تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مدارسنا .. عنوان السلوك والانضباط الحسن

مجتمع
الأحد 4-10-2015
غصون سليمان

يبدو أن بعض الأسر السورية قد فهمت تعليمات وتعاميم وزارة التربية فيما يخص اللباس المدرسي بشيء من الفوضى وبشكل مقلوب ، حيث أبدت الوزارة مرونة تامة خلال سنوات الحرب العدوانية على بلدنا وتأثر جميع القطاعات سلبا وعلى جميع المستويات الفكرية والمادية والإنتاجية ،

وقد ساهمت مراعاة وضع الأسر وعدم التقيد بحذافير وضوابط اللباس المدرسي بتخفيف الضغط والأعباء الكبيرة النفسية والاقتصادية ،ووزارة التربية لغاية اليوم تراعي هذه الظروف ..‏

إلا أن المستجد عند البعض من الأهالي والطلاب هو حالة التمرد والفوضى وقلة الحياء عندما تطلب بعض إدارات المدارس من جميع الطلاب بوجوب الالتزام باللباس المدرسي ولاسيما البنطال الكحلي ذي المواصفات المحددة والبعيدة عن الموضة والبرستيج والأسعار الكاوية ،وهو متوفر ولايحتاج لجهد كبير من العناء لشرائه ، حتى تأتي هذه السيدة أو تلك وتدخل إلى حرمة بعض المدارس لتعرض وبعلو الصوت والتبجح أن ابنها او ابنتها لن يلتزما بالمطلوب من هيبة الانضباط والذي عنوانه السلوك الحسن واللباس المدرسي الكامل والمتكامل..‏

مع العلم أن هناك قدرة لدى هؤلاء المتمردين على أبسط أدبيات التعليم على شراء بنطال الجينز بثلاثة آلاف ليرة سورية وأكثر وهذه بنظرهم لايكون فيها عبء مادي واقتصادي ولايؤثر على المظهر العام لشكل الطالب الذي أصبح اليوم يتباهى بطول شعر الرأس ونوع القصات والموديلات والماركات وألوان التكسيمات والتكسيرات المتراكمة على البنطال وغيره من الألبسة الأخرى من قميص زهري أو كحلي ..‏

إن التقيد بجمالية اللباس وبساطة نوعه ودلالاته الانضباطية يعطي أول نتيجة بالأهمية هو غياب التفاوت الطبقي الذي أصبح باديا من خلال فوضى اللباس من الحذاء إلى القميص ، والأمر الآخر آن الأوان أن تعود هيبة المدارس إلى سابق عهدها واحترام المعلم والمدرس وشخصية الطالب كل على السواء .. وألا يستغل أحد تساهل مؤسسات الدولة وفي مقدمتها وزارة التربية فهمها ودرايتها ومراعاتها لظروف الناس التي شهدت الويلات من القهر والفقر والتشتت ، ليأتي البعض من ذوي النظرة الضيقة ويضرب بسلوكه غير المتوازن مزايا وإيجابيات النظرة الرحيمة للقائمين على العملية التعليمية..‏

إن الانضباط وتقويم السلوك وتعاون الأهل مع إدارة المدرسة بشكل صحيح وسليم ، يؤدي إلى نجاح وراحة النفس والايجابية الفعالة التي تزيد في المردود والتحصيل الدراسي وتكامل الادوار بين الاسرة والمدرسة...‏

مرة أخرى نؤكد مع الإصرار على ماواجهناه من انفلات وفوضى ملونة ومؤثرة سلبا على كامل المجتمع السوري آن الأوان لان تستعيد المدارس هيبتها والمدرس والمعلم احترامه والطالب نظامه الانضباطي بالاجتهاد والطاعة والسباق لتقديم كامل الإمكانيات التي يمتلكها هذا الجيل من علم وقدرة وطاقة وجهد تصب جميعها في خدمة الوطن والصالح العام..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية