تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


روسيا وسورية والحرب على الإرهاب

عن نيويورك تايمز
متابعات سياسية
الأحد 4-10-2015
 ترجمة : غادة سلامة

ما كان للأخبار التي تناقلتها وسائل الاعلام الغربية عن الضربات العسكرية الجوية التي قامت بها القوات الروسية ضد مواقع داعش في سورية وعن تعزيز حضور موسكو العسكري في سورية إلالتثير القلق في واشنطن

التي تقود منذ اب العام الماضي تحالفا ضد تنظم داعش الارهابي الذي يسيطر على اجزاء من اراضي سورية والعراق فبعد عام تقريبا على تشكيل التحالف فان التنظيم يزداد قوة بعد الفشل الذريع لهذا التحالف الدولي .‏

نتياناتيوكايفا المدرسة في معهد موسكو للعلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية والخبيرة في وكالة السياسة الخارجية للدراسات ترى في قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاخير توجيه ضربات جوية ضد تنظيم داعش في سورية أمرا في غاية الاهمية وقرارا صائبا وفي مكانه الصحيح وان موسكو اختطت منذ اكثر من اربع سنوات نهجا محددا لدعم الحكومة الشرعية في سورية ولا تزال تواصل السير على هذا النهج وعلى خلفية سياسة الولايات المتحدة الاميركية الرامية الى دعم التنظيمات المسلحة المقاتلة في سورية والتي تصفها الولايات المتحدة بالفصائل المعتدلة وهي في الحقيقة الامر عبارة عن تنظيمات اسلامية متطرفة ومتشددة ومرتبطة بتنظيم القاعدة وتتبع له فكرا ونهجا ونظرا للدعم الذي تتلقاه هذه التنظيمات المتطرفة والميليشيات المسلحة من تركيا والسعودية وقطر فإن روسيا ومن منطلق قناعتها بشرعية الحكومة السورية والجيش السوري وحقهما في الدفاع عن سورية ضد مجموعات متطرفة تريد تفتيت وتقسيم البلاد الى دويلات يسهل ابتلاعها لذا قررت روسيا التي لطالما وقفت الى جانب القضايا العربية والدول العربية في محنها ومنها سورية زيادة دعمها العسكري لسورية وتعزيز تواجدها العسكري في سورية ضد تنظيم داعش الارهابي .‏

موسكو بتصرفها هذا وعلى هذا النحو تقول نيتانانيوكايفا لصحيفة نيويورك تايمز انما ترسخ صورتها كشريك ثابت على مواقفه ويعول عليه . وان تصرفات روسيا تعكس ايضا القلق المتنامي جراء خطر واقعي يمثله تنظيم داعش الارهابي على سورية وعلى جيرانها وعلى العالم بأسره لذلك ارتأت روسيا ضرورة تشكيل تحالف عريض من اجل تنفيذ ضربات قوية ضد تنظيم داعش خاصة بعد فشل الولايات المتحدة في دحر التنظيم الارهابي وتضيف نيتانانيوكايفا ان العنصر الرئيسي في المبادرة الروسية لقصف مواقع داعش في سورية هو مشاركة سورية ايضا في التحالف ضد الارهاب والمعنية حقا بمحاربة التنظيم الارهابي الذي استهدف ارضها وشعبها وهي اي سورية معنية فعلا بالانتصار على داعش وتخوض صراعا مريرا مع التنظيم الارهابي وفصائل ارهابية اخرى منذ ما يقارب الخمسة اعوام وما احوجها اليوم الى المساعدة للقضاء على التنظيم الذي بات يشكل خطرا على المنطقة العربية وعلى العالم خاصة بعد حصيلة عام كامل من العمليات العسكرية الفاشلة للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش وفشل الضربات الجوية الاميركية لمواقع التنظيم الارهابي .‏

ففي تقرير سابق نشرته صحيفة نيويورك تايمز فإن تنظيم داعش اليوم يمتلك قوة بشرية تتراوح بين مائة ومائة وخمسة وعشرين الف مقاتل منتشرين بين العراق وسورية ومن بينهم خمسة عشر الف مقاتل اجنبي ويتواجد اغلب المقاتلين الاجانب على الاراضي السورية فيما يقدر عدد المقاتلين الفرنسيين المقاتلين ضمن صفوف داعش ب 800 عنصر ويقومون مع المقاتلين الاخرين كالبريطانيين وغيرهم من الاجانب بمهام مختلفة منها الادارية والمالية والاعلامية كما يشرفون على عمليات الاستقطاب والتجنيد لصالح داعش وذكرت الصحيفة وقتها بأن الولايات المتحدة بدأت حملة عسكرية في الثامن من اب / عام 2014 في المنطقة بطلب من الحكومة العراقية لتشكل في ايلول من العام ذاته تحالفاً واسعاً ضد داعش يضم ستين بلدا من اهمها فرنسا وبريطانيا وبلجيكا وهولندا واستراليا والدنمارك وكندا واضافت ان القوات الاميركية قامت بتوسيع عملياتها وفي الثالث والعشرين من ايلول / عام 2014 لتشمل الاراضي السورية واستهدفت الضربات الجوية الاميركية معاقل التنظيم وتنظيم خراسان المقرب من القاعدة كما اعلنت بريطانيا في نفس شهرايلول من العام الفائت توجيه ضربات جوية دقيقة ضدمواقع تنظيم داعش الارهابي والذي يمثل ايضا تهديدا لمصالح وامن بريطانيا . واشار التقرير وقتها ان التحالف شن اكثر من 7000 ضربة جوية خلال 415 يوما منها 506 ضربة في العراق و2579 ضربة في سورية ورغم كل هذا الزخم من الضربات الجوية للتحالف ورغم كل هذا الضجيج الاعلامي حول تلك الضربات فإن التنظيم بدل ان يندحر ويتلاشى ازداد قوة وانتشارا وكأن ما حدث كان لمصلحة داعش بدل ان يكون ضدها الامر الذي تم استنتاجه مؤخرا من قبل العالم أجمع ان تنظيم داعش هو طفل امريكا المدلل ومن يقول غير ذلك يكون مخطئا ولهذا تقول نيتنانانيوكايفا الخبيرة في وكالة السياسة الخارجية للدراسات الاستراتيجية الروسية ان القرار الروسي بدعم سورية في حربها ضد الارهاب هو قرار صحيح وان الرئيس فلاديمير بوتين هو رئيس صارم في مواقفه ولا يتخلى عن اصدقائه وان روسيا دخلت حربا مع الارهاب في سورية لا يمكن ان تخسرها ابدا .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية