تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أناشيد صدحت بماء الرقة

ثقافة
الأحد 23-8-2015
(الدّر المنضود) عنوان كتاب صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب للدكتورة وسام قباني بـ 279 صفحة.

يضم الكتاب أناشيد شجية صدحت بها قلوب رويت بماء الرقة, وتلوعت بجحيم الفرقة, فجادت قرائح أصحابها بأغان سارت مسيرة الأقمار, ونافست في ترانيم حسنها تغريد الأطيار.‏

هذه الأناشيد البهية تلقي الضوء على عوالم نفسية برحت بها قيود المحنة, ونضال الشدة, فهي تراتيل شجن تتناغم ألحانها لتشكل قلادة ثمينة تزين جيد الأدب الأندلسي العريق, قلادة مصنوعة من أربعة لآلئ فريدة منتخبة من كنوز الفردوس المفقود وهي كالآتي:‏

الأولى: فلسفة الداء والدواء في الشعر الأندلسي.‏

الثانية: فنية معجم الحماسة في الشعر الأندلسي.‏

الثالثة: شعرية الماء: أزمة الذات ورمزية التشكيل البلاغي.‏

الرابعة: جماليات التشكيل اللغوي في شعر ابن زيدون الأندلسي.‏

وقد نشأت فكرة هذه الدراسة حسب د.القباني رغبة في إضاءة جانب من مواهب الأندلسيين الفذة, وتقديراً لبدائعهم الشعرية القيمة التي أغنت صرح شعرنا العربي العريق.‏

وجاء في اللؤلؤة الثالثة (شعرية الماء أزمة الذات ورمزية التشكيل البلاغي) إن الشاعر الأندلسي لم يكن مغرداً خارج السرب حين استدعى (صورة الماء) إلى فضاءات خياله الشعري, ينهل من معين دلالاتها الثرة, فمنذ فجر البشرية نظر الإنسان إلى الماء نظرة إجلال وتقديس, فهو مصدر الارتواء والخصب والنماء, أي المصدر الأول للحياة... إذن فالشاعر يدرك منذ البدء أن التعالق القدسي القائم بين الماء والحياة له حضور واسع, وسطوة كبرى في نفوس القرّاء, فكيف إذا كنا في رحاب الأندلس, ذلك الفردوس البهي الذي شاءت له الأقدار أن يرتسم في هيئة (شبه جزيرة) غنّاء, تحفها المياه من جهاتها الثلاثة. ويمكن القول: في ظلال الأندلس انعقدت صلة وثيقة بين الشاعر والطبيعة, وتربعت الطبيعة بعناصرها كافة على عرش الخيال الشعري عند كثير من الشعراء, ويعد الماء أحد أبرز رموز الطبيعة التي أفاد الأندلسي من دلالاتها البهية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية