|
|
ثقافة لم نره منذ زمن طويل في قاعة المركز الثقافي بـ أبو رمانة.. كانت البداية مع الشاعر قصي ميهوب الذي قدم نفسه قائلا: ها أنا ألبس غربتي وأمضي إلي.. أمضي إليكم.. ينشرني المساء على قارعة الشعر.. فألوذ بمعطف القصيدة.. زادي الألم الذي يمنحني وجودي.. أباغته بسمرة الحنطة بصرخة السنديان.. بحنين النرجس البري.. بقيافة التين والزيتون.. وأنين الزيزفون.. لقصيدة الشاعر قصي ميهوب نكهتها الخاصة.. المطعمة بإلقاء جميل علي المنبر وكأنه.. يحلق والقصيدة معاً.. في تفاصيلها.. في كل كلمة وكأنها جزء من حواسه.. في قصيدته البتول.. يقول: ترنو محدقة ما النجم في سحر لن يطلع الفجر إلا من إشادتها تغازل الله نجلاء.. ملّوزة فتصبغ الشمس من ياقوت غمزتها تمور في مرهف الينبوع دلعنة وأزرق الصخر.. يحكي جفن خضرتها ولكن شاعرنا لمن يكتب الشعر.. وهو مصر على كتابته رغم كل الخراب.. سيبقى يزرع الشعر مواكب من نور.. وحقلا من حنطة.. يكتب قصي الشعر ليختلف مع الآخر يكتب للريح والغيم والشمس.. يخاطب أنوثة الأنثى.. يحرضها على المشي تحت المطر يحرضها على أن تكون هي.. في قصيدة آلهة البحر يخاطب الشاعر شقراء كانت ذات يوم تغازل الأزرق بأنوثة النور والنار.. ليشتعل الخمر وينطفئ في حضورها الآثر.. أنثى البحر في قصيدة. الشاعر.. فصول عدة.. يقول في آلهة البحر: الآن تنطفئ الخمور الآن تشتعل الخمور وآن للأنثى أن تصحو ويتبدى الظلام والنور وأقطفها كما قطف الجمال.. عن الزهر.. العبير إني قطفت الله في دمعتي العشقى على جبل نظير البحر... يابحر وهمت بالتي أشقى على شقرائي يابحر سلاف القهوة الحنطية اللون سلاف القهوة البيضاء تمحوها سلاف القهوة السوداء يابحر ضياع اللون في المعنى بلا معنى فمن موال مجنون إلى كل المجانين شقراء تغازل الأزرق بأنوثة النور والنار.. تلك الأنثى.. التي اختصرت كل النساء في مكنونات الشاعر.. أفرد لها كل حروف الأبجدية.. لم يختزلها.. مساحتها البحر.. وامتدادها الأزرق .. يقول: وآن الآن يابحر على جبل تخيط العشق امرأة هي العشق هي الكل بلا جزء هي الجزء.. يذيب الكل في جزء هو الكل.. وتمشي حيثما شاءت فيمشي البدر يابحر وتمشي الشمس يابحر ويمشي البحر يابحر وأبحر في مدى العينين والخدين والنحر بلا أنواء يا بحر وبين مفازة النهدين عرش الماء يابحر وتحت منابع الإبطين فار الملح يابحر وفوق نوازل الخصرين عصف الريح يابحر وخلف صواعد الردفين سفر النار يا بحر تلك الأنثى هي فاكهة الوقت.. ونعناع يقطر رائحته في أوان من ضوء.. يقول قصي ميهوب: - وآن الآن يابحر - تراتيل من النعناع يمناها - ويسراها هي التفاح يابحر على مرمر - رؤى خوخ من الآلام.. - بالزلاع واللوز.. - هي الزفير والليمون يابحر هي الأخضر.. الشاعر قصي ميهوب له العديد من المجموعات الشعرية../ غربتي العذراء.. فاجعة الرحيل- الريحان- صهيل القمح- أراجيح الوتر- عندما ينزف الصخر- لا تدر ظهرك للشمس- مات الشعر قام- حطاب الجنوب- على الضوء أمشي أما الشاعر أيهم الحوري فقدم مقاطع من الزجل.. الجميل نقتطف منها: قصيدة بعنوان/ مكالمة/: حكى هاتفي بعد الكان خرسان اطلعت عالكاشف بروح مقهورة بين رقمها واختفى الحرمان وسماعتي رفعتها بايد مذعورة إجاني صوت شلال الحنان بيعمل الصحرا جنة مغرورة.. أما من قصيدة وداد نقتطف منها: يامسافرة بروحي بين الآه والأوف فيك اوعديني احترق وحدي.. وما يضل مني غير العضم مرصوف.. عادرب بيتك رماد ويودي الشاعر أيهم الحوري أصدر ثلاثة دواوين في بحر عينيك الشمس أنثى- إذا الدمع شرد- وغرقت عطشاً قيد الطباعة.. وكان مسك الختام مع الشاعرة ابتسام الصمادي نزولا عند رغبتها في عدم الكتابة عن مشاركتها بالأمسية.. نكتفي.. الاشارة للشعر مساءات وصباحات يمسك بناصيتها شاعر توقه الدائم.. أبجدية. |
|
