تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عرض مسرحي يشبه عصرنا..

ثقافة
السبت 28-11-2009م
آنا عزيز الخضر

نماذج شبابية مختلفة تتباين علاقاتها فيما بينها مع بعضها البعض من جهة ومع المجتمع من جهة أخرى وما تلك العلاقات الاجتماعية التي تشوبها الهشاشة إلا نموذج يعكس روح العصر بتناقضاته الهائلة،

هذا ما أكد عليه العرض المسرحي /في الهوى ع الهوا/ تأليف: أمجد طعمة وإخراج لينا الشواف، إذ تختفي الثقة بين جميع الأطراف وتفتقد المصداقية بين جميع الأطراف وقد تم التعبير عنها عبر السمات العامة لشخصيات العرض من جهة ووسيلة الاتصال التي تربطها بالمحيط من جهة أخرى، فالملاكم والمذيع يمتلكان مواصفات تتناقض مع بعضها وتتنافر في مساراتها وطباعها لتدور صراعات بين الطرفين معبرة عن مساحات اجتماعية أوسع من ذاك التناقض وتلك العلاقة الفردية لأن كلاً منهما يرمز لمنظومة من القيم تظهر عبر اتصالها وتعاملها مع مجالات الحياة الأخرى، في العلاقة مابين الرجل والمرأة، مع العلاقة مع الناس ومع العمل ويبرز التناقض مابين الخير والشر وتبرز معها مواقف تلك الشخصيات المتربطة بكل منهما، فهنا نموذج يفتقد للأخلاق، يتلاعب بمشاعر الناس ولايهمه سوى أنانيته على حساب أي شيء، بينما الآخر رغم شخصيته المهزوزة يمتلك الأخلاق النزيهة لكنها تظهر محكومة في إطارها الكلي، فتبدي عطالتها نتيجة لتأثير المحيط بها وبذلك فحتى المنظومة الأخلاقية التي تحكمها باتت مشوشة أيضاً وغير واضحة المعالم بحكم ارتباطها بالبيئة العامة ككل، إذ تتبلور حالة كلية هنا وهو أن العرض وعبر اعترافه بالواقع يظهر ماهية العصر الذي نعيشه ومهما كثرت المحاولات لتجاوزه أو تناسيه فإن سماته تترك بصماتها وملامحها الخاصة على الجميع، كما أن الأسلوب الفني الذي تخلل بعض عناصر العرض كالحوار والحركات الاستعراضية وغيرها بدت معتمدة على مفردات التسرع والسعي المسعور تجاه لاشيء ثم اللهاث إلى اللانهاية ودون قرار ليظهر الفن في نفس الوقت كالعصر الذي نعيشه متسارعاً وبلا ملامح .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية