تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أزمة اللاجئين في أوروبا.. صناعة تركية

عن: البرافدا
متابعات سياسية
الأحد 4-10-2015
 ترجمة: وصال صالح

لقد أدت الأزمة في الشرق الأوسط إلى تفريخ أزمات في العالم ومنها لجوء عشرات آلاف اللاجئين من سورية وليبيا والعراق إلى أوروبا،

وسورية هي النقطة الساخنة الرئيسية في الشرق الأوسط اليوم، قال المستشرق سعيد غافروف في مقابلة مع البرافدا مؤكدا أن الحل العسكري للصراع الدائر في سورية غير موجود وأن أزمة اللاجئين في أوروبا هي من صناعة تركيا.‏

سؤال : بخصوص التقارير التلفزيونية الحالية والتي تتمحور جميعها حول أزمة اللاجئين ، حشود الوافدين في الدول الأوروبية، أكوام القمامة في الشوارع وخوف الأوروبيين الذين هم ، في الحقيقة، غير قادرين على حماية أنفسهم، هل هي موجة جديدة من الهجرة لأكبر عدد من الناس؟‏

يعتقد غافروف أنها أزمة خطيرة للغاية،مع العلم أن العدد الحالي للاجئين لا يشكل خطراً على أوروبا حتى الآن والبعض يتوقع أن تصل أعدادهم إلى مليون شخص وإن كان في روسيا اليوم مليونا شخص من الأوكرانيين المسجلين رسمياً، حسب قوله.‏

وعند سؤاله إن كان اللاجئين من أوكرانيا في روسيا يختلفون كلياً عن اللاجئين إلى أوروبا، الذين تتعامل معهم أوروبا الآن؟ وهل يتعلق الأمر باللغة وأسلوب حياتهم والعقلية، لقد كان الناس يهاجرون إلى تلك المناطق منذ عقود ، اليوم هناك حشد منهم يهاجرون وهم لا يعلمون حتى العادات والتقاليد الأوروبية أو حتى اللغات الأوروبية -هم يريدون شيئاً ما؟.‏

« السوريون يقولون أن الأحداث الحالية في أوروبا هي جزء من عمل منظم بشكل جيد، جميع اللاجئين المتدفقين إلى أوروبا يأتون من مخيمات اللجوء ، على الأرجح ، إنها الحكومة التركية التي بدأت هذا كله، تركيا لا تستطيع الإبقاء على مخيمات اللجوء، بسبب المشاكل التي تعاني منها على غير صعيد ومنها جبهة الإرهاب التي رعتها«داعش» هذا من جهة ومن جهة أخرى حربها مع الأكراد وهم بغنى عن مشكلة اللاجئين» قال غافروف‏

وعند سؤاله «إن كانت أوروبا بحاجة لهذه المشكلة؟ حيث يذهب الناس إلى أوروبا بدون أي أمتعة، وحتى بدون ملابس تقيهم برد الشتاء».‏

أجاب غافروف:: « السوريون، مثل جميع الناس لديهم عيوب، لقد كانت سورية دائماً«مفترق طرق للعالم» لقد علمهم التاريخ كيف يتعاملون بلطف وتهذيب، وكيف يتعلمون التعايش مع الدول الأخرى والجنسيات والديانات، وفقاً لبيانات رسمية هناك 100 ألف سوري يعيشون في موسكو اليوم، هل لاحظ أحد ذلك؟ ».‏

«على خلفية أزمة اللاجئين، اكتشف الجميع فجأة أن « أوروبا بلا حدود» هذه ليست أكثر من أسطورة جميلة في الواقع أوروبا مجزأة، بشكل كبير، والجميع يلقي باللوم على بعضهم البعض بسبب ما يحدث؟»‏

يقول غافروف»يشكل المهاجرون القوة العاملة الرخيصة، السوريون والليبيون سيعملون بالتأكيد بأجور أقل، وبدون اتحاد نقابات عمالية »‏

ويضيف لايوجد حل عسكري للأزمة في سورية، الجيش السوري في حالته الراهنة، قادر على تدمير أي مدينة، إلا أن هذا ليس هدف القيادة السورية ، الدولة السورية تريد حل الأزمة بكل الوسائل السياسية، الحرب في هذه الحالة هي أداة لتهيئة الظروف الملائمة لتسوية سياسية» وأضاف غافروف «بالطبع هناك اليوم الخبراء والمستشارون الروس في سورية، وهذا ليس بجديد، إذ لطالما تعاونت روسيا مع سورية منذ عدة قرون وما تزال تتعاون مع الخبراء الروس في صيانة المعدات الروسية الصنع الموجودة في سورية وفي تدريب الجيش السوري، مع ذلك لا توجد قوات روسية نظامية في سورية.‏

ولا يفوت غافيروف التحدث عن النفاق الأميركي وازدواجية معاييره، فيذكر على سبيل المثال كيف سأل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الأميركي جون كير، بخصوص اعترافه بشرعية الدولة السورية، لسبب ما اعترفت واشنطن بشرعية الدولة السورية عندما وقعت معها اتفاقية تدمير الأسلحة الكيميائية، وقتذاك كانت الدولة السورية بالنسبة للإدارة الأميركية شرعية ؟!..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية