|
عين المجتمع تحيي تلك الذكرى دماء جديدة طاهرة تروي أرضاً طالما ردت طامعين و غزاة على مر العصور ، و مع كل إطلالة لشهر تشرين نصر نحن كسوريين على تحدي الطبيعة بأوراق خريفية ليست متساقطة ضعفاً ، و أشجار ليست عارية ذلاً ، و أرواح صامدة لا تعرف اليأس أو الهروب إلى سبات شتوي ، حيث الاستكانة و التعايش مع عدو تغلغل إلى مدننا و أحيائنا ليستبيح خصوصيات بيوتنا و ينتهك حرمة أماننا . ما زال جيشنا العربي السوري يثبت للعالم أجمع أنه جيش أسطوري لا ُيقهر و لا يُهزم مهما اشتدت الضغوطات و طال أمد التحديات ، و أنه سيدون في سجل التاريخ ملحمة جديدة تكون امتدادا لتشرين التحرير من عدو غاشم مدعوم من قوى استعمارية كبرى ، و التي تعاود الكرة اليوم و على نفس الجبهة الحصينة لتدنس حرمة شامنا و تطال شموخ قلعة حلب و تقهر الفرات وتؤرق مضجع زنوبيا و تزيد أنين و لوعة نواعير حماة ، و لكن هذه المرة بأدوات جديدة غارقة في مستنقع الخيانة و متمرغة في وحل التآمر غرباً و عرباً ، فكانت و لا تزال إرادة المواجهة هي الخيار الوحيد الذي ورثه أبناء الجولان و جبل الشيخ من جنود في الجيش العربي السوري الباسل ، و كما كان الانتصار قدراً محتوماً في تشرين التحرير ، كذلك نحن بانتظار نصر جديد على أيدي قواتنا الباسلة تعيد الأمان إلى كل شبر في أرضنا الطاهرة و سيكون تشرين التحرير شهراً يمتد في أوراق روزنامتنا، لندون في سجلاته: كل يوم انتصار جديد .. |
|