تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نتائج بحجم الضغوط!

البقعة الساخنة
السبت 28-11-2009م
أحمد حمادة

لم تكن تصريحات بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الكيان الاسرائيلي حول السلام والدولة الفلسطينية والاستيطان مفاجئة لأحد، فهي ذاتها التصريحات التي أطلقها في حملته الانتخابية وفي برنامج حكومته وخلال ممارساته الإرهابية خلال الفترة الماضية.

وإذا حاول نتنياهو خداع العالم بإعلانه تعليق بعض النشاطات الاستيطانية غير المكتملة لمدة عشرة أشهر، فإن محاولته هذه لن تنطلي على أحد، وإذا حاولت الادارة الأميركية أيضاً أن تهلل لها وترحب بها فلايمكن قراءة هذا الترحيب إلا من زاوية الخروج من الحرج الأميركي والقول بأن الضغوط الأميركية على اسرائيل قد أثمرت وهذه هي نتائجها على أرض الواقع.‏

فقد كان ينتظر من الادارة الأميركية أن تجبر حكومة نتنياهو على التوقف عن الاستيطان نهائياً والدخول في مفاوضات تؤدي إلى الانسحاب من الأراضي المحتلة حتى خطوط الرابع من حزيران 1967 ،والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني كافة بما فيها حقه في العودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وليس الترحيب بخطوات مخادعة ومضللة ولا تخدم إلا سياسات التسويف والمراوغة والتهرب من استحقاقات السلام العادل والشامل.‏

أما تصريحات نتنياهو الأخرى عن السلام والمفاوضات والدولة الفلسطينية فقد نسفت كالعادة أي أمل بتغيير سلوك الكيان الاسرائيلي وسياساته العدوانية، فالدولة المنتظرة بعرف هذا الأخير منزوعة السلاح وبحدود مؤقتة ولايعرف أحد ماهيتها وحدودها وملامحها, ولايستطيع أحد أن يدرك مدى حدود سيادتها على أراضيها وممنوع على اللاجئين الفلسطينيين العودة إليها والقدس الشرقية ليست عاصمتها, وفوق هذا وذاك يطلب نتنياهو الاعتراف بيهودية كيانه قبل الشروع بالاعتراف بهكذا دولة مقزمة ومنزوعة الهيبة والأركان.‏

ويظل السؤال الأبرز هو: إذا كانت الضغوط الأميركية على اسرائيل والتي استمرت منذ مجيء أوباما وحتى الآن قد أنتجت كل هذه الأفكار المثيرةللسخرية فأي ضغوط ستحتاجها الادارة الأميركية لتجبر اسرائيل على قيام السلام الحقيقي وقيام الدولة الفلسطينية المكتملة السيادة؟!..‏

ahmadh@ ureach.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية