تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحصاد المرّ !

مابين السطور
الأحد 4-10-2015
هشام اللحام

أشرنا في زاوية سابقة إلى ذهاب منتخبنا الشاب إلى مدينة الدمام السعودية للمشاركة في تصفيات كأس آسيا، دون قائد أو مدير للمنتخب يستطيع أن يشدّ من أزر اللاعبين، و يعرف كيف يعزز ثقتهم بأنفسهم و يدافع عن حقوقهم فيما لو تعرضوا للظلم.

وبالفعل كان أول الظلم الذي لحق بهذا المنتخب توقيت مبارياته في هذه التصفيات، والذي فيه الكثير من الأذى و الضرر الذي قد ينعكس سلباً على صحة اللاعبين الصغار، فأن تلعب عند الساعة الثالثة بعد الظهر في الخليج لأن الدولة المضيفة(السعودية)ارتأت ذلك، فهذه عقوبة وليست رياضة، وكان على اتحادنا الكروي الاعتراض أو الاعتذار لو اضطر الأمر.‏

قد لا تكون الخسارة في أولى المباريات أمام اليمن بسبب عامل الطقس و الحرارة المرتفعة فقط، ولكن كما يُقال اعقل و توكل، ونعتقد أن المناخ عامل مهم ومؤثر، وفي ظل هذه الظروف يجب ألا نلوم الكادر الفني واللاعبين فقط، و إن لم يؤد المنتخب بشكل جيد، وكثرت أخطاؤه. فقد بدا واضحاً تأثر الفريقين بالحرارة العالية، وبالنسبة للاعبين صغار السن يمكن أن يظهر هذا بسرعة.‏

إذاً كان هذا الظلم للمنتخب هو أول الظلم الذي يتحمل مسؤوليته اتحادنا الذي لم نر له موقفاً حازماً و صريحاً ..أما الظلم الآخر فهو ما رافق هذا المنتخب خلال رحلة إعداده، فقد كان هناك حالة من التسيب و الفوضى و عدم الالتزام، وهذا ما تردد صداه في الآونة الأخيرة، وكان من آثاره إبعاد مديره و أحد المدربين عنه بعد كثير مما قيل و يستحق التحقيق و المحاسبة.‏

بالأمس القريب خرج منتخب الناشئين من التصفيات بخيبة، وهاهو منتخب الشباب في وضع حرج، و منتخب الناشئين المونديالي ليس بأفضل حال، وهذا كله بسبب الفوضى و التخبط و العمل غير المدروس في اتحاد الكرة. وإذا كان هناك من يتغنى بوجود خمسة منتخبات في وقت واحد، فهذا ليس بإنجاز و ليس فيه ما يعكس نجاحاً، بل الانجاز هو الاختيار الموفق و إدارة المنتخبات بكل صحيح مع توفير الاستقرار و أسباب النجاح. في حين ما نراه عكس ذلك، فلا تخطيط ولا رؤى بعيدة ولا اختيارات صحيحة في كثير من المفاصل الإدارية و الفنية.. و النتيجة حصاد مرّ!‏

mhishamlaham@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية