تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أصابع شادن.. وأصابع البيانو

ثقافة
السبت 28-11-2009م
أحمد بوبس

عندما تجتمع آلة البيانو بثرائها واستقراطيتها الموسيقية وتقنيات العزف العالية ومؤلفات موسيقية على مستوى عال.

نكون أمام عزف موسيقي جميل وممتع. وهذا ما كان في الأمسية التي أحيتها عازفة البيانو شادن اليافي في صالة الدراما بدار الأسد للثقافة والفنون.‏

ومهارات عازف البيانو لا تظهر في المقطوعات الموسيقية السهلة. إنما في المقطوعات الصعبة. كتلك المقطوعات التي اختارتها شادن لأمسيتها كانت جميعها مقطوعات عالية التقنية سريعة وحيوية تحتاج إلى جهد كبير لعزفها، وقد توخت شادن في اختيارها للبرنامج السير بنا وفق التدرج التاريخي لتطور الموسيقا الأوروبية الكلاسيكية فبدأت بعزف خمس سوناتات للموسيقي الايطالي دومينيكو سكارلاتي (1685-1757) هي من أصعب السوناتات الكثيرة لهذا المؤلف. وتنتمي أعماله الموسيقية إلى عصر الباروك، حيث الزخارف اللحنية المبالغ فيها.‏

بعد ذلك نقلتنا شادن إلى مرحلة موسيقية تالية مباشرة لسكارلاتي، إذ قدمت سوناتا جميلة لبتهوفن (1770-1827). ونلاحظ أن بتهوفن ولد بعد ثلاثة عشر عاماً على رحيل سكارلاتي وجمع بتهوفن بين عصري الرومانتيكية والواقعية. وفيها يتجلى الاسلوب الثوري لبتهوفن في تأليفه الموسيقا. هذه التورية التي وصلت إلى قمتها في السيمفونية الثالثة (البطولة) والتي تعتبر أول سيمفونية ايديولوجية.‏

وقبل أن يرحل بتهوفن بسبعة عشر عاماً ولد روبرت شومان الذي قدمت له شادن ثماني قطع موسيقية تمثل مرحلة جديدة من مراحل الموسيقا الكلاسيكية وهذه القطع كتبها لحبيبته عازفة البيانو كلارا فايك. لذلك جاءت غنية بالدفق العاطفي وبحيوية العاشق فيها سرعة ونشاط ملحوظان.‏

وعلى كل هذه المقطوعات أضفت شادن من روحها وتقنياتها العالية بالعزف فاستمتع الجمهور وعاش في لحظات من الفكر الموسيقي الراقي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية