تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في جوهر الصمود السوري

كواليــس
الأحد 23-8-2015
سليم عبود

لا يعرف سر صمود سورية الرائع، والاستثنائي جداً.. إلا من يفهم عمق العلاقة الحميمة بين سورية والتاريخ، وبين سورية وثوابتها، وبينها وبين قائدها، وهو يرسم جراح الوطن بروحه العاشقة للكرامة. منذ اللحظة الأولى للعدوان على سورية، ارتفع صراخ الحاقدين، وصخب فحيح دمويتهم ، على إيقاع يستهدف تغيير الرئيس بشار الأسد، عن قيادة الدولة السورية.

والسؤال: لماذا استهدفوا الرئيس منذ اللحظة الأولى، ولماذا فاضت عدوانية أردوغان وحمد وكل كلاب الخليج..؟!‏

حقيقة.. هم يعرفون ماذا يعني الرئيس في حياة السوريين، وفي منهج الثوابت السورية.. ويعرفون كيف يرسمون اللعبة، وكيف يحركونها.. ولكنهم فشلوا في تمريرها.. لو كان الرئيس بشار الأسد شخصاً واحداً لما طالبوا بتغييره.. لو كان الرئيس رئيسا فقط.. لما طالبوا بتغييره.. لكنهم يعرفون أنه يمثل السوريين كافة.. وان السوريين ارتضوه قائدا لهم، وهم اليوم أكثر تمسكاً به في ظروف كهذه كانوا يعرفون أن كل مؤامراتهم العداونية التي مرروها من خارج سورية مغلقة إلى سورية.. طالما أن الرئيس بشار الأسد في قلب الجسد السوري وفي عمق الروح السورية، يتدفق قوة، وصمودا، وعنفوانا.. ويرسم صمود الوطن بريشة العروبة المتوهجة في شرايين دمشق.. ففشلوا.. كلهم كانوا يستهدفون سورية باستهدافه.. دمروا، خربوا، فجروا المعامل والمشافي ، والمصانع والكهرباء والماء وصوامع الحبوب.. اليس كل ذلك حربا على سورية والعنوان المعلن تغيير النظام.‏

خمس سنوات.. والرئيس بشار الأسد كما تقول صحيفة بريطانية يتجذر في سورية قوة.. وتتجذر سورية في روحه وعقله، فكان هذا التكامل النادر بين وطن وقائده.. لو كان الرئيس بشار الأسد رئيسا فقط.. لو كان قائدا لنظام فقط.. لو كان قائدا لفئة أو طائفة.. لواجه مصير رؤساء سقطوا في مصر وتونس واليمن وبلدان أخرى في العالم هبت عليهم رياح عاصفة، فعصفت بهم، وكانوا يمتلكون أنظمة، واستخبارات، وجيوش، وطوائف، وفئات تلتف حولهم.. رغم ذلك رحلوا.. لأن جذورهم الأخلاقية والسياسية والاجتماعية والنضالية والفكرية كانت خارج أوطانهم ومجتمعاتهم.. على عكس الرئيس الأسد.. فالرئيس بشار الأسد، صمد، وصمدت معه سورية، جيشاً، وشعباً، لأنه كان القائد الحقيقي للوطن.. ولأن الوطن هو الذي أعلن التفافه حوله.. وأعلن أنه بحاجة اليه في زمن العاصفة كما هو بحاجة إليه في زمن الهدوء..‏

هذه العلاقة القائمة بين سورية بكل مكوناتها الشعبية والأخلاقية والفكرية..‏

وبين الرئيس بشار الأسد هي التي جعلت من سورية اليوم دولة صامدة رغم غزارة النزيف.. الحرب في سورية ليست بين السوريين.. وليست بين بعض السوريين وبعض السوريين.. وليست بين نظام وشعب كما يقولون ويدعون.. وليست بين قائد وشعبه.. الحرب على سورية.. بين سورية.. قائداً.. وشعباً، وجيشاً.. وبين قوى اقليمية محقونة بأحقاد الوهابية والإخوان والعثمانية والصهيونية، وقوى دولية تعمل على تهديم سورية لجعل سورية خارج مدار عروبتها وقوميتها وثوابتها ومقاومتها. الرئيس الأسد الذي يلتف السوريون حوله.. وأكدوا ذلك بتوجههم إلى صناديق الاقتراع العام الماضي.. ويؤكدون الآن التفافهم بتقديمهم الشهداء والرجال لمواجهة تلك الحرب الحاقدة.. والرئيس الأسد هو القائد الذي لايخذل شعبه.. وامته..‏

وإذا كان الشعب يؤكد التفافه حوله.. فهو اليوم يؤكد التفافه حول الشعب.. ويؤكد أن القائد الجسور..‏

الذي يبحر بسفينة الوطن.. بين عواصف العدوان.. ليصل بالوطن إلى شواطئ الانتصار..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية