تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مراهقتها .. حقيقة مخبأة تحت الجلد..

امرأة
الاربعاء 12/3/2008
التمرد, حب الحياة, التشبث بالحلم وهيمنة الرومانسية كل هذا يجتمع في بوتقة عمر المراهقة, حين يبدأ الإنسان مرحلة جديدة من عمر الصبا ليودع عمر الطفولة, ويجد كل من حوله يحاربه مرة ويجاريه مرة أخرى تحت لافتة عمر المراهقة.

ولكن حين يمتد العمر ويصل الإنسان إلى الأربعين هناك حالات متعددة يطلق عليها عودة الرجل للمراهقة, حين يبدأ حياة عاطفية جديدة يتخيلها أحياناً ويمارسها أحياناً أخرى, ينظر له المجتمع بالإعجاب طوراً وبالسخرية أو الشفقة تارة ويبرر له أفعاله واصفاً إياها بالعودة المؤقتة لمرحلة المراهقة يستيقظ بعدها ويعود إلى رشده أو أنها مجرد نزوة سرعان ما يتعافى من عقابيلها. ولكن ماذا عن المخلوق الآخر ونقصد به المرأة لنحاول فتح الستار عن حقيقة هذا الآخر.‏

فالمرأة أيضاً تمر بمرحلة مراهقة ما بعد الأربعين وإن كانت مراهقة يستذكرها المجتمع ويعتبر التفكير بمثل هذا الموضوع خطأ كبيراً إن لم يكن خطيئة ولأن الموضوع هو كشف الستار عن حقائق نفسية مخبأة تحت الجلد فهي بالتالي حقيقة تعيشها المرأة كما يعيشها الرجل.‏

في السطور الآتية حكايا تسردها نساء تعدين الأربعين وعشن مرحلة المراهقة من جديد إما إحساساً وإما حلماً أو ممارسة منهن من اعترفت علانية بحقها في الحياة ومنهن من استنكرت مجرد النقاش في هذا الموضوع لكن الحقيقة موجودة وعلينا عدم التهرب من التعرض لها.‏

السيدة منال 45 عاماً: لا أدري لماذا تعتبرون التجدد والإحساس بالحب والحياة في هذه المرحلة العمرية مراهقة وتضيف السيدة منال: توفي زوجي منذ سنوات طويلة وبقيت وحيدة بعد زواج ابنتي, أحد أقاربي أخذ يتقرب مني رغم تجاهلي المستمر له إلا أنه مع مرور الأيام كنت أشعر بأنني بدأت أبادله الشعور فكان التوتر والخجل وخفقان القلب الشديد لدى رؤيته أبرز ملامح هذا الإحساس الجميل الذي أضفى على حياتي التي بدأت تسيطر عليها الكآبة والوحدة مزيداً من الألق والدفء, بل جعلني ذلك أعيد الاهتمام أكثر بأناقتي وتصرفاتي وتستدرك السيدة منال: حاولت أن أصرف بعيداً هذا الإحساس لكني لم استطع رغم أنني أصبحت جدة وأنا على أبواب منتصف الأربعين وحتى لا يلومني المجتمع والناس قررت الابتعاد عنه كلياً وفعلت لكن الحقيقة الوحيدة هي أنني أحببت بعد الأربعين وعشت المراهقة مرتين في حياتي.‏

أما أم أحمد فاستهجنت الموضوع جملة وتفصيلاً وأردفت: على المرأة أن تسكن إلى بيتها وعائلتها في هذه السن, فأنا لا أتخيل نفسي في هذه السن أعيش تلك الأحاسيس التي عشتها في سن الثامنة عشرة وأعتبر أن من تعيش مراهقة ما بعد الأربعين هي إما امرأة عانت في حياتها من الحرمان العاطفي وإما أنها امرأة مريضة نفسياً.‏

بين الإنكار والاعتراف تباينت الآراء حول هذه الحقيقة الإنسانية الموجودة التي اعتبرتها كثيرات اختزالاً لوهم الشباب والصبا والجمال بينما اعتبرتها أخريات من علامات يوم القيامة.‏

ولكن يبقى أن مراهقة المرأة بعد الأربعين موجودة والموضوع إنساني بحت يحتاج إلى عدم استنكاره أو اعتباره خارجاً عن الطبيعة فما رأيك عزيزي القارىء?‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية