تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وللعيد ثوبه الأسود أيضاً

مجتمع
السبت 28-11-2009م
غانم محمد

هل تلف ضحكة العيد جميع الناس أما أن هناك من يفرق العيد بدمعه ووجعه؟

ماذا هيأت للعيد ؟‏

هل جهزت الحلوى والثياب الجديدة أم حضرت ألمك على عود آس هو كل ما بإمكانك قوله لعزيز غاب عنك؟‏

هل وفرت «الخرجية» المناسبة لأولادك أم أنك تجهد نفسك بإقناعهم بأن العيد ضحكة بلا أي تكاليف زائدة أو مصروف إضافي؟ هل نمت ليلة العيد مرتاح البال ولن تستيقظ على حرج مادي قد يقصم ظهرك؟‏

في البداية كل عام والجميع بألف خير فعلى الأقل بإمكانكم جميعاً أن تستغلوا عطلة عيد الأضحى المبارك في أموركم الخاصة بعيداً عن ساعات الدوام الوظيفي وبإمكانكم أن تجلسوا مع أبنائكم بعيداً عن ضغط واجباتهم المدرسية وبإمكانكم أيضاً أن تصلوا ما انقطع من صلات الرحم وأن تتزودوا للأيام القادمة ببعض التفاؤل لكن وأنتم تصوغون هذه اللحظات الوردية لاتنسوامن أخفى دمعة بتجاعيد يده التي كدت وتعبت في زرع «شتلة بندورة» أو في قطف «ثمرة برتقال» وعندما أراد أن يغني عيده من كد يمينه فوجىء بأسعار لاتعوض عليه كلفة الإنتاج ولاتنسوا من سلبه الحزن قدرته على الفرح فاتخذ زاوية خلف بابه المغلق إلى أن يمر العيد خشية أن يهزأ شخص ما بضعفه وحزنه....«ش.ح» فقد قبل أيام قليلة طفله «ع» البالغ من العمر (4) سنوات فقط وهو رابع صبي له يفارق الحياة في سن مبكرة قال: الحمد لله على كل شيء !‏

«م .ن» هو الآخر فقد ابنه «ع » وهو في السابعة عشرة من عمره إثر حادث سير يلتزم الصمت وينتظر العيد بصمته وقهره على ولده...‏

«ي .ب» استدان مبلغاً كبيراً من أجل تمويل زراعته المحمية وقضى أشهراً طويلة تحت النايلون الحارق يهتم بمحصوله «كل شبر بندر» ينظر الآن إلى محصوله ويعرف أن سعر مبيعه لايكفي أجرة نقله إلى السوق!‏

«ر. م» تورط زوجها في قضية معينة وترك لها طفلة صغيرة لاتعرف من أين تشتري لها الحليب ولاكيف تتدبر أمورها فهي غير موظفة ولم يترك لها زوجها أي ليرة...‏

هؤلاء موجودون بيننا فهل نشعر بهم؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية