|
مجتمع وغيرها من التسميات التي تذكر في ميدان صعوبات التعلم الذي يعد من أكثر ميادين التربية الخاصة تطوراً, ولايعني أن الطفل الذي يعاني من صعوبات هو طفل غير مفيد, بل على العكس من ذلك, فهناك كثير من العلماء والمشاهير الذين قدموا إنجازات عظيمة وكانوا يعانون من صعوبات تعلم مثل: ألبرت أنشتاين الذي أبدع في علم الرياضيات, فقد تأخر في إنتاج الكلام, وكان ضعيفاً في الجوانب الأكاديمية الأخرى, وكذلك أديسون المخترع الأمريكي, فلم يكن قادراً على التعلم في المدرسة وكان آخر تلميذ في التحصيل الدراسي في صفه, وكان ينعت بأنه غبي, وغيره الكثير. فالأطفال الذين يوصفون بأن لديهم صعوبات في التعلم, لاتظهر عليهم أعراض عقلية وجسمية غير طبيعية, ولايعانون من أي إعاقة, ورغم ذلك فهم يواجهون صعوبة في عملية التعلم ولاسيما للمهارات الأساسية كالانتباه, والتركيز, والقراءة, والكتابة, وغيرها. ويصفهم المدرسون بأنهم أطفال من الصعب تعليمهم, وأنهم غير قادرين على النجاح في المدرسة كالأطفال العاديين. فبهدف التعريف بهذاالمرض الخفي وبغية توعية الأهالي به لكشفه مبكراً وبالتالي علاجه أقامت الجمعية السورية للعلوم النفسية الأسبوع الماضي دورة تدريبية لمدة ثلاثة أيام شارك فيها خبراء من الأردن بحضور أكثر من 82 متدرباً ومتدربة من جميع محافظات القطر, وذلك بغية الاطلاع على أسباب هذه الإعاقة وكيفية تشخيصها وعلاجها. ليست إعاقة عقلية أكد المحاضرون في بداية الدورة التدريبية أن صعوبات التعلم متعلقة بخلل وظيفي في الجهاز العصبي يظهر تأثيرها في المهارات الأكاديمية, ولاتكون الصعوبات التعليمية بسبب الإعاقة العقلية, أو الحسية, أو اضطرابات السلوك. ثم قام المحاضرون بتعريف صعوبات التعلم, حيث أكدوا أن العالم كيرك كان أول من بدأ الجهد في عام 1962م, ثم تضافرت الجهود بعد ذلك من قبل المختصين, وقد عرفت الصعوبات التعليمية التي يواجهها الطلبة بأنها مجموعة متغايرة من الاضطرابات النابعة من داخل الفرد, التي تعود إلى خلل وظيفي في الجهاز العصبي المركزي, تتجلى على شكل صعوبات ذات دلالة في اكتساب وتوظيف المهارات اللفظية وغير اللفظية والفكرية, تظهر في حياة الفرد, مرتبطة بما لايعتبر في عدادها من مشكلات في التنظيم الذاتي والتفاعل الاجتماعي, وقد تكون متوافقة بما لايعتبر سبباً لها من إعاقات حسية أو عقلية أو انفعالية اجتماعية, ومن مؤثرات خارجية كالاختلاف الثقافي أو التعليم غير الملائم. وعرفت صعوبات التعلم على أنها تأخر أو اضطراب أو تخلف في واحد أو أكثر من عمليات الكلام, واللغة, والتهجئة, والكتابة, أو الحساب, ومايتصل بها من مهارات التواصل اللازمة للتفاعل الاجتماعي, نتيجة لخلل وظيفي في الدماغ أو اضطراب عاطفي أو مشكلات سلوكية, ويستثنى من ذلك الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعليمية ناتجة عن حرمان حسي أو تخلف عقلي أو حرمان ثقافي. 10% من الأطفال يعانون من صعوبات تعليمية أوضحت الدورة أن نسبة انتشار صعوبات التعلم تختلف باختلاف نتائج الدراسات والأبحاث, ولاسيما مايكتنف مفهوم الصعوبات التعليمية من غموض, وكذلك لعدم الاتفاق على تعريف واحد لصعوبات التعلم, وطرق التشخيص المستخدمة, فالبعض يعتقد أن نسبة حدوث صعوبات التعلم لاتتعدى (1%), في حين يعتقد آخرون أن النسبة قد تصل إلى (30%) وأجرى مايكل بست (1969), دراسة في ولاية الينوي في الولايات المتحدة الأمريكية عن نسبة شيوع صعوبات التعلم في الصفين الثالث والرابع الابتدائيين, حيث تبين أن مانسبته (7%-10%) من طلبة المرحلة الابتدائية يعانون من صعوبات تعليمية. وأجريت دراسة قام بها البيلي ورفاقه في دولة الإمارات العربية المتحدة, على تلاميذ الصف السادس الابتدائي, واشتملت العينة (1008) تلاميذ, وأظهرت النتائج أن ما نسبته (13.79%) من الطلبة يعانون من صعوبات تعليمية, باعتبار التباعد بين الأداء الأكاديمي ومستوى القدرة العقلية محكاً للتصنيف. أما في الأردن, يشير قسم الإحصاء والمعلوماتية في وزارة التربية والتعليم إلى أن عدد الطلبة في المدارس الأساسية هو (1,082,642) طالباً وطالبة, حسب إحصاء عام ( 95-96), ولنفترض أن نسبة (1%) هي النسبة الممثلة لصعوبات تعليمية في المرحلة الأساسية فهذا يعني أن عدد الطلبة الذين يعانون من صعوبات تعليمية في المرحلة الأساسية هو (10.820) طالباً وطالبة, وهذا يقتضي إجراء دراسات لتحديد حجم هذه الظاهرة في مدارسنا. إذا فلا يوجد هناك نسبة متفق عليها للذين يعانون من صعوبات التعلم, بيد أننا يمكن أن تعتبر أن النسبة المعتمدة عموماً هي (2-3%). القراءة واللغة جوهر صعوبات التعلم أكد المحاضرون أن ميدان الصعوبات التعليمية يضم حالات متعددة وواسعة, ذهب البعض إلى أن مشكلات القراءة واللغة هما جوهر الصعوبات التعليمية, في حين قال آخرون إن الصعوبة في الانتباه هي التي يجب الانتباه إليها وأخذها بعين الاعتبار, ورأى قسم آخر أن الاضطرابات النفسية الأخرى كمشكلات الذاكرة مثلاً هي الأساس أيضاً, وعليه يمكن تصنيف صعوبات التعلم إلى قسمين هما: صعوبات التعلم النمائية, وصعوبات التعلم الأكاديمية. وأضاف المحاضرون إن صعوبات التعلم النمائية تشتمل على مهارات مختلفة يستخدمها الطالب لأجل التحصيل الدراسي, فهو بحاجة إلى تطوير قدرته على الإدراك والتناسق العيني واليدوي والحركي وغيرها لكي يستطيع كتابة اسمه مثلاً, وبحاجة إلى ذاكرة ولغة وتفكير وتركيز لكي يتعلم القراءة والكتابة, فعندما تضطرب هذه الوظائف بشكل واضح فالطفل معرض لصعوبات في تعلم الكتابة أو القراءة أو حل المسائل الحسابية. أما صعوبات التعلم الأكاديمية فهي تصيب الأطفال الذين يكون تحصيلهم الأكاديمي متأرجحاً, فتارة يحصلون على علامة جيد في موضوع ما, وتارة أخرى يحصلون على علامة منخفضة في نفس الموضوع, ومن الصعوبات الأكاديمية مايلي: -صعوبة في القراءة: مهمة جداً فلا يقتصر أثرها على مادة واحدة فقط, بل يتعدى ويؤدي إلى الفشل في المواد الأخرى, والضعف في التمييز البصري يسبب صعوبة عند الطلبة, فلا يستطيع التفريق بين الحروف المتشابهة مثل (ج, ح, خ) و(ب, ت, ث) أوبين الكلمات مثل (راد,زاد) و(خاب, خان). -صعوبة في الكتابة: تعد مهارة الكتابة المهارة العليا في هرم تعلم المهارات والقدرات اللغوية, تسبقها مهارات الاستيعاب والتحدث والقراءة , فإذا كان الطفل يعاني من مشكلات وصعوبة في هذه المهارات الثلاث الأولى, فإنه غالباً سيعاني من صعوبة في مهارة الكتابة بأقسامها الثلاثة هي: -الخط , و الإملاء, و الإنشاء, و صعوبة في التهجئة, وصعوبة في الحساب: |
|