|
دمشق- طهران وقال الرئيس الأسد إن العلاقات بين البلدين قوية جداً ومتينة وأن العلاقة الاستراتيجية التي تربط بين البلدين لم تنشأ من خلال اتفاق قام بعد الثورة الإيرانية بين الإمام الخميني والرئيس حافظ الأسد وإنما نشأت نتيجة أشياء موضوعية وتراكمات لهذه العلاقات أدت إلى علاقة استراتيجية بين البلدين قوامها استقلالية القرار السوري واستقلالية القرار الإيراني.
وبشأن التعاون السوري الإيراني التركي قال الرئيس الأسد: الآن هناك تعاون حقيقي بين هذه الدول الثلاث ولكن لا بد من تطويره ليشمل دولاً أخرى في مقدمتها العراق ونحن دول متجاورة. وحول دور سورية في تمتين العلاقات العربية الإيرانية قال الرئيس الأسد إن هذا الدور في الجانب السياسي كان موجوداً بكل تأكيد منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران وإن هناك عدداً من الدول العربية كانت تشك في موقف إيران تجاه العرب من خلال الفهم الخاطئ للحرب العراقية الإيرانية في ذلك الوقت وأن سورية لعبت دوراً ايجابياً في تبديد هذه الشكوك. ووصف الرئيس الأسد العلاقات بين سورية وإيران بأنها علاقات جيدة جداً وتطورت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية مشيراً إلى الاهتمام الكبير بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين. وحول رؤية سورية لمستقبل المنطقة بعد فشل المشروع الأميركي قال السيد الرئيس نحن بالأساس ضد الرهان على الخارج وأي رهان على الخارج هو رهان فاشل وعندما قلت في تموز 2007 أن مستقبل المنطقة يحدد خلال عدة أشهر كنت أعرف أن القوى التي تفشل وفي مقدمتها الولايات المتحدة ومن معها لا بد أن يلعبوا أوراقهم الأخيرة وهذه الأوراق الأخيرة إما أن تعيد الربح لهم وإما أن يخسروا كل شيء.طبعاً قناعتي كانت بأنهم سيستمرون في الخسارة لأنهم لا يعرفون المنطقة ولا يفهمون حضارة الشعوب وثقافتها. واضاف سيادته رأينا انه يجب ان نكون صانعي مستقبلنا بايدينا في هذه المنطقة. وفيما يلي النص الكامل لحديث السيد الرئيس: في أول إطلالة لسيادته عبر الإعلام الإيراني أدلى السيد الرئيس بشار الأسد بحديث للتلفزيون الايراني تحدث فيه عن عمق العلاقة بين سورية وإيران مشيراً إلى أن الجانب الهام في هذه العلاقة هو استقلالية قرار البلدين المبنية على المبادئ والمصالح. كما تحدث الرئيس الأسد عن الأوضاع الاقليمية والدولية والتطورات في المنطقة والقمة الرباعية التي عقدت في دمشق ورؤية سورية لما يجري في القوقاز والدور الروسي وإمكانية عودة الحرب الباردة. سورية وإيران.. علاقة استراتيجية ورداً على سؤال حول العلاقات الاستراتيجية السورية - الإيرانية قال السيد الرئيس بشار الأسد: إن العلاقات بين البلدين قوية جداً ومتينة وان العلاقة الاستراتيجية التي تربط البلدين لم تنشأ من خلال اتفاق قام بعد الثورة الايرانية بين الامام الخميني والرئيس حافظ الأسد وانما نشأت نتيجة اشياء موضوعية وتراكمات لهذه العلاقات ادت الى قيام علاقة استراتيجية بين البلدين. وأوضح الرئيس الأسد قائلاً: الثورة في ايران أعلنت فور قيامها وقوفها الى جانب القضية الفلسطينية عكس الموقف الايراني السابق الذي كانت له علاقات قوية مع اسرائيل وربما كان اقرب للاسرائيليين من قربه للعرب الجيران الطبيعيين لايران, اضافة الى وقوف سورية لثماني سنوات الى جانب ايران خلال الحرب الظالمة عليها. وأضاف السيد الرئيس: إن ايران كانت دائماً تقف الى جانب القضية الفلسطينية والحق العربي والحقوق السورية ووقفت ضد العدوان الاسرائيلي على الفلسطينيين وعلى اللبنانيين وعلى السوريين, وبشكل خاص في السنوات الاخيرة تعرضت سورية وايران لحملة من الضغوط تحت عناوين كاذبة ومتنوعة, الهدف الاساسي منها هو اخضاع سورية وايران وجعل هذين البلدين يتخليان عن استقلالية قرارهما. استقلالية قرار البلدين واكد الرئيس الأسد أن الجانب المهم في جوانب هذه العلاقة الاستراتيجية بين البلدين هو استقلالية القرار السوري واستقلالية القرار الايراني معربا عن اعتقاده بأن هذا الجانب هو الاهم في وجود رابط استراتيجي بين العلاقتين. واوضح الرئيس الأسد ان هذه الاستقلالية بنيت على مصالح ومبادىء حيث تلتقي المبادىء التي تقوم عليها السياسة الايرانية والسورية مع المصالح السورية والايرانية . لا تعارض بين الانتماء القومي والديني وحول ما اذا كان الاختلاف الايديولوجي بين البلدين يؤثر عليهما قال الرئيس الأسد: لا يوجد أي تعارض بين الانتماء الديني والانتماء القومي, أنا مسلم وانا عربي وأنا سوري, هناك القومية وهناك الوطنية, أنت مسلم وأنت ايراني, لدينا ولديكم مسلم ايراني ومسلم سوري, وربما لدينا بعض الاقليات اليهودية السورية والايرانية, وهناك توافق بين الاثنتين, والدين يدعو للانتماء للوطن ويدعو للانتماء للقومية ولا يدعو للتناقض معها. سورية وتركيا وإيران.. تعاون حقيقي وحول التعاون والتكامل بين مكونات الحضارة الإسلامية العربية والإيرانية والتركية ودور سورية في هذا المجال أكد السيد الرئيس أنه لا يمكن فصل الحاضر عن الماضي مشيراً إلى أن هذه المكونات الثلاثة المهمة كانت موجودة في إيران وتركيا والعراق وسورية وربما في بعض الدول الأخرى المجاورة. وأضاف السيد الرئيس قائلاً: يجب أن نكون صانعي مستقبلنا بأيدينا في هذه المنطقة.. الآن هناك تعاون حقيقي بين هذه الدول الثلاث ولكن لابد من تطويره ليشمل دولا اخرى في مقدمتها العراق ونحن دول متجاورة.. فاذاً ربما يكون العامل الاساسي الذي دفع لهذا الشيء تعلمنا من دروس الماضي وبنفس الوقت اخطاء الاعداء التي اظهرت ان عدم التعاون هو ليس في مصلحتنا.. فاذاً هذا التعاون الآن قائم على المستوى السياسي بالدرجة الاولى ونطمح لتعاون اوسع وهذا ما تحدثت به خلال زيارتي لايران مع المسؤولين الايرانيين وخلال زيارتي لتركيا وزيارة رئيس الوزراء التركي مؤخرا الى سورية. تمتين العلاقات العربية - الإيرانية وحول دور سورية في تمتين العلاقات الايرانية العربية قال الرئيس الأسد:ان هذا الدور في الجانب السياسي كان موجودا بكل تأكيد منذ قيام الثورة الاسلامية في ايران وان هناك عددا من الدول العربية كانت تشك في موقف ايران تجاه العرب من خلال الفهم الخاطىء للحرب العراقية الايرانية في ذلك الوقت وان سورية لعبت هذا الدور.. دور العلاقة مابين الدول العربية القلقة مما يحصل مع ايران وكان دورا ايجابيا.. الآن نحن نحاول ان نلعب نفس الدور لان دائما هناك من يشك في العلاقة الايرانية العربية او الفارسية العربية بالمعنى القومي. ووصف الرئيس الأسد العلاقات بين سورية وايران بأنها علاقات جيدة جدا وتطورت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية مشيرا الى انه في العقود الماضية لم نعط اهتماما كبيرا للعلاقات الاقتصادية ولكن في السنوات الاخيرة بدأت هذه العلاقات المتينة والمشاريع المشتركة تصبح امراً واقعاً من خلال العلاقات الاقتصادية وقيام سوق مشتركة والآن هناك مشاريع في مجال النفط في سورية. وأشار الرئيس الأسد الى علاقات التعاون والشراكة مع إيران وفنزويلا وماليزيا وإلى المشاريع الاستثمارية والسوق الحرة بين سورية وإيران وأهميتها من كونها المدخل إلى السوق العربية. ثمار العلاقة الاستراتيجية وجواباً على سؤال حول ثمار ومكتسبات العلاقات الاستراتيجية السورية الايرانية والتعاون الثنائي للبلدين وللامة الاسلامية قال الرئيس الأسد: هذا واضح من خلال الوقائع ولا اعتقد ان أي نقاش بين أي شخصين يستطيع ان ينفي هذه الحقيقة. هذه العلاقة الاستراتيجية اثبتت اهميتها بالنسبة للمنطقة عبر العقود الماضية ولكن ظهرت نتائجها الحقيقية في العقد الاخير أي انتصار المقاومة في لبنان وصمود المقاومة في فلسطين بعد الانتفاضة التي بدأت في العام 2000 وفشل المشاريع التي تحضر او التي حضرت منذ الثمانينيات وتطبق الان بالنسبة للمنطقة طبعا ليس فشلاً كاملاً ولكن فشلاً جزئياً.. ولو لم يكن هناك تعاون استراتيجي بيننا لكانت الاوضاع السيئة في المنطقة اسوأ بكثير. واضاف الرئيس الأسد: اننا نلاحظ على الواقع بأن هناك لوحة سوداء امامنا وهناك بقع مضيئة صغيرة جدا كانت في الماضي وتصبح الان اكبر فأكبر فأكبر وهذا يؤكد اهمية هذا التعاون وصوابية التوجه السياسي لسورية وايران.. وهناك دول عديدة كانت تعارض هذا التوجه والان بدأت هي تكتشف ان هذا التوجه صحيح وبدأت تأخذ منحى مشابها لسياستنا سواء بالتنسيق المباشر او دونه.. وهناك وعي ونهوض في المنطقة وفي دول آخرى من العالم تجاه موضوع استقلالية القرار والتعاون بين الدول من أجل تحقيق مصالحها بأيديها ومنع بعض الدول الكبرى التي مازالت تفكر بعقلية الاستعمار من تحقيق مصالحها عبر دول تنفذ سياستها في المنطقة. الرهان على الخارج فاشل وجواباً على سؤال حول رؤية سورية لمستقبل المنطقة بعد فشل المشروع الامريكي والرهانات الاميركية الجديدة قال الرئيس الأسد.. نحن بالاساس ضد الرهان على الخارج وأي رهان على الخارج هو رهان فاشل وعندما قلت في تموز 2007 ان مستقبل المنطقة يحدد خلال عدة اشهر كنت اعرف ان القوى التي تفشل وفي مقدمتها الولايات المتحدة ومن معها لابد ان يلعبوا أوراقهم الاخيرة وهذه الاوراق الاخيرة اما ان تعيد الربح لهم واما ان يخسروا كل شيء.. طبعا قناعتي كانت بأنهم سيستمرون في الخسارة لانهم لا يعرفون المنطقة ولا يفهمون حضارة الشعوب وثقافتها ويعتقدون ان القوة تحقق كل شيء كمن يمتلك المال ويعتقد ان المال يجلب له كل شيء وهذا غير صحيح فهناك عوامل أخرى اهمها العقائد والايمان بالنسبة للانسان. واضاف الرئيس الأسد الان بعد 14 شهراً من قولي هذا ثبت بأنهم ينتقلون من فشل الى فشل وبسرعة اكبر من قبل.. والان الادارة الامريكية ذاهبة.. فماذا تستطيع ان تحقق في الاشهر الاخيرة... شيء وحيد المزيد من المشاكل ولكن من الصعب عليها ان تحقق أي حل لان من يفشل لسبع سنوات وثمانية أشهر من غير المعقول ان ينجح بأربعة اشهر.. فهو فاشل وهم لم يغيروا مبادئهم ولم يغيروا خطابهم السياسي لم يغيروا أي شيء فعلى أي اساس نعتقد انهم سينجحون... هذا الكلام مستحيل. واوضح الرئيس الأسد.. كما قلت هم بدؤوا بالتخريب ويستطيعون أن يستمروا به لا شيء اخر لكن هذا التخريب بالمحصلة سينعكس فشلا على هذه القوى وهذا ما أعتقده. اللقاء الرباعي والدور الأوروبي وحول اللقاء الرباعي الاخير الذي عقد في دمشق وحضره الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قال الرئيس الأسد: ان الرئيس ساركوزي هو بلا شك يريد أن يستعيد الدور الفرنسي الذي كان موجودا دائما.. لاشك بأن فترة الرئيس جاك شيراك ألغت تقريباً الدور الفرنسي السياسي من الوجود على الاقل خارج أوروبا وبشكل خاص في السنوات الاربع الاخيرة أو الخمس الاخيرة وتحديداً بعد حرب العراق.. والرئيس ساركوزي يريد أن يستعيد الدور الاوروبي.. طبعاً لكي نكون واقعيين لا يمكن أن نفكر بدور سياسي أوروبي وخاصة تجاه دول مثل سورية وايران ليس لها علاقة جيدة مع الولايات المتحدة الاميركية وتتعرض دائما لمحاولات الاخضاع من قبل الولايات المتحدة لا نتوقع أن تأتي دولة أوروبية لتتعامل مع هذه الدول بشكل مباشر من دون أن يكون هناك تنسيق مع الولايات المتحدة وهذا الكلام قاله الرئيس ساركوزي بشكل واضح في مؤتمره الصحفي في اللقاء الرباعي.. هذا الجانب الاول. والجانب الثاني.. علينا الا نتوقع أن يكون الغرب بالمدى المنظور أقرب الينا من قربه لاسرائيل لاسباب تاريخية لها علاقة بموضوع اليهود وما شابه فاذاً نحن لم نكن نتوقع بأن يأتي الينا مسؤول أوروبي ليقول لنا نحن معكم ومع الحق العربي والحق الفلسطيني ومع الحقوق الأخرى التي تمتلكها كل هذه الدول. لكن بالوقت نفسه نحن نريد أن نرى بداية افتراق للدور الاوروبي عن الدور الاميركي وهذا ما نراه بالتعاطي مع القضايا المطروحة ونريد أن نرى مسؤولاً أوروبياً يقول لنا.. لكم الحق بأن تستعيدوا اراضيكم كاملة.. نريد أن نكافح الارهاب بكل ما تعني كلمة الارهاب بغض النظر عن أنهم لن يروا الارهاب الاسرائيلي.. هذا الشيء متوقع وأعتقد هذا التوقع يبقى ضمن اطار الواقع بالنسبة لنا. موقفنا واضح تجاه أسلحة الدمار وإخلاء المنطقة منها وحول حديث الرئيس الفرنسي ساركوزي عن الموضوع النووي الايراني ونبرة التهديد في خطابه ورؤية سورية لهذه النبرة قال الرئيس الأسد: أولاً الرئيس ساركوزي أكمل في المؤتمر الصحفي كلامه بأن الموقف السوري غير الموقف الفرنسي بالنسبة لموضوع ايران هو قالها وفي المؤتمر الصحفي الأول عبرت أنا عن موقفي بشكل واضح وقلت.. نحن ننطلق من الموقف السوري الثابت القديم الذي نشأ قبل أن يكون هناك شيء اسمه الملف النووي الايراني.. الموقف السوري ينطلق من ضرورة اخلاء منطقة الشرق الاوسط من أسلحة الدمار الشامل وبالتالي هذا يعني بأن اسرائيل يجب الا تمتلك قنابل نووية لانها الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الاوسط الان التي تمتلك قنبلة نووية وهي التي بدأت هذا النوع من السباق ومن ثم أتت باكستان لاحقاً والهند.. فاذا الموقف السوري واضح وعبرت عنه والرئيس ساركوزي عبر عن اختلافه مع سورية في هذه النقطة. وقال الرئيس الأسد:الجانب الاخر كما قلت أنا قبل قليل مادامت زيارة ساركوزي تأتي بالتنسيق مع أميركا فعلينا أن نتوقع نبرة معينة لاميركا يد فيها بشكل مستمر.. وأنتم تعرفون في ايران بأن الموقف الاوروبي حتى هذه اللحظة ليس موقفاً موضوعياً بالنسبة لحق ايران في امتلاك التكنولوجيا النووية وهذا الجانب يهمني أن أتحدث عنه لانه كان جوهر الحوار بيني وبين مختلف المسؤولين الذين التقينا بهم في الاشهر القليلة الاخيرة فهم يتحدثون عن ضرورة ايقاف ايران لبرنامجها النووي ونحن كان سؤالنا واضحاً بالنسبة لهم.. بناء على ماذا... بالنسبة لنا في سورية لا يمكن أن نلعب أي دور خارج عن قناعاتنا التي تبنى على الموقف السوري والذي يرتبط باتفاقية منع انتشار أسلحة الدمار الشامل. البرنامج النووي السلمي حق وطني واضاف الرئيس الأسد: هذه الاتفاقية تعطي الحق لاي دولة في العالم بأن يكون لديها مفاعل نووي سلمي ومن ضمن هذا المفاعل أن يكون لها الحق في تخصيب المواد الضرورية لانتاج الوقود الضروري لتشغيل هذه المحطات.. والطرف الاوروبي يطلب من ايران أن توقف نهائيا هذا المشروع والمبرر الاوروبي هو عدم الثقة بايران وعدم الثقة لا يعني بأن تتخلى ايران عن حقها وهذا ما قلناه لهم. وقال الرئيس الأسد:ايران في السابق وتحديدا في العام 2003 على ما أذكر عندما طرح هذا الموضوع في بداياته وافقت على وجود مراقبين ووضعت كاميرات وكانت متعاونة ومع ذلك قامت هذه الدول بفرض عقوبات على ايران لاحقاً فاذا القضية ليست قضية أن توقف ايران برنامجها النووي الذي يعتبر حقا وطنيا لها كأي بلد اخر انما القضية هي ما الآليات التي قد تطالب بها هذه الدول لكي تتأكد بأن البرنامج الايراني هو برنامج سلمي, وتابع الرئيس الأسد:هذا هو الدور السوري وهذا هو نقاشنا مع ساركوزي. الغرب لا يرغب برؤية الدور الروسي وبشأن رؤية سورية للدور الروسي بعد ما حدث في منطقة القوقاز وامكانية عودة الحرب الباردة قال الرئيس الأسد.. أولا الحرب الباردة لم تبدأ بجورجيا بدأت منذ أتى الرئيس فلاديمير بوتين الى الرئاسة منذ حوالي عشر السنوات عندما بدأ يعيد الهيبة للدولة الروسية ويعيد الدور لهذه الدولة داخليا وخارجيا ولو بشكل تدريجي وعلى ما يبدو فان الكثير من الدول الغربية لا ترغب برؤية دور روسي قوي لاسباب لها علاقة بأوروبا.. نحن ربما لا نعرفها كلها أو نعرف جزءا منها ولكن من الواضح أن هذه الحرب الباردة كانت موجودة وبشكل مستمر والا فكيف نفسر الدرع الصاروخي الذي بدأ منذ سنوات ولم يبدأ اليوم.. ولكن قضية جورجيا كانت هي الذروة في هذه الحرب وبالمقابل روسيا حاولت في السنوات الماضية أن تمتص ما يقوم به الغرب وتحاول ان تبني علاقة صداقة مع الغرب ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل فالبعض من دول الغرب وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية كانت تقابل الخطوات الايجابية الروسية بالمزيد من الخطوات التصعيدية باتجاه الحرب الباردة.. فاذا الحرب الباردة فرضت من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا ولم تفرض من روسيا وغير صحيح بأنها بدأت فهي موجودة ولكنها تتطور.. الان أصبحت علنية بعد جورجيا وأصبح هناك حرب عسكرية والان سيكون لهذه الحرب السريعة أو القصيرة في الزمن تداعيات سياسية كبيرة واعتقد أن الروس.. وهذا ما قلته في زيارتي الاخيرة الى روسيا ولقائي مع الرئيس ديمتري ميدفيدف.. عليكم أن تعرفوا من هم حلفاؤكم الحقيقيون في العالم ولا تستطيع روسيا وهي الدولة الكبيرة والقوة العظمى الان أن تخوض أو أن تواجه هذه الحرب الباردة فقط من داخل حدود روسيا لابد أن تلعب دورا أكثر أهمية. لا مصلحة لنا بالحرب الباردة.. وإنما بالتوازن الدولي وتابع الرئيس الأسد:طبعا نحن لا ندفع باتجاه الحرب الباردة وليس لنا مصلحة في الحرب الباردة ولكن لنا مصلحة بوجود توازن دولي ونحن عانينا من وجود قطب واحد هو الولايات المتحدة وروسيا الان تعاني وحتى اوروبا الغربية الحليفة لامريكا عانت من وجود هذا القطب الواحد وخسرت في كثير من المواقع في هذا العالم فكل العالم أو معظم العالم له مصلحة في وجود القطبين والان أعتقد ان روسيا بدأت تلعب هذا الدور من قبل جورجيا ولكن وضع جورجيا ربما يعطي دفعة اكبر لهذا الموضوع لان روسيا بالنسبة لنا على الأقل بالاساس تقف مع قضايانا وهي ليست حيادية.. هي تقف معنا ولكنها الآن تقف بلغة أكثر وضوحا ونحن قلنا لهم نريد منكم مواقف أكثر وضوحا فى مجلس الامن.. وأشار الرئيس الأسد الى ان روسيا تدعمنا ولكن أحيانا في السابق كانت تتردد في ان تأخذ موقفا قويا على الرغم من قناعاتها بمواقفنا وحقوقنا لسبب له علاقة بالتوازن الدولي. والان اعتقد بأن روسيا ستلعب دورا اكثر قوة وفاعلية تجاه قضايانا وقضاياكم. نؤمن بإمكاناتنا وفيما يتعلق بالتوازن الاستراتيجي في المنطقة قال الرئيس الأسد.. التوازن الاستراتيجي له عناصر مختلفة.. في الوقت السابق ربما كانت فكرة السلاح هي الفكرة الاساسية.. اليوم أنا اعتقد ان التوازن الاقتصادي توازن القوى الاقتصادية والقوى العلمية والانتاج الوطني للتكنولوجيا والمعرفة هذا كله جزء من التوازن الاستراتيجي واسرائيل عدو لكنه عدو متطور طبعا يعود الفضل للدعم الامريكي في هذا الموضوع ولكن لو أردنا أن نسأل هل هناك بداية توازن استراتيجي... كيف نفسر انتصار المقاومة في لبنان في عام 2006 وقبلها في عام 2000 وتحرير معظم الاراضي اللبنانية.. مجموعات صغيرة من المقاومين تتمكن من تحقيق انتصار كبير على واحد من أقوى الجيوش في العالم وليس في الشرق الاوسط وربما يكون أقوى جيش في الشرق الاوسط ولكنه أيضاً من الأقوى على مستوى العالم.. فاذا هذه هي بداية التوازن الاستراتيجي وهي الايمان بامكانياتنا وليس بفرق السلاح. واضاف الرئيس الأسد.. ان اسرائيل اليوم أقوى بكثير من قبل عشرين عاماً عندما طرح هذا الموضوع أو اكثر في بداية الثمانينيات.. الان اسرائيل أقوى بكثير من الناحية العسكرية ولكن نحن أقوى بكثير من ناحية الايمان بامكانياتنا وهذه هي بداية التوازن الاستراتيجي ولكن في كل المجالات في المجال العقائدي والعسكري والاقتصادي والعلمي.. فنحن نتقدم في هذا الاتجاه وهذا ممكن. لا نثق بالإسرائيليين وحول المفاوضات السورية الاسرائيلية غير المباشرة برعاية تركية وامكانية انسحاب اسرائيل من الجولان المحتل قال الرئيس الأسد: أولاً.. أريد أن اوضح ما الذي يحصل الآن.. هي ليست مفاوضات بمعنى المفاوضات ولكن اطلق عليها هذه التسمية واستمرت في الاعلام وما يحصل هو مشابه لما حصل قبل مؤتمر مدريد في عام 1991 عندما أتى وزير الخارجية الامريكي جيمس بيكر وبدأ يتنقل بين سورية واسرائيل لكي يضع أرضية للمفاوضات المباشرة التي انطلقت في مؤتمر مدريد في ذلك الوقت لم يكن هناك من يتحدث عن مفاوضات غير مباشرة والان ما يتم هو نفس الشيء.. وسيط تركي يتحرك بين سورية واسرائيل ولكن بدلاً من ان يتحرك جغرافياً أرسلت سورية مبعوثاً الى فندق في مدينة اسطنبول واسرائيل أرسلت مبعوثا يجلس في فندق آخر في المدينة نفسها والوسيط التركي يتحرك بينهما والهدف هو ان نتأكد من ان الاسرائيلي سيعيد الجولان أم لا. وأوضح الرئيس الأسد.. حتى الان لم تنته هذه المرحلة وبالتالي لا نستطيع أن نقول بأن الاسرائيلي قادر أو لديه الرغبة الحقيقية في السلام من خلال عودة الاراضي.. انطباعنا في سورية بشكل عام على المستوى الرسمي والشعبي هو اننا لا نثق بالاسرائيليين بشكل عام من خلال تجاربنا في التسعينيات معهم عبر مفاوضات السلام في ذلك الوقت ومن خلال الجرائم الكثيرة والمجازر التي ارتكبوها منذ عام 2000 وحتى اليوم أي دائماً هناك قتل مستمر وهناك العدوان على سورية والعدوان على لبنان والتهديدات لايران وغيرها من الاعمال العدوانية.. فاسرائيل بنيت على العدوان ولا نستطيع ان نتوقع منها السلام الا اذا رأينا شيئاً على الواقع وحتى هذه اللحظة لم نر هذا الشيء لذلك لا أستطيع ان أقول بأن الجواب هو نعم حتى هذه اللحظة الجواب هو.. نحن لا نثق بالاسرائيلي حتى يثبت العكس عندما يثبت العكس نقول بأننا نثق به. لسنا ممن يبني علاقات مؤقتة أو مرحلية واضاف الرئيس الأسد.. انه بغض النظر عن هذه المفاوضات فالعمل على فصل سورية عن ايران وسورية عن المقاومة مستمر منذ عدة سنوات.. وفي كل لقاء مع المسؤولين الايرانيين نتحدث في هذا الموضوع وربما بطريقة المزاح.. كنوع من السخرية احيانا أقول لهم العام المقبل هو عام الفصل بين سورية وايران ماعدا هذا العام والسبب أن هذه الدول التي سعت بهذا الاتجاه في هذا العام فقدت الامل ولذلك فعام 2009 لن يكون عام الفصل بين سورية وايران.. أما ما طرح في الاعلام من ان المفاوضات غير المباشرة بدأت بناء على فكرة ابتعاد سورية عن المقاومة أو ابتعاد سورية عن ايران فهذا الكلام غير صحيح والسبب بسيط لان الاسرائيلي يعرف تماما اين تسير سورية وكيف تسير. وقال الرئيس الأسد.. نحن لسنا من الدول التي تبني علاقات مؤقتة او مرحلية او ظرفية.. نحن دول لدينا مبادئ ولدينا مصالح والعلاقة بين سورية وايران لم تبن من خلال عملية السلام او من خلال عملية الحرب كما قلت قبل قليل هناك عوامل عديدة اوجدت هذه العلاقة السورية الايرانية وهذه العوامل لم تتغير وبالعكس العوامل التي تربط سورية مع ايران تزداد رسوخاً وتزداد عددا في كل يوم.. لكن في الماضي هناك من طرح معي موضوع العلاقات السورية الايرانية وضرورة ان تبتعد سورية عن ايران وقلت له ما المبرر اذا كانت معظم دول العالم تحاول عزلنا وتأتي دولة كايران لكي تقف مع حقوقنا فهل من المعقول ان نقول لها ابتعدي لا نريد علاقة معك ولا نريد دولة تقف الى جانبنا هذا الكلام غير موضوعي.. هناك حالة وحيدة لكي نبتعد عن ايران عندما تصبح ايران تقف مع اسرائيل وعندما تقف امريكا مع العرب فسنقلب الآية وهذا الشيء لن يحصل. |
|