|
ثقافة
هكذا هو شكل اللقاء مع المبدعين والسينمائيين السوريين في المهرجانات السينمائية، فبعد حصار طال حتى الابداع يبدو ان الطوق بدأ يُكسر، فإرادة الحياة والاستمرار بالعمل رغم كل الظروف كانا عنواناً بارزاً لكسر هذا الطوق، ولعل أصدق مثال على كلامنا هذا الحفاوة التي استُقبِل بها الوفد السوري في مهرجان الاسكندرية السينمائية لدول البحر المتوسط في دورته الحادية والثلاثين التي أقيمت مؤخراً، حيث نالت فيه السينما السورية ثلاث جوائز، هي: جائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة أفضل ممثلة لنورا يوسف مناصفة لفيلم (الرابعة بتوقيت الفردوس) سيناريو وإخراج محمد عبد العزيز وإنتاج المؤسسة العامة للسينما، ونال فيلم (رسائل الكرز) سيناريو إخراج سلاف فواخرجي مناصفة جائزة الفيلم الأول في المسابقة العربية في المهرجان. كما تم في حفل ختام المهرجان تكريم ثلاثة مبدعين سوريين (المخرج باسل الخطيب، الفنان دريد لحام، الفنانة سلاف فواخرجي) وذلك عن مجمل إنجازاتهم في السينما والدراما السوريّة، وكانت الناقدة ديانا جبور مدير عام المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي رئيسة لجنة تحكيم الأفلام القصيرة في المهرجان، وشكّل تكليفها برئاسة لجنة التحكيم أول عودة رسمية إلى المهرجان منذ عدة سنوات. وفي تصريح خاص لصحيفة الثورة أكدت الناقدة ديانا جبور أنها لمست خلال المهرجان التقدير لمجمل الحركة الفنية السورية، ففي ندوة الفنان دريد لحام التي تميزت بالحضور الكثيف تم الحديث عن الإنتاج السوري وكان هناك اكبار شديد للفنانين الذين لازالوا ينتجون أعمالاً في سورية، وأشارت أنه لدى صعودها المنصة جرى تصفيق عظيم رغم أنها ليست فنانة نجمة وإنما ناقدة ولكن التصفيق كان لسورية، كما أشارت إلى التغطيات الإعلامية الكبيرة التي جرت فكان هناك كم هائل من الفضائيات العاملة في مصر، سواء مصرية أو غير مصرية، شكّلت منبراً للإشادة بالشعب السوري لأن لديه القدرة على العمل والانتاج رغم الخطر والظروف الصعبة. وأوضحت أن المقابلات التي جرت مع أفراد الوفد شكّلت محاولة للإطلالة على ما يحدث في سورية، والتأكيد أن ما يجري ليس حرباً أهلية وإنما حرباً كونية تجري على الأرض السورية، وبالتالي كان السعي تصحيح هذا المفهوم، فإن تم عبر كل وسيلة إعلامية تصوبت الرؤية لدى ألف متابع فنرى كم الدائرة التي يمكن التأثير فيها. وكانت الناقدة ديانا جبور سبق وأشارت عبر (بيان) إلى الحفاوة التي حظي بها الوفد السوري الذي شارك في المهرجان، لا سيما وأن إدارة المهرجان تجنبت دعوة أي من الفنانين السوريين المقيمين في مصر وذلك لأول مرة منذ أربع سنوات. كما أقيمت ثلاث ندوات (واحدة للفنان دريد لحام وأخرى للمخرج باسل الخطيب وثالثة للفنانة سلاف فواخرجي) وكانت جميعها حاشدة ومؤثرة حيث عبّر الجميع عن تضامنهم مع سورية وأملهم بانتصارها وبعودة العلاقات الطبيعية بين سورية ومصر. وأشارت أنه حتى نتائج المهرجان أوحت أن هناك توجهاً لتكريم سورية ومعها السينما السورية، كما أكدت أنه في حفل الختام لم يُكرم أحد سوى الفنانين السوريين، مما دفع بموقع بوابة الأهرام إلى القول إن هذا التكريم يحمل رسالة سياسية واضحة. (كان هناك اهتمام كبير بالندوة من قبل الجانب المصري، واللافت أنهم لم يكرموا في حفل ختام المهرجان إلا ثلاثة فنانين سوريين) هذا ما أكده الفنان دريد لحام في تصريح خاص لصحيفة الثورة مشيراً إلى أن الندوة التي جرت له على هامش المهرجان كان فيها الكثير من الدفء والحرارة والحب، يقول: (تميز اللقاء بالحميمية، وكان لنا كسوريين موقع خاص في المهرجان مما يدل على أن هناك تغيراً في المزاج المصري باتجاه سورية)، وكان الفنان دريد قد أكد خلال الندوة أنه على الرغم من الحرب إلا أن السوريين يمتلكون إرادة الحياة فهناك الكثير من الأفلام والمسلسلات التي يتم تصويرها في سورية. أما في الندوة التي أقيمت حول فيلم (الأم) إخراج باسل الخطيب وإنتاج المؤسسة العامة للسينما فأكد خلالها المخرج أن الفيلم مأخوذ عن قصة واقعية مشيراً إلى أن (حالة الترابط التي بدت طوال الوقت هي سر من أسرار الأحداث في سورية، ومن دونها ما كان هذا الصمود لمدة خمس سنوات). أولى تجارب الفنانة سلاف فواخرجي الاخراجية (رسائل الكرز) حققت حضوراً هاماً وحظيت بحفاوةٍ كبيرة من النقّاد والصحافة المصريّة وجمهور المهرجان، وجاءت الندوة التي أعقبت عرض الفيلم بمثابة تحية تضج حباً وشغفاً بالسينما السورية ومبدعيها، حيث أكدت الفنانة سلاف خلالها أن الحب والوطن مفهوم واحد وأنها قدمت في الفيلم خلاصة روحها من أحاسيس وأفكار ومشاعر وموروث.. كما أهدت جائزتها لسورية أملاً بأن تجلب معها الفرح من مصر لبلادها وسط ما تعيشه البلاد من تعبٍ وحزن. |
|