تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ماذا ينتظر القادم إلى البيت الأبيض?

نيويورك تايمز
ترجمة
الاربعاء 12/3/2008
ترجمة: خديجة القصاب

كيف تستطيع برامج الرئيس الأميركي القادم الانتخابية معالجة كوارث حرب العراق? يعتبر هذا السؤال الأكثر أهمية وإلحاحاً على صعيد السياسة الخارجية لواشنطن خلال حملة انتخابات الرئاسة الأميركية للعام الحالي لكن في هذا المجال ليس التساؤل الوحيد الذي ينتظر الناخبين الأميركيين إجابته,

فقد طالت مساوىء إدارة الرئيس بوش الابن أكثر من قضية العراق بعدأن ضرب عرض الحائط بالاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها واشنطن سابقاً, وخدع وتنكر لأصدقاء الولايات المتحدة القدامى ودعم مواقف أعدائها التقليديين والحديثين على حد سواء لذلك يحتاج الأميركيون قبل اختيار رئيسهم القادم معرفة كيف يخطط ذاك المرشح أو تلك المرشحة إلى البيت الأبيض لبناء القوة العسكرية اليوم وتفعيل أخلاقياتها غير المستقرة اليوم? ثم كيف سيواجه الرئيس القادم التحديات المستعصية في العالم حولنا?‏

وها هي قائمة بالقضايا المطروحة أمام المرشح لانتخابات الرئاسة الأميركية:‏

أولاً: بالنسبة لقضية الزعامة الدولية: تحول إعجاب شريحة كبيرة من الناس بالولايات المتحدة على اعتبارها منارة للقيم إلى شكوك ومخاوف من سياساتها مؤخراً, أي خطوات يفترض أن يتخذها المرشح لإعادة إحياء سمعة الولايات المتحدة وقدرتها على لعب دور قيادي? وهل سيقدم هذا المرشح بعيد فوزه على إغلاق معتقل غوانتانامو والإيفاء بتعهداته إزاء المعاهدات الدولية كمعاهدة التغير المناخي وممارسة الضغط على مجلس الشيوخ لدفعه للمصادقة على معاهدة حظر إجراء تجارب نووية?‏

ثانياً: الصين: أي علاقات سيقيمها الرئيس الأميركي القادم مع قوة الصين المتنامية وكيف سيدير المرشح للبيت الأبيض السباق المتوقع على الصعيد العسكري مع الصين في الوقت الذي يطالب من تلك الأخيرة إجراء إصلاحات ديمقراطية وكيف يستطيع كل من هؤلاء المرشحين إقناع حكومة بكين المشاركة في تفكيك برنامج كوريا الشمالية النووي واحتواء طموحات إيران النووية ولعب دور بناء في أزمتي كل من السودان وبورما?‏

ثالثاً: حظر انتشار الأسلحة النووية: تنكر الرئيس بوش الحالي لمعاهدة الحد من التسلح وعمد إلى تزويد الهند بالتكنولوجيا النووية ليطل السؤال هل يمتلك المرشحون للرئاسة الأميركية خططاً عملية للحد من انتشار الأسلحة النووية وهل يتعهد هؤلاء بتقليص ترسانة الأسلحة النووية الأميركية وهل يمتنعون عن القيام بتطوير أسلحة نووية جديدة فيسعون لإقناع موسكو بالسير على خطاهم?‏

رابعاً: روسيا: تحتاج واشنطن للتعاون بشكل أكثر فعالية مع موسكو بالنسبة للقضايا الأكثر خطورة في العالم, أي سياسة سيتبناها المرشح إلى البيت الأبيض بالنسبة للعلاقة بين الولايات المتحدة والقوة الروسية الضاربة?‏

خامساً: نفقات الدفاع: وصلت الميزانية العسكرية الأميركية السنوية إلى حدود 500 بليون دولار أميركي يقتطع منها (200) بليون دولار للحرب في كل من العراق وأفغانستان أي بزيادة مقدارها 62% في معدل الإنفاق وذلك على امتداد ولاية بوش الابن وعلى المدى المنظور لا يبدو أن هناك احتمالات لتقليص تلك الميزانية فالقطاع العسكري الأميركي سواء المتعلق بالمعدات الحربية أم بالجنود يعاني من إجهاد شديد فحتى لو تعهد حاكم البيت الأبيض القادم بانسحاب سريع من العراق فسيطالب هذا الرئيس بتخصيص ميزانية ضخمة لإصلاح ما لحق بالعراق من دمار جراء احتلال القوات الأميركية لأراضيه وذلك لضمان استعداد هذا البلد العربي لمواجهة أي خطر جديد يتهدده فأي من برامج التسلح الأميركية سيعمد المرشحون للرئاسة الأميركية إلى طيها وأي مكاسب جديدة سيسعون للحصول عليها وهل سيجعل البنتاغون إعمار العراق مهمته الرئيسية? وهل يجب أن تقوم وزارة الخارجية الأميركية بدور أكبر لإعادة بناء مخلفات ما بعد انتهاء حربي العراق وأفغانستان?‏

سادساً: استخدام القوة: يحتفظ رؤساء الولايات المتحدة الأميركية كافة بحقهم في القيام بعمل عسكري يهدف لحماية مصالح بلادهم القومية, أي دروس استخلصها المرشحون إلى البيت الأبيض من حرب العراق بالنسبة لاستخدام القوة? وهل يؤمن هؤلاء بمبدأ الضربات الاستباقية وماذا بالنسبة لتقديم المساعدات الانسانية لكل من العراق وأفغانستان?‏

سابعاً: قضية الإرهاب: هل مكافحة الإرهاب تستدعي المجابهة العسكرية وهل يجب أن تدعى حرباً? كيف يستطيع المرشحون إلى البيت الأبيض تحسين القدرات الاستخباراتية الأميركية بمزيدٍ من التعاون مع دول العالم?‏

ثامناً: قضية الشرق الأوسط: ماذا يمكن أن تفعله كل من واشنطن وتل أبيب والدول العربية والسلطة الفلسطينية لإنجاح مبادرة السلام التي أطلقها الرئيس بوش من مؤتمر أنابوليس? هل بالتسليم بإحكام حركة حماس سيطرتها على قطاع غزة? وهل إقامة دولتين فلسطينية وأخرى إسرائيلية مشروع قابل للحياة? كيف تستطيع الولايات المتحدة في آن واحد حماية إسرائيل وتشجيعها لمناقشة قضية ترسيخ السلام مع الفلسطينيين?‏

تاسعاً: إيران: ماذا سيمنح المرشحون للبيت الأبيض لجمهورية إيران الإسلامية مقابل التخلي عن برنامجها في تخصيب اليورانيوم? في حال أبدت (طهران) عدم رغبتها في ذلك هل سيكون هناك خيار عسكري حقيقي?‏

عاشراً: كوريا الشمالية: منذ أن تسلم بوش زمام السلطة في واشنطن وبيونغ يانغ تقوم بإجراء تجارب على أسلحتها النووية فهي تنتج ما يكفي من الوقود لتزويد عشرة وأكثر من أسلحتها النووية ومؤخراً تم تأجيل الاتفاق بشأن تفكيك برنامجها النووي فهل يستمر المرشحون في الانتخابات الرئاسية الأميركية بإجراء مباحثات مع بيونغ يانغ وهل ستقدم لها حوافز إضافية لدفعها للتخلي عن تجاربها النووية أم أنهم يتطلعون إلى استخدام أساليب أخرى بغية الضغط عليها?‏

خلاصة القول تبقى قضية العراق الشغل الشاغل لمرشحي الرئاسة الأميركية إذ يحتاج الناخبون معرفة ماذا سيفعل كل مرشح منذ اليوم الأول لتوليه زمام السلطة في واشنطن وفيما إذا خطط لبقاء القوات الأميركية في العراق أم سيعمل على سحبها? وكيف سيتم إجراء تسوية هناك? وماذا سيفعل المرشح للتأكد من أن الفوضى التي تعم العراق حالياً لن تنتشر عدواها خارج الحدود العراقية لتطول دولاً أخرى?‏

يستحق الشعب الأميركي الاستماع لأجوبة مرشحيه إلى البيت الأبيض قبل الذهاب إلى صناديق الاقتراع.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية