|
ساخرة - خيراً يا دكتور? قال الركابي: - أحمل في سيارتي سبع سلاحف برية صغيرة ولدت لتوها, وأشاروا علي إلى أن أبيعها, لكنني لا أعرف أين, وما ثمن السلحفاة الواحدة? قال د. كنج: - ليست مشكلة, في سوق التبن (القريبة من المرجة) تباع الحيوانات, والسلاحف تباع هناك, وأظنهم يشترون السلحفاة الصغيرة الواحدة بخمسين ليرة, وربما أكثر. جمع الدكتور جودة الركابي وطرح وضرب فوجد أن سبع سلاحف بخمسين ليرة للواحدة تجمع ثلاثمئة وخمسين ليرة (بركات ورسن) فلم يكذب خبراً, وركب سيارته (اللانسر) الفستقية اللون, وذهب إلى سوق التبن, وترجل وحمل كيس السلاحف, وبدأ بعرض (بضاعته) على أصحاب المحال هناك, وأصابه الإحباط عندما علم أن السلحفاة الواحدة لا تساوي أكثر من خمس ليرات. وهذه هي السلاحف أمامك بالعشرات, انتق واحدة منها, كان الباعة يقولون, وأعطنا ليرتين ربحاً حلالاً. اكتشف الركابي أن سوق السلاحف ليست رائجة, وأن الدكتور كنج ورطه, لكنه ما دام قد جاء فليبع سلاحفه, وخمس وثلاثون ليرة أحسن من العودة بخفي حنين. قبض د. ركابي المبلغ وعاد إلى سيارته فرحاً بأن مشواره لم يذهب سدى,لكن الابتسامة انطفأت على فمه, عندما وجد مخالفة مرورية ثبتها الشرطي على السيارة لوقوفها في موقع ممنوع, مقدارها مئتا ليرة سورية فقط لاغير. عندئذ صرخ د. ركابي: (لعنة الله على السلاحف وساعتها )! وسبّ فيمن سب كل من كان له علاقة أو نصيحة, أو حتى علم بمسألة السلاحف! من كتاب (شوام ظرفاء) |
|