تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تحالف روسي سوري ضد داعش

عن موقع فالميه
متابعات سياسية
الأحد 4-10-2015
 ترجمة : مها محفوض محمد

يدخل الصراع بين الولايات المتحدة و روسيا اليوم منعطفا جديدا .

فبعد المفاوضات التي جرت بين الرئيسين بوتين وأوباما على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة و التي سادتها أجواء التوتر – لاسيما حول الملف السوري – تم ادراكها بوضوح فيما وراء الأطلسي, وبحسب صحيفة النيويورك تايمز فان المفاوضات بين بوتين و أوباما حول سورية لم تكن ناجحة.‏

بالتأكيد لأن روسيا ترفض دعم أي تحالف يتدخل في أراضي دولة لها سيادتها دون قرار من مجلس الأمن الدولي و من دون طلب الدولة المعنية و ضمن هذا السياق فان ذلك بالتأكيد يعتبر اخفاقا بالنسبة للولايات المتحدة أما بالنسبة لروسيا فقد تلقت رسالة من الرئيس الأسد يطلب فيها المساعدة العسكرية من روسيا تمثل بتقديم طلب الى مجلس الاتحاد الروسي للتفويض باستخدام قوات الجيش الروسي خارج أراضي الاتحاد الروسي و الذي تم التصديق عليه بالاجماع ذلك لأن المصالح الروسية يتهددها الخطر حيث يجب تفادي تفشي هذا الارهاب لاسيما باتجاه القوقاز أيضا لوضع حد لموجة اللاجئين القادمين من سورية اذ أن روسيا لا تنوي أبدا أن تصبح وجهة جديدة لهؤلاء و في هذا الاتجاه فان الخطوة الروسية مختلفة تماما عن خطوات التحالف الأمريكي حيث أن الروس تحركوا بشكل جدي لدعم القوات التي تريد فعلا محاربة تنظيم داعش و هي بشكل رئيسي القوات السورية و العراقية  الموجودة على الأرض و التي تدافع عن شعوبها و سيادتها أي أن روسيا تستطيع تقديم الدعم الفعلي للقوات السورية المعنية مباشرة بالتحرك ضد الإرهاب أي أن ما تفعله روسيا ليس تدمير بلد له سيادته بحجة أن قيادته لا تعجب الغرب روسيا تقدم الدعم لقادة شرعيين يمثلون شعوبهم التي اختارتهم سواء أعجبوها أم لا و ذلك حتى يتم السيطرة على الوضع بمحاربة الارهابيين الذين يريدون تدمير هذه الدولة و في هذه المهمة روسيا لا تنوي التدخل على الأرض , انما عن طريق سلاح الجو فقط و هذا الاجراء هو اجراء دولي و سيادي لم يتخذ بهدف تدمير الدولة كما فعل الغير بتدريب و تمويل و تسليح المعارضات للمحاربة على الطريقة الديمقراطية و ليس في ذلك وهم خادع أو مونتاج انما بكل بساطة و كما أوردت صحيفة  واشنطن بوست في مقال عبارتها : « اننا نأسف لهذه النتيجة فبعد تسليح و تدريب المعارضة السورية لم يتوصلوا في النهاية الى التخلص كما كانوا يأملون و بسرعة من سورية و لذلك جاءت روسيا لتحارب دولة.‏

و يتابع الكاتب القول :المقال يستحق القراءة لأننا نفهم من بين السطور الى أي درجة وصلت المعارضة من حالة الضعف و التشرذم كما أن هؤلاءالذين  جاؤوا للقتال في سورية تجمعوا من شتى بقاع العالم و هم غرباء عن المنطقة فالأرض ليست أرضهم لذا أصبح وجودهم فيها خطرا عليهم و سنرى تباعا انهيار هذه الجماعات التي جاءت لتدمير الدولة السورية فدولة داعش هذه هي شر مطلق أوجدوها لتدمير سورية و المنطقة برمتها و قد بدأنا نشهد الان تنافرا في الأصوات مثيرا للاهتمام بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا حيث أن وزير الخارجية كيري أعلن عن تغيير في النبرة الأمريكية اذ لم يعد من المطلوب الا تشكيل حكومة انتقالية أما الرئيس الفرنسي فقد أضاع الفرصة و لحق بوزير خارجيته الذي مازال يتابع بلاغته في المطالبة تدمير سورية .‏

أخيرا و باختصار لقد تم رمي أحجار اللعب و روسيا أطلقت تحالفها الاقليمي المنافس والمطابق للقانون الدولي الولايات المتحدة تعلق بأنها ستراعي الوضع و أنها لن تصطدم مع الروس في المجال الجوي , فكرة جيدة , على كل حال اذا كانت المعركة ضد الارهاب قد بدأت تثمر فان صورة الولايات المتحدة ووزنها في هذه المنطقة الاستراتيجية قد ساءت كثيرا وهي على وشك أن تجد نفسها معزولة الى جانب المملكة السعودية التي بامكانها أن تبدأ الان اعادة حساباتها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية