|
معاً على الطريق في ذلك الصباح الكتيم انهالت علي اتصالات الأصدقاء تسألني ماذا فعلت ,حين كان لوذعي عابر للأيديولوجيات والولاءات يترغل على شاشة الأل بي سي ويطوي البيد طي ,بعد أن نقلت جريدة الحياة قسماً من المقال على اعتبار أنه موقف دمشق من الانتخابات الرئاسية اللبنانية ,ما استدعى اتصالاً مع مراسل المحطة والجريدة في دمشق لاستيضاح الأمر ..لكن الضيف الصباحي كان قد سدد أغلب كراته الفكرية السياسية ووقع فأسه التحليلي فوق رأسه التنظيري. أقول هذا بعد ثلاثة أشهر لأطلعكم متأخراً على نموذج من ضحالة الراهن اللبناني,فقد هددوا وأرعدوا بانتخاب رئيس بمن حضر, وجلّ ما فعلوه انتظار لقاء عابر وورقة دعوة لقمة وارتعاش أمام بارجة مثقوبة..ما هم,إذا كان هذا الفريق يعتمد على أنتينات وليد جنبلاط وقرون استشعاره السياسية فالفرج آت ..لكن للمعارضة, فمنذ أن أقنع برنار إيميه أبو تيمور بأن الجغرافيا السياسية تنزلق في الشرق الأدنى وعليه أن يلحق بوولفويتز باتت قراءات البيك وأنتيناته صدئة وتحمل قدرا عاليا من ذبذبات الخشخشة ,تفوق الإعلام الرسمي العربي برمته . أقول هذا على أبواب القمة التي صرخ غلمان العروبة اللبنانية المتفينقة بأن العرب الأصايل لن يحضروا إلى دمشق من دون رئيس لبناني ,وتبين بعدها أنهم آتون وجلّ ما في الأمر كيفية دعوة لبنان إليها..وهذا طبعاً حق للبنان ,ولكن أي لبنان ?.. النصف الذي يحكم مربع السرايا والمربعات المشيخية الأخرى وفندق الأفكار الكبرى الذي يؤوي الزخم الأكثري, أم لبنان المعارض ? أم الاثنان معاً حتى تتجلى الوحدة( الوتنية) ولهذا أقترح على القيادة السورية دعوة السيدة نايلة معوض وزغلولها ميشال لتمثيل لبنان,فهي وزيرة ومارونية وأن يدعوا لها آل معوض من أقربائها في محافظة حمص بعد أن أضناها التعب في البحث عنهم زلفى أيام اللولو السورية في بلاد الأرز , وذلك كي يجتمع الشمل في القمة. لكن لا بد من بعض الجد ,وهنا أتوجه للرئيس نبيه بري لكي أخالفه في رأيه الذي صار لازمة طيلة الفترة الماضية وهو أن الوضع في لبنان سيرتاح إذا ركبت معادلة (س- س) أي السعودية ذ سورية على السكة. لا أعتقد أن هذا هو سبب الاستعصاء اللبناني, لأن الأمر ليس شخصياً كما يحلو لبعض زوار الرياض نقله..,إنه خلاف في الخيارات والتوجهات والمقاربات للتموضع العربي حيال الإدارة الأمريكية... على سبيل المثال ماذا تقول السعودية إذا استقبلت البحرين معارضين لها وطالبوا بوش باستخدام القوة ضد نظامها? أو ماذا تقول القاهرة إذا فعلتها الخرطوم ..ناهيك عن تفليت الأبواق والفضائيات والأقلام الشر..يفة. إنها ليست معادلة س- س المبنية للمجهول, فالموضوع معلوم مثل (ب.ب) أي بريجيت باردو أو (ك.ك) أي كلوديا كاردينالي أو (ط. ط) وهذه فسروها أنتم. لا ..الأزمة في بنيوية الخيارات العربية على خط الصراع الرئيسي..لقد أكثرتُ من الجدية و..زهقت وملّيت. عذراً أخيراً على سماجتي هذا الأسبوع فالانتخابات الرئاسية اللبنانية مؤجلة يمكن حتى الصيف,وقتها أفتح فنجان القهوة الصباحي لأستطلع فيه مع ميشال نوستراداموس حايك تأجيلاً آخر... *كاتب لبناني ghassanshami@gmail.com |
|