|
مجتمع ويعتبرهما مرجعاً ثابتاً يعول عليه في توجيهه وإرشاده إلى سواء السبيل, مايمنحه الطمأنينة والاستقرار العاطفي الذي يؤسس لبناء ثقة قوية بالنفس, في جو أسرّي سليم, إنه محبوب, ينال نصيبه التام من الحنان والرعاية من غير أن ينحاز لأحد والديه, طمعاً بالاهتمام والحب, وبحثاً عن الأمان والاستقرار. كما توفر له هذه المرجعية توجيهاً متناسقاً..يتناغم مع نضجه وحاجاته بدلاً من أن تتجاذبه أهواء ومشاجرات ومناكفات عائلية تعوق نموه السليم. - ويلاحظ الطفل بوساطة بصيرته الثاقبة, خلو علاقة والديه من العاطفة كما لو كانا يعيشان تحت سقف مشترك نتيجة مؤثرات مختلفة (اجتماعية - اقتصادية أو سواها). وخصوصاً عندما يعجزان عن فصل زواجهما عن واجباتهما الأبوية. يقول الأستاذ نبيل صافية (أستاذ في التربية وعلم النفس) وعضو الجمعية السورية للعلوم النفسية والتربوية: تعدّدت النظريات التربوية والنفسية التي درست أثر الحب على الأسرة والأبناء, وكان منها دراسة ماسلو وسكيرفين وكريتلي وسكوارز ونيمير ووليام جود وغيرهم, وقد أجمعت معظم تلك الدراسات على أن الأسر التي تسود فيها حالات الحبّ والرّضا عن الذات تقلّ لدى أبنائها حالات الاكتئاب أو القلق أو الإحباط واليأس وخيبة الأمل أو سواها من المشكلات النفسية التي يعاني منها معظم الأبناء الذين تكثر لدى أوليائهم حالات الصراعات الشديدة أو هيمنة أحدهما على الآخر, ولعلّ الحبّ يمثل ظاهرة اجتماعية تؤلف بين الجماعات وتذيب مابينها من فروق, ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن الحبّ المتبادل بين الوالدين له آثار نفسية في مختلف جوانب حياة الأبناء, فالأسرة التي تربطها أواصر الحبّ تدفع أبناءها لتحقيق التفوق في مختلف جوانب الحياه, وقد يجد فيها الأبناء البيئة الملائمة لمزيد من التحصيل والاعتماد على النفس, وهي تعزّز لديهم المساواة والتعاون وحرية إبداء الرأي بعيداً عن التسلّط والقمع والكبت فتسود بعض أجواء التعامل الراقي بنوع من الديمقراطية في التعبير, وتقوم العلاقة على الودّ والصداقة وتكوين الاتجاهات الإيجابية من الحياة. |
|