|
دراسات متذرعاً كعادته بصواريخ مجهولة الهوية أطلقت من هذه المنطقة باتجاه مواقعه في الجولان المحتل. وبالتوازي مع العدوان الإسرائيلي المبرمج على القنيطرة المحررة قامت الجماعات الإرهابية التكفيرية المرتبطة به بمحاولة استغلال مناخ التصعيد وشنت عدداً من الاعتداءات الفاشلة على بعض النقاط العسكرية والمدنية في المنطقة كاشفة مرة أخرى عن مدى الارتباط بينها وبين مشغلها الصهيوني، لكنها جوبهت بالرد المناسب من قبل جيشنا الباسل وقوات الدفاع الوطني المؤازرة له من أبناء المنطقة، ما أفشل محاولتها لاستثمار المناخ الذي وفره العدو بعدوانه الآثم. من الواضح أن الكيان الصهيوني المحبط من بعض التطورات السياسية في المنطقة والعالم وخاصة الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى وكذلك الانجازات الميدانية المتواصلة لبواسل الجيش العربي السوري وأبطال المقاومة اللبنانية في جبهة القلمون ومناطق أخرى، يريد استعادة نغمة العدوان التي يتقنها في محاولة مكشوفة لجس نبض محور المقاومة المتقدم حالياً على الجبهات العسكرية والسياسية والدبلوماسية، وإرسال رسالة احتجاج قوية للبيت الأبيض بسبب اعتزام الرئيس أوباما المضي في الاتفاق النووي إلى آخر الشوط، وتشجيع النواب الأميركيين الرافضين للاتفاق النووي على عرقلة المصادقة عليه في الكونغرس عشية طرحه للنقاش. ويمكن القول أن السبب المباشر والرئيس لهذا العدوان الإسرائيلي الجديد يكمن في يأس وإحباط نتنياهو من إمكانية تحقيق مناطق آمنة لكيانه في جنوب سورية، بسبب فشل مرتزقته وعصاباته في جبهة النصرة وداعش وباقي التنظيمات التكفيرية الإرهابية في أداء الدور المناط بهم وعجزهم عن تغيير قواعد اللعبة والاشتباك في الجولان، بعد أن ساهموا بفضح إسرائيل وإظهارها على حقيقتها الداعمة للإرهاب التكفيري دون رتوش أو أقنعة..؟! من يتابع حالة الهستيريا وعدم التوازن التي يعيشها كيان الاحتلال الإسرائيلي منذ أشهر عديدة لا بد أن يتوقع مثل هذا العدوان الذي يبحث عن الذريعة المناسبة، وقد سبق هذا العدوان اعتداءات أخرى ضد أبناء الشعب الفلسطيني ومقاوميه في الضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة إلى اقتحامات عديدة للمسجد الأقصى من قبل قوات الاحتلال ومسؤوليه، في حين تجلّت ذروة الإرهاب والتصعيد الصهيوني بقيام المستوطنين المدعومين من قبل حكومة نتنياهو الاستيطانية بإحراق عائلة الدوابشة في الضفة الغربية صغاراً وكباراً في سلوك بربري همجي يندى له جبين الإنسانية، بحيث لم يستطع حلفاء إسرائيل الكبار وعلى رأسهم واشنطن أن يمروا عليه دون إدانة واستنكار..! على أي حال تبقى حالة المواجهة والصراع مستمرة وباقية مع هذا الكيان الإرهابي المجرم ما دام يغتصب الأرض ويشرد أهلها ويدنس المقدسات ويرتكب شتى أنواع المجازر والموبقات، وإذا كانت الظروف المعقدة والاستثنائية التي تمر بها المنطقة بسبب ما يسمى «الربيع العربي» قد ساهمت بولادة تنظيمات إرهابية تشبه إسرائيل كداعش وجبهة النصرة وأنصار بيت المقدس وغيرها، قد هيئت له فرصاً مناسبة للعدوان والعربدة، فإن القادم من الأيام لن يكون في مصلحة هذا الكيان، لأنه باعتداءاته المتواصلة يرفع منسوب الكراهية والحقد عليه من قبل شعوب المنطقة ويسعّر الرغبة في الانتقام منه، وفي المقابل لن يكون الكيان الصهيوني في منأى أو مأمن من إرهاب هذه الجماعات التكفيرية التي يناصرها ويدربها ويداويها ويرفع من معنوياتها المنهارة حالياً لأنها ـ وتجربة أميركا والسعودية مع تنظيم القاعدة شاهداً مهماً ـ سترتد بإرهابها إلى أحضان داعميها، وبإمكان نتنياهو الأحمق أن يستفيد من حماقات صديقيه أردوغان وهولاند في هذا المجال..! ولعل الأكثر أهمية من كل ذلك والأشد إيلاماً للكيان الصهيوني في هذا المجال هو أن محور المقاومة يزداد قوة ومنعة وتماسكاً بعد أن صار أوسع تجربة وتعاوناً وانسجاما وخاصة بعد أن كسرت الحواجز والحدود أمامه، فبواسل الجيش العربي السوري وأبطال المقاومة الوطنية اللبنانية والقوات المسلحة العراقية وأبناء الحشد الشعبي والمقاومين الشرفاء في فلسطين ومعهم الصديقة إيران بكل إنجازها وألقها«النووي» يقاتلون جنباً إلى جنب في مواجهة الإرهاب التكفيري، ولا شك بأن حافزهم للقتال ضد إسرائيل يتفوق عندهم على غيره من الحوافز، ولا شك بأن إغراء الانتصار على إسرائيل وهزيمتها لا يعادله أي إغراء آخر، وهم عازمون على تحقيق هذا الهدف مهما كلف الأمر ومهما غلت التضحيات، والأرجح أن هذه الحقائق والمعطيات هي في قلب مخاوف الكيان الصهيوني وهي التي تقف خلف عربدته وجنونه من وقت لآخر..؟! |
|