تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تجاوز رفع المعنويات

معاً على الطريق
الأحد 23-8-2015
أحمد ضوا

على مدى الحرب الإرهابية الكونية على سورية, كشفت «إسرائيل» عن وجهها العدواني القبيح أكثر من مرة, ودائما كان يتزامن ذلك مع تعرض التنظيمات الإرهابية إلى هزائم وخسائر كبيرة أمام الجيش العربي السوري الذي يسطر ملاحم بطولية على مساحة الوطن.

لا شك في أن العدو الإسرائيلي يوجد الذرائع لتبرير عدوانه الذي لا يبرر, ولديه الأدوات الجاهزة لفعل أي شيء وخاصة في المنطقة الغربية الجنوبية حيث تنتشر تنظيمات إرهابية مدعومة بالمال والسلاح والعمل الإسعافي والتخطيطي من كيان الاحتلال ودول عربية وضعت نفسها في خدمة المشروع الأميركي الصهيوني لتفتيت المنطقة وتدمير سورية.‏

في الأيام القليلة الماضية, وبالتزامن مع تقدم الجيش العربي السوري على أكثر من محور في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تستغيث وتطلب الدعم في اكثر من مكان, شن العدو الإسرائيلي عدوانا على بعض المواقع في محافظة القنيطرة استهدف خلالها المدنيين العابرين بسياراتهم ظنا منه أن مثل هذا العدوان سيرفع من معنويات أدواته التي هللت لعدوانه في القنيطرة ، ولكن واقع الأمر على الأرض يؤكد أن هذا العدوان لم ولن يغير من الواقع شيئاً, حيث استطاعت وحدة من الجيش السوري بالتعاون مع قوات الدفاع الشعبية تكبيد مرتزقة هذا العدوان خسائر كبيرة عندما حاولوا الدخول إلى مدينة البعث أثناء قيام طائرات العدو باستهداف بعض المواقع المدنية.‏

لم يعد جديدا القول إن العدو الإسرائيلي هو الجزء الأهم في العدوان الإرهابي الواسع على سورية الذي يتبدى بأشكال متعددة حسب الظروف والواقع والأرض, ولكن الجديد اليوم هو دخول هذا العدو بشكل مباشر في هذه الحرب, ودعمه العلني لعمليات التنظيمات الإجرامية الإرهابية بحق أبناء الشعب السوري بدلا من التلطي خلف الستار أو من خلال مجموعة داعمي الإرهاب الإقليمية «السعودية وقطر والأردن ومن معهم وتركيا».‏

إن «إسرائيل» لا تشارك فقط في العدوان على سورية ودعم التنظيمات الإرهابية التي تعيث فسادا وتخريبا فيها, بل تسهم في منع إيجاد حل سياسي يوقف هذه الحرب الإرهابية على الشعب السوري عبر الولايات المتحدة, فهي المستفيد الأول من استمرار هذه الحرب ولذلك تسخر كل أدواتها وإمكانياتها في الولايات المتحدة والدول الغربية لعرقلة أي حل سياسي يفضي إلى وقف الحرب دون تحقيق المصالح الصهيونية.‏

أمام هذا الواقع وفي ظل دعم بعض الدول العربية للعدوان الإسرائيلي على محافظة القنيطرة وصمت البعض الاخر والغياب الكامل للمؤسسات الدولية المعنية بحفظ سيادات الدول وسلامتها لابد من شحذ كبير لقوى المقاومة في وجه التصعيد الصهيوني, وإيجاد سبل ردع «إسرائيل» عن ارتكاب مثل هذه الحماقات الخطيرة وعواقب الاستمرار بارتكابها مستقبلا.‏

وهنا لا بد من الحذر جيدا من الوقوع في المطبات والحفر الإسرائيلية, والذهاب والعمل على دفع «إسرائيل» للوقوع في شرك قوى المقاومة التي لا ينقصها الحكمة والدراية في فهم وإدراك أبعاد نوايا «إسرائيل» العدوانية.‏

إن تعدد الغارات الإسرائيلية ومحاولتها تعطيل الحياة في منطقة القنيطرة يحمل بين طياته أبعادا عدوانية أخرى, ومن المتوقع أن تلجأ «إسرائيل» إلى تكرار مثل هذا العدوان في كل مرة وجدت فيها أنه من الضروري بقاء التنظيمات الإرهابية وهذا مرتبط أيضا بمدى فهم العدو الإسرائيلي لرسالة قوى المقاومة التي لم تعتد السكوت على ضيم أو ظلم.‏

إن العدوان الإسرائيلي على مناطق من جولاننا الحبيب تجاوز هذه المرة مستوى «رفع المعنويات» ووضع الكيان بموقف المواجهة المباشرة مع قوى المقاومة التي يعود لها تحديد سبل ووقت الرد.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية