشأن معالجةودراسة أزمة اللاجئين وأسبابها،ذلك لأن الدكتور اندرسون قد سبق وأن تقدم بتحليلاته في كتاب «الحرب القذرة على سورية» وعلاقة هذه الحرب بوضع اللاجئين، الأمر الذي جعل «حركة التضامن السوري في المملكة المتحدة» ترفض مشاركته وتهدد بتعطيل المؤتمر. ونتيجة ممارسة الضغوط من «حركة التضامن السورية في المملكة المتحدة»، فإن منظمي مؤتمر «عبور الحدود» سحبوا دعوتهم للدكتور اندرسون الذي كان سيقدم ورقة ويتحدث فيه. علما بانه ثمة مئات من الدعوات قد طالبت بعقده وتحديد أهدافه بشكل علني. لكن منظمي المؤتمر أدركوا الخطأ الذي ارتكبوه وسيتمكن الدكتور أندرسون من تقديم وثائقه والتحدث في المؤتمر. وفي الوقت الحاضرفإن البعض من»حركة التضامن السورية في المملكة المتحدة» في حالة من الهذيان والغضب الشديد الذي دفع بهم للتهديد بعرقلة المؤتمر وحث المشاركين به على الانسحاب. وفي هذا السياق، وبعد خمس سنوات من الدعاية المستمرة نتساءل من اي نوع هم أولئك الأكاديميين والنشطاء المثيرين للشفقة الذين لا يستطيعون الاستماع لوجهة نظر مختلفة عن وجهات نظرهم؟ وما هو أكثر أهمية من دراسة أزمة اللاجئين غيرالجذور والأسباب التي دعت للوصول إلى تلك الأزمة؟ ونافلة القول، فإن الطبيعة الحقيقية لـ»حركة التضامن السورية في المملكة المتحدة» و»ثورتهم» قد كُشفت من خلال تصرفات أعضائها وافعالهم، ممن دأبوا الحديث عن الحرية والديمقراطية،حيث ظهر بأن القمع والترهيب ومحاولة إسكات الأصوات المعارضة هو ديدنهم في الحياة. وإزاء ذلك، لا بد من الوقوف في وجههم وإدانة تهديداتهم لاسيما بعد أن اتضح بشكل فاضح عدم رغبتهم بالتوصل إلى حل للأزمة في سورية، بل إن كل ما يهدفون إليه هو تصعيد هذه الأزمة. |
|