تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ما بعد الحرب غير الساخنة بين روسيا وواشنطن .. حـروب سياسيـة ساخنـة.. ورسائـل تهديـد إلـى مـن لايهمـه الأمـن العالمـي

الثورة - رصد وتحليل
أخبار
الأحد 4-10-2015
ليست حربا باردة مايحدث اليوم بل هي نتائج عقود من الحروب المختلفة الأشكال بين أميركا التي تحاول فرض نظامها الاحادي القطبية وين روسيا التي يولد على يدها ومن البوابة السورية نظام عالمي متعدد القطبية

يملك التاريخ اوراقا ووثائق عن توتر بين واشنطن وأميركا قد يكون أقوى اسبابه محاولة الهيمنة الأميركية على العالم بينما تنطلق روسيا من وجودها العالمي على اسس ومبادئ الشراكة الدولية وما يثبت صحة ذلك هو تلك الفترة مابعد الحرب العالمية الثانية التي انتهجت فيها أميركا نهج الاستعمار بينما بقيت روسيا كيان يحافظ على السلم والأمن العالميين.‏

بين روسيا وأميركا تاريخ طويل من المواجهات كانت تستخدم فيه واشنطن كل طرقها الملتوية لكن موسكو حافظت على ثبات مبادئها حتى توصلت في هذا العام الى انتاج ملامح نظام عالمي جديد احتاج رسما سياسيا وصمودا لسنين وعقود.‏

ما هي الحرب الباردة بين أميركا وروسيا‏

بعد الحرب العالمية الثانية آخذت الحروب الدولية اشكالا مختلفة في ظل غياب حرب معلنة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وقد أطلق على احد أشكالها مصطلح الحرب الباردة لوصف حالة الصراع والتوتر بين البلدين وحلفائهم في منتصف الأربعينيات حتى أوائل التسعينيات حيث اصطدمتا بإعادة بناء العالم خلال السنوات التالية للحرب، وانتشرت الحرب الباردة خارج أوروبا إلى كل مكان في العالم. حيث سعت الولايات المتحدة إلى سياسات المحاصرة للايدولوجية الروسية وسياساتها وحشد الحلفاء خاصة في أوروبا الغربية والشرق الأوسط.‏

صاحبت فترة الحرب الباردة عدة أزمات دولية مثل أزمة حصار برلين 1948-1949 والحرب الكورية 1950-1953 وأزمة برلين عام 1961 وحرب الأميركية غلى فيتنام 1956-1975 و عندها شعر العالم أنه على حافة الانجراف إلى حرب عالمية ثالثة و شهدت الحرب الباردة أيضاً فترات من التهدئة عندما تم تجنب المواجهات العسكرية المباشرة بين روسيا وأميركا لأن حدوثها كان سيؤدي إلى دمار محتم بسبب الأسلحة النووية وهو ماأطلق عليه توازن الرعب .الا ان أميركا بدأت حينها باستخدام حركة طالبان التي دربتها وانشأتها لتحارب روسيا بحجة الشيوعية وانتشارها ومنذ ذلك الوقت بات الارهاب ورقة ارهابية تلوح بها أميركا كلما ضاقت حجتها السياسية لغزو منطقة او تسديد هدف.‏

بدأت المرحلة الأولى من الحرب الباردة في أول عامين بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 حينما عزز الإتحاد السوفيتي وجوده في دول الكتلة الشرقية في حين بدأت الولايات المتحدة إستراتيجية التحدي للاتحاد السوفييتي, بتمديد المساعدات العسكرية والمالية لبلدان أوربا الغربية (على سبيل المثال, دعم الجانب المناهض للشيوعية في الحرب اليونانية ) وخلقت حلف شمال الأطلسي. وكان حصار برلين (1948-49) أول أزمة كبرى في الحرب الباردة وتصدي الأتحاد السوفيتي لبرنامج تحرير ربيع براغ عام 1968 في تشيكوسلوفاكيا كما شكلت حرب فيتنام (1955-1975) مفصلا رئيسيا في هذه المرحلة حيث أنتهت بهزيمة الجمهورية المدعومة من الولايات المتحدة فيتنام الجنوبية .‏

اقتربت الحرب الباردة من نهايتها أواخر الثمانينات وبداية التسعينات. بوصول الرئيس الأمريكي رونالد ريغان إلى السلطة حيث ضاعفت الولايات المتحدة ضغوطها السياسية والعسكرية والاقتصادية على الاتحاد السوفيتي في النصف الثاني من الثمانينات، وقدم القائد الجديد للاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف مبادرتي بيريستوريكا وغلاسنوت اللتين مهدتا لسياسة واشنطن الارهابية في افغانستان اسباب انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 تاركا ً الولايات المتحدة تحاول التأسيس لنظام عالمي أحادي القطب دون شراكة دولية .‏

ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي‏

بعيد انهيار الاتحاد السوفيتي أخذت الولايات المتحدة تتصرف باستهتار، فأقدمت على اتخاذ خطوات كثيرة ترفع من حدة التوترات حول العالم، وتزيد من افتعال الأزمات والكوارث في استهتارها المعهود، حيث عملت على غزو العراق من دون تفويض من مجلس الأمن، بل واستهانت وسخرت حتى من الدول الحليفة التي عارضتها في ذلك الغزو مثل فرنسا وألمانيا وأطلق وزير الدفاع الأميركي السابق رونالد رامسفيلد عليها لقب أوروبا القديمة في سخرية واضحة، كما سعت لاستكمال بناء منظومة الدرع الصاروخي في اوروبا التي تهدد الأمن القومي الروسي و سعت أميركا ايضا بعد إصرارها لفرض خطتها بجعل تركيا الركن الثالث لها بعد بولونيا وتشيكوسلوفاكيا لنشر الدرع الصاروخية على مقربة من الحدود الإيرانية، ولتشمل الخطة لاحقا وضع صواريخ في أذربيجان والقوقاز.‏

وفي سياق متصل لوحت واشنطن لنشر الدرع الصاروخية في الخليج العربي بعد أن بحث مع قادته نشر درع الصاروخية تحت ذريعة حماية المنطقة من الصواريخ الإيرانية، ويمكن اعتبار تصدير هذا الدرع الصاروخي الأميركي إلى دول «مجلس التعاون» جزءا من البرنامج الأميركي لبيع الأسلحة إلى هذه الدول وزيادة الإرباح الأميركية فالكويت قد صرفت في عام ٢٠١٤ أربعة مليارات ومئتي مليون دولار على شراء صواريخ الباتريوت الأميركية كما دفعت الإمارات ٤ مليارات دولار أيضا وقامت السعودية بدفع ١.٧ مليار دولار لتحديث صواريخ هذا الدرع الموجودة لديها وأعلنت أنها ستدفع ٥ مليارات دولار أيضا من اجل تركيب رادارات جديدة على أراضيها وداخل الأراضي البحرينية، أما قطر فهي مجبرة على دفع مبلغ ١٢ مليار دولار ثمنا لامتلاك هذه المنظومة، وكانت السعودية في عام ٢٠١٤ اكبر مشتر للسلاح في العالم وصرفت ٦.٥ مليار دولار على شراء الأسلحة من الخارج وتلتها الإمارات.‏

كما سعت التحكم بمصادر الطاقة في العالم وتحديدا النفط من أركان الهيمنة الأميركية على العالم وتعتبر التجارة بالنفط اكبر تجارة في الأسواق الدولية ولذلك تعتقد أميركا أن سيطرتها على النفط هي مقدمة لسيطرتها على الاقتصاد العالمي والهيمنة على القارة الأوروبية واليابان، وان حاجة أوروبا واليابان والهند إلى نفط الخليج تزداد يوما بعد يوم ولذلك تحاول أميركا التحكم بنفط الخليج لفرض هيمنتها على منافسيها وقد جلبت أميركا أسطولها البحري الخامس إليه وأقامت قواعد عسكرية لها في هذه المنطقة، ويأتي نشر الدرع الصاروخي الأميركي في الخليج في هذا السياق أيضا.‏

أما روسيا فقد حاولت استعادة عافيتها السياسية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بالرغم من كل العراقيل الأميركية التي وصلت الى درجة فرض عقوبات اقتصادية عليى روسيا ، وإرغام دول الاتحاد الأوروبي على سلك نفس الطريق تجاه روسيا.‏

طبعا روسيا الاتحادية لم تأبه لكل هذه العقوبات، وقد ردت عليها بعقوبات مماثلة، فالخاسر الأكبر هي دول الاتحاد الأوروبي التي انجرت خلف السياسة الأميركية كالقطيع.‏

فروسيا الاتحادية لا تقبل بأحادية القطب على الكرة الأرضية، وهي دولة عظمى، ولديها حلفاؤها وتملك القوة الكافية الوافية للرد على أي عقوبات أو انتهاكات لأمنها القومي أو مصالحها الإستراتيجية.‏

ولكن الولايات المتحدة الأميركية ما زالت تضرب بعرض الحائط وتنتهك كل المواثيق والقوانين الدولية التي تحدد العلاقات بين الدول وحل النزاعات التي تحصل بين هذه الدولة أو تلك، والأكثر من ذلك أن الولايات المتحدة الأميركية التي طالما استخدمته ضد روسيا قسمت الإرهاب نوعين، إرهاب شرير وهو الإرهاب الذي لا يتناسب ولا يتماهى مع سياستها، وإرهاب (خير) هو الإرهاب الذي يصب في مصلحتها حين تريد التدخل في هذه المنطقة أو تلك الدولة، وبواسطته تحاول الإطاحة بأنظمة لا تخضع لها أو انتهى دورها او التدخل في دول ذات سيادة كسورية ، كما حدث في مصر وليبيا وأوكرانيا ويوغسلافيا سابقا، وفي اليمن، وطبعا في سورية، هذا ما رفضته وترفضه روسيا جملة وتفصيلا، على لسان رئيسها فلاديمير بوتين أو في تصريحات وزير خارجيتها سيرغي لافروف والدبلوماسيين الروس.‏

فروسيا تعتبر أن حل أي قضية دولية يكون من خلال مجلس الأمن وما تنص عليه قوانين الأمم المتحدة، وأن الإرهاب هو واحد أينما كان ولا يوجد إرهاب خير وآخر شرير.‏

طبعا روسيا دائما تدعو لإيجاد لغة مشتركة حول القضايا الدولية مع الولايات المتحدة الأميركية، مع احترام سيادة الدول في حل أي مشكلة إن كانت سياسية أو عسكرية.‏

لكن الولايات المتحدة الأميركية ربما لم تستوعب الرسائل التي أرسلتها روسيا لها خلال السنوات الأربع الماضية وحتى يومنا هذا، والتي تجتمع في فحواها أن موسكو لن تتخلى عن أهدافها الإستراتيجية ولأن تفاوض على أمنها القومي وبأن حلفاؤها خط أحمر.‏

رسائل أرسلتها روسيا إلى الولايات المتحدة الأميركية والغرب من البحر المتوسط، وتحديدا من المياه الإقليمية السورية، حيث ترسو السفن الحربية الروسية بهيبتها وقوتها وجبروتها، رسائل من مجلس الأمن، ومن القرم، ومن جنوب شرق أوكرانيا، وأخيرا من الساحة الحمراء التي أذهلت العالم بعرضها العسكري الأضخم والأقوى في تاريخ روسيا.‏

واشنطن تخشى أن تكشف المقاتلات‏

الروسية في سورية أسرار «اف 22» الأميركية‏

ترجح دائرة الاستخبارات الجوية الأميركية أن تكون روسيا قد تعمدت في عملياتها الجوية في سورية استخدام مقاتلات سو-30 اس ام ، و سو-34 لكشف أسرار تحيط بطائرة إف-22 الأميركية.‏

وفي هذا الصدد نقلت روسيا اليوم عن مجلة ناشيونال اينتيريست أن القوات الجوية الأميركية متوجسة من احتمال أن تستغل روسيا الزحام الجوي في الأجواء السورية لجمع أي معلومات تحيط بطائرة إف-22 رابتور الأميركية الخفية عن الرادار.‏

ونقلت المجلة عن مصدر مطلع في الاستخبارات الجوية الأميركية أن العملية الروسية في سورية ستتيح اختبار روسيا طائرتي سو-30 أس أم ، و سو-34 المتطورتين في غارات حقيقية لتحذو بذلك حذو الولايات المتحدة التي هي الأخرى تستخدم طائرتها رابتور في أجواء سورية لأجل نفس الغرض.‏

وبين الأهداف الأخرى من وراء استخدام روسيا طائرتيها الجديدتين حسب المتحدث، الحصول على أي معلومة تتعلق بالطائرة الأميركية رابتور .‏

وأوضح المصدر أن استخدام روسيا أجهزة رصد التعرض للشعاع الراداري الجوية يتيح لها الكشف عن طبيعة رادارات طائرة رابتور كما هي. وأضاف أن هذه الطريقة ليست سبيلا تقليديا في جمع المعلومات الرادارية عن الخصم وإنما يمكن بهذه الطريقة أيضا الكشف عن كيفية عمل أجهزة رصد التعرض للشعاع الراداري الجوي التي زودت بها الطائرة الأميركية.‏

وأوردت المجلة أن وجهة النظر التي كشف عنها متحدثها لم تلق تأييدا واسعا بين الخبراء الذين استطلعتهم، حيث أكد أحد الخبراء الأمريكيين أن الروس ينتهجون طرقا أخرى للكشف عن رادارات الخصم الجوية ويستخدمون طائرات على غرار إيل-20 ام لمثل هذه الأعمال.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية