تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مجنون يحكي.. وعاقل يسمع.. د. الركابي.. والسلاحف

ساخرة
الخميس 18/9/2008
عادل أبو شنب

دهش جلساء بارزون في مقهى (الهافانا) أمثال الأستاذ عبد الرحمن مارديني والدكتور سعيد الكنج والأستاذ مصطفى البحرة والمرحوم هيثم بشير عندما جاءهم الأديب أستاذ الجامعة المتقاعد المرحوم الدكتور جودة الركابي (المعروف بهدوء أعصابه واتزانه إلى درجة أنهم أطلقوا عليه اسم (الفريجيدير)) وهو يحمل على كتفه ملامح مشكلة تقض مضجعه.

- خيراً يا دكتور?‏

قال الركابي:‏

- أحمل في سيارتي سبع سلاحف برية صغيرة ولدت لتوها, وأشاروا علي إلى أن أبيعها, لكنني لا أعرف أين, وما ثمن السلحفاة الواحدة?‏

قال د. كنج:‏

- ليست مشكلة, في سوق التبن (القريبة من المرجة) تباع الحيوانات, والسلاحف تباع هناك, وأظنهم يشترون السلحفاة الصغيرة الواحدة بخمسين ليرة, وربما أكثر.‏

جمع الدكتور جودة الركابي وطرح وضرب فوجد أن سبع سلاحف بخمسين ليرة للواحدة تجمع ثلاثمئة وخمسين ليرة (بركات ورسن) فلم يكذب خبراً, وركب سيارته (اللانسر) الفستقية اللون, وذهب إلى سوق التبن, وترجل وحمل كيس السلاحف, وبدأ بعرض (بضاعته) على أصحاب المحال هناك, وأصابه الإحباط عندما علم أن السلحفاة الواحدة لا تساوي أكثر من خمس ليرات.‏

وهذه هي السلاحف أمامك بالعشرات, انتق واحدة منها, كان الباعة يقولون, وأعطنا ليرتين ربحاً حلالاً.‏

اكتشف الركابي أن سوق السلاحف ليست رائجة, وأن الدكتور كنج ورطه, لكنه ما دام قد جاء فليبع سلاحفه, وخمس وثلاثون ليرة أحسن من العودة بخفي حنين.‏

قبض د. ركابي المبلغ وعاد إلى سيارته فرحاً بأن مشواره لم يذهب سدى,لكن الابتسامة انطفأت على فمه, عندما وجد مخالفة مرورية ثبتها الشرطي على السيارة لوقوفها في موقع ممنوع, مقدارها مئتا ليرة سورية فقط لاغير.‏

عندئذ صرخ د. ركابي: (لعنة الله على السلاحف وساعتها )!‏

وسبّ فيمن سب كل من كان له علاقة أو نصيحة, أو حتى علم بمسألة السلاحف!‏

من كتاب (شوام ظرفاء)‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية