وبعده عدد من الدول التي تدور في هذا الفلك ,ماالذي جرى ؟ وما سبب هذا التبدل والتغير والتراجع الذي جعلهم يكرون كحبات المسبحة؟ أهو عنت للمجتمع الذي صبر ,والجيش الذي صمد ,والقائد الثابت في مواقفه ,والحلفاء والأصدقاء الذين دعموا ..أم أنهم اكتفوا بالدمار والخراب والقتل للبشر والحجر والمدر؟ أم الخوف من عدم السيطرة عليه ,أو أن عودته إلى البلدان التي أتى منها هي الهاجس الأكبر , جملة من الأسئلة تخطر بالبال إزاء هذه التراجعات الدولية عن مواقفها العدوانية تجاه سورية ,بعد مضي خمس سنوات والعودة إلى ما كانت تنادي به سورية منذ الأيام الأولى للعدوان عليها ,مع هذا كله هناك شعور بعدم المصداقية الكافية لدى المواطن بهذه الدول ,إلا أنها تترك بعض الارتياح ,وهذا الارتياح ينبعث من أن الذين عولوا على الأمريكان قد أحبطوا ,أن الدول والمماليك التي راهنت على الموقف الأمريكي لسحق سورية قد فشلت ,والمراهنات الخاطئة تؤدي إلى نتائج خاطئة ,فليفهم كل من لديه الحد الأدنى من المنطق ويعتبر قبل فوات الأوان ويعود عن قناعة وإرادة إلى صفوف الإنسانية ,إن دماء السوريين وتضحياتهم ستزيد من عدد المتراجعين من الدول والأفراد والجماعات ,وفي العيد القادم سيكون منسوب الوعي عند الغالبية من الناس في العالم العربي أعلى، بالتالي حماية الأوطان وكتابة التاريخ ليست سهلة لأن المداد الأساس لها هو الدم ,والشعب السوري أثبت بالفعل والواقع أنه أهل لذلك , وكنا نتمنى لو أن هذه التراجعات بدأت من عالمنا العربي قبل العالم الغربي , لكن للأسف رواسب أبي جهل مازالت بدواخلهم ويبدو أنها قد تستمر.‏